دارين العلي
اكد مدير عام معهد الكويت للابحاث العلمية د.ناجي المطيري وجود تحديات عدة امام دول مجلس التعاون في المجال الزراعي حيث مازال الانتاج الزراعي أقل من معدلات الاستهلاك بسبب الظروف المناخية القاسية وندرة المياه الصالحة للري، وقلة خصوبة التربة بالاضافة الى ملوحتها، ومياه الري التي تشكل أهم العوائق التي تواجه التوسع الزراعي في المنطقة.
كلام د.المطيري جاء في افتتاح اعمال الدورة التدريبية الاقليمية حول تقنيات الزراعة المحلية في البيئات الجافة وشبه الجافة التي نظمها المعهد بالتعاون مع المركز الدولي للزراعة الملحية وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة وصندوق أوبـك للتنمية الدولية، والمركز العربي لدراسات المناطق الجافة وقد تم خلال الافتتاح توقيع مذكرة تفاهم بين المعهد والمركز الدولي للزراعة الملحية. ولفت المطيري الى ان لتقنيات الزراعة الملحية دورا متعاظما في تحقيق الامن الغذائي من خلال ما يمكن ان تقدمه لتحسين كفاءة الانتاج لبعض المحاصيل الزراعية الواعدة وزيادة كفاءة استخدام الموارد المائية المحدودة وتوفير فرص افضل للاستفادة من الاراضي عالية الملوحة لانتاج محاصيل زراعية تحقق عائدا اقتصاديا مجزيا، مشيرا الى بعض الدراسات التي تشير الى ان المساحة المروية على المستوى العالمي تبلغ 237 مليون هكتار، منها نحو 30 مليون هكتار تعاني من التملح بدرجة حادة، ونحو 60 الى 80 مليونا اخرى تعاني بشكل متوسط، وان ربع الاراضي المروية في البلدان النامية تعاني بدرجات متفاوتة من التملح، فيما يؤكد برنامج الأمم المتحدة للبيئة ان معدل خسارة الاراضي المروية نتيجة التملح يصل الى نحو مليون ونصف المليون هكتار سنويا. وقال المطيري ان المعوقات التي تقف امام الزراعة في منطقتنا تتطلب اهتماما بالغا بالابحاث العلمية ذات العلاقة بتوطين تقنيات الزراعة الملحية وتطويرها بما يتلاءم مع حاجاتنا وطبيعة البيئة الخليجية والعربية، مشيرا الى ان الخطوات المتسارعة والتقدم في الابحاث العلمية التي تعالج مشكلة الملوحة تبشر بتقنيات تتكامل وتتناسق مع النظم الزراعية السائدة في المنطقة، لافتا الى ان العقود القليلة المقبلة ستحمل في طياتها قلقا متزايدا حول المياه ومواردها.
واشاد بجهود المركز الدولي للزراعة الملحية والمركز العربي لدراسات المناطق الجافة والاراضي القاحلة في نقل التقنيات المتطورة وتعزيز التعاون بين الباحثين والخبراء في مجال الزراعة الملحية وفي ترويج نظم زراعية مستدامة تقوم على استعمال المياه المالحة في الانتاج الزراعي، معربا عن سعادته ان يشهد توقيع اتفاقية تعاون بين المعهد والمركز الدولي للزراعة الملحية لبناء حلقة جديدة من حلقات التعاون والعمل المشترك.
وأوضح أن للمعهد تجربة مرضية في هذا المجال، حيث سبق له أن وضع تصورا لبرنامج متكامل لاستزراع النباتات الملحية لانتاج الغذاء والعلف الحيواني، وقد قام المعهد منذ عام 1980 بعدد من المشاريع البحثية التي يؤدي تطبيقها بصورة متكاملة ومتناسقة مع تقنيات زراعية أخرى إلى تقليل الاعتماد على الاغذية والاعلاف المستوردة والتوسع في الانتاج الحيواني، متابعا وكان من بين المشاريع التي نفذها المعهد ما يعتمد على المنهج الهندسي، مثل معالجة وتخزين مياه الصرف الصحي في مكامن المياه الجوفية لاستخدامها في الري وغسل التربة للتخلص من الاملاح، ومنها ما يعتمد على المنهج الاحيائي، مثل استنباط واختبار اصناف جديدة من نباتات المحاصيل ذات القدرة العالية على تحمل الملوحة عن طريق الانتخاب والزراعة النسيجية».