- الكريوين العلم والمعرفة سبيلا التقدم والكتاب كان وسيبقى خير صاحب
أسامة أبو السعود
أكد وزير العدل ووزير الدولة لشؤون مجلس الأمة د. فالح العزب أن الفقر الفكري هو آفة الشعوب، وما لدينا من فقر فكري في السنوات الأخيرة وسطحية المعلومات وذلك من خلال برامج التواصل الاجتماعي حيث لم يعد لدى الشباب الكويتي شغف لقراءة المعلومة من مصدرها الرئيسي، مطالبا الجميع باللجوء الى الكتاب وأمهات الكتب تحديدا لكي يعلموا حقائق الأمور.
وأكد العزب خلال افتتاحه المعرض القانوني والثقافي في مقر جمعية المحامين الكويتية امس، ان حضوره جاء لأهمية الكتاب لأمة اقرأ، حيث ان هذه الأمة غاب عنها الكتاب وأصبحت امام ثقافة السطر الواحد وهي التي جلبت عبر برامج التواصل الاجتماعي وأصبحت لدينا ضحالة في المعلومة، مبينا ان على الجميع ان يلجأوا إلى الكتاب وأمهات الكتب تحديدا لكي يعلم عن حقائق الأمور، حيث ان الجيل الحالي هو مطالب اكثر من غيره بأن يصل الى الكتاب وأن يقرأ الكتاب على اعتبار ان الكتاب شأنه شأن غيره من أي ممارسة لم تمارسها منذ فترة سوف تضمحل هذه الفكرة وهذي القدرات عند الانسان وستكون المعلومة سطحية لدرجة مخيبة للآمال، وقال ان في أوروبا يكون الشباب في الحافلات يقرأون الكتب، وإن في الوطن العربي للأسف أصبحت القراءة من خلال الأجهزة الذكية وان هذا الأجهزة ترسل معلومة موجهة.
وحث العزب على الزيادة من مثل هذا المعارض، وأن دور جمعية المحامين لما تقوم به يعزز ثقافة القراءة وتحديد الثقافة القانونية، مشيرا الى ان الكتاب القانوني دون الكتب الأخرى التي هي روافد له ستجعل القانون منعزلا عن ساحة الثقافة والفكر والمؤسسات المجتمعية، مبينا ان هذا الفكرة لجمعية المحامين تدل على ثقافة القائمين على جمعية المحامين.
وقال العزب ان افتتاح معرض الكتاب يمثل أهمية كبيرة وذلك لما للكتاب القانوني من أهمية بالغة في نشر الثقافة القانونية الواعية والطموحة، وان وزارة العدل تجد في الثقافة القانونية ملاذا آمنا للتغلب على الأمية القانونية، وخلق جيل مثقف يواكب مسيرة التطور والمعرفة، وخلق جيل مثقف يواكب مسيرة التطور والمعرفة، لتتطلع الى ان يكون كل القائمين على السلك القضائي مسلحين بالعلم والمعرفة اللازمين للمساهمة في تطوير آليات العمل في المرفق القضائي من جهة، وبما يسهم في التغلب على أي معوقات تعرقل مسيرة التطوير، وتحول دون تحقيق التنمية في كل مرافق الدولة.
وبارك العزب لجمعية المحامين الكويتية على إعادة إصدار مجلة «المحامي» بعد توقف دام نحو 5 سنوات، ويعد ذلك إنجازا كبيرا، ولا سيما مع عودة مجلة رائدة وعريقة كمجلة المحامي، وقدم العزب شكره لمجلس إدارة جمعية المحامين الكويتية على هذا الإنجاز الكبير.
وأكد العزب أهمية الأبحاث والدراسات العلمية المتخصصة في الحقل القانوني، والتي من المتوقع ان تسهم في رصد وتطوير وحل كل الإشكالات الإجرائية والتشريعية التي قد تعوق مسيرة عملنا، مبينا ان مجلة المحامي نافذة حقيقية لنشر الدراسات والأبحاث المميزة، مشددا على حرص وزارة العدل على التعاون مع جمعية المحامين الكويتية بتبني كل الدراسات والأبحاث الواعدة.
ودعا العزب الجميع للعودة الى الكتب وأنه بلا هذه الكتب وهذه المعلومات المعمقة والتي أسست على فقه وعلى دراسات وتواصل ابتداء من المجال القانوني من «حامو رابي وارسطو» وإلى كل النظريات السياسية التي ترجمت الى نظريات قانونية.
السلطة القضائية
وختم العزب حديثة قائلا: «تأكيدي وحرصي» على ان يكون هناك يوم للكتاب وان تكون هناك مكتبة وان يتم ابراز هذا الدور، كما قال العزب انه سوف يحث وزارة العدل على ان تزود جمعية المحامين بكل ما تملك من احكام أولا بأول حيث ان حق الدفاع هو حق مقدس وان المحامي هو ملاذنا بعد الله في حال من وقع عليه ظلم، ودون أدنى شك فإن سلطة الفصل هي السلطة القضائية والسلطة القضائية هي مرجعية كل السلطات ولكن حق الدفاع لا يجاريه أي حق وهذا الحق اذا اخل به او لم يزود بسلاح العلم والكتب فلا حاجة لهذه الحقوق التي لن تجد من يدافع عنها.
وتقدم العزب بالشكر إلى القائمين على المعرض وكل الجهات والمؤسسات والمكتبات المشاركة فيه، متمنيا للجميع كل التوفيق والسداد.
ومن ناحيته، قال رئيس جمعية المحامين المحامي ناصر الكريوين إن العلم والمعرفة هما سبيلا التقدم الحق، والكتاب كان وسيبقى خير صاحب في رحلة البحث عن المعرفة الجادة، ومصدر إمتاع حقيقي للروح.
وقال: هنا كانت العلاقة بين الكتاب ورجال القضاء الواقف والجالس علاقة وثيقة، فالكتاب القانوني لا يقل أهمية عن مصادر المعرفة الحديثة، وهو ما يعزز حرصنا في جمعية المحامين الكويتية على عمل هذا المعرض السنوي، تعزيزا للمعرفة القانونية، وحرصا على نشر الثقافة القانونية بين المشتغلين بالقانون خاصة، وبين أفراد المجتمع عامة.
وأضاف: إذا كنا بصدد الحديث عن أهمية الكتاب ودوره في تشكيل وعي وثقافة المشتغلين بالقانون، وإذا كنا نؤمن إيمانا بأهمية المعرفة لتحقيق التطور المنشود في كل مناحي الحياة، فإن اهتمامنا في جمعية المحامين الكويتية لا يقل في الجانبين البحثي والتدريبي، من هنا عملنا في مجلس الإدارة الحالي على إعادة إصدار مجلة (المحامي)، وذلك لتكون نافذة نابضة لجميع المشتغلين بالقانون، ولتعزز دورنا في مناقشة كل الإشكالات العلمية العالقة، وتتبع المسائل العلمية التي هي بحاجة إلى دراسة وتعميق وتحليل.
مكتبة قانونية
ومن جانبها، قالت رئيسة اللجنة الثقافية بجمعية المحامين ومنظمة المعرض القانوني والثقافي المحامية بشرى الهندال: تزامنا مع اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف الذي يصادف 23 أبريل من كل عام، قررنا افتتاح المعرض بذات التاريخ لإبراز وإظهار هذه الاحتفالية بشكل قانوني وثقافي نتمنى أن يحوز على رضاكم.
فدعما لهؤلاء صانعي نهضة الفكر وتطوير الأمم وللمساهمة في نشر الثقافة والفكر القانوني تم تأسيس مكتبة الكويت القانونية التي تحتوي على أكثر من 4000 كتاب ومرجع قانوني ومئات الأبحاث والرسائل العلمية النادرة ومجموعة ضخمة من الأبحاث والأحكام التاريخية والمجموعة الكاملة لأعداد مجلة المحامي منذ إنشائها وقاعدة بيانات الكترونية تحتوي على أكثر من 30 ألف حكم تمييز وقاعدة قانونية وكل القرارات واللوائح والقوانين المنشورة في جريدة كويت اليوم تحت إشراف معهد الكويت للمحاماة والدراسات القانونية، مثمنة مشاركة الكثير من الوزارات والهيئات ودور النشر والصحافة وجمعيات النفع العام والأفراد.
بدوره، شدد أمين سر جمعية المحامين المحامي مهند الساير على أهمية المعرض حرصا من جمعية المحامين ومعهد الكويت للمحاماة والدراسات القانونية على نشر الثقافة القانونية بين القانونيين وأفراد المجتمع عامة، مؤكدا ان افتتاح مكتبة الكويت القانونية والتي تضم مؤلفات وكتبا قانونية تثري المحامين والمستشارين ستكون متاحة لكل المهتمين، وهو دورنا لمعالجة النقص وهي البداية في سد الفراغ القانوني.