أظهرت دراسة علمية حديثة ان 70% من العرب المشاركين في البرامج الحوارية التلفزيونية «لا يتحلون بآداب المقاطعة والحوار كترديد كلمات تنم عن لباقة في الحوار عندما يضطرون الى مقاطعة محدثهم».
وقال معد الدراسة الكاتب محمد النغيمش لـ (كونا) انه تبين أن الرجال اكثر مقاطعة من النساء بنسبة 88% مقابل 53%.
واضاف ان كثرة المقاطعات «تشتت أفكار المتحاورين وتربكهم»، ووصف نتائجها بأنها انعكاس لأزمة الحوار والانصات في العالم العربي.
وقال النغيمش وهو مختص في الادارة وعضو جمعية الانصات الدولية انه أعد هذه الدراسة خصيصا لكتابه الجديد بعنوان «لا تقاطعني» الذي صدر اليوم في معرض الكويت للكتاب عن دار اقرأ، وذلك بعد ان لاحظ «تدني مستوى الحوار في التلفزيونات العربية وغياب فضيلة الانصات، وهو ما أكدته نتائج فرضيات الدراسة».
وأشار الى ان إصداره هذا يعد «اول كتاب عربي متخصص يناقش قضية مقاطعة المتحدثين في اثناء الحوار».
وأوضح النغيمش ان هذه الدراسة التي أعدها مع رئيس قسم الاعلام بجامعة الكويت د.يوسف الفيلكاوي كانت بعنوان «سلوك مقاطعة المتحدثين في البرامج الحوارية التلفزيونية العربية ومجلس الامة في الكويت (البرلمان)».
وكان سبب المقاطعة الابرز هو الرغبة الملحة في «طرح سؤال» وذلك بنسبة 43% فيما كانت 5% بسبب الحاجة الى تغيير الموضوع أو التهكم على المتحدث.
والمفارقة التي توصل اليها الباحث هي أن 57% من المتكلمين الذين يتعرضون الى مقاطعة حديثهم «يستمرون في الكلام دون توقف» أي انهم لا يأبهون بمن يقاطعهم، وهو ما اعتبره الباحث «سببا رئيسيا في إحداث فوضى الحوار على الشاشة، ما قد يدفع المشاهدين الى الانصراف نحو فضائيات أكثر جاذبية في الحوار».
وقال النغيمش ان «مشكلة الحوار تبدأ من المنزل والمدرسة ثم نجد نتائجها السلبية في العمل وعلى شاشات التلفزة».
كما تناولت الدراسة سلوك المقاطعة بمجلس الامة، حيث أظهرت ان نواب البرلمان يقاطعون المتحدثين بنسبة 48% اما الوزراء فبنسبة 2% فقط.
وتبين ان 82% من النواب والوزراء يبدون امتعاضا لفظيا عندما يقطع عليهم احد حديثهم وذلك بالتفوه بكلمات استياء.
وبينت الدراسة أيضا ان 67% من المتحدثين في البرلمان يتعرضون لمقاطعة حديثهم في أول دقيقتين بمعنى انهم «يجدون صعوبة بالغة في الاسترسال في الحديث بأريحية» بحسب الباحث.
ويضم كتاب «لا تقاطعني» للكاتب النغيمش بالاضافة الى الدراسة المذكورة جملة من النصائح والحلول العملية للتعامل مع المقاطعات الحوارية جاءت في فصول عن آداب المقاطعة بلباقة ومصفوفة تطبيقية تطرح اول مرة حيث «تقدم للمتحاورين خريطة طريق تهديهم الى وسيلة الاستمتاع بحوار صحي خال من المقاطعات».
يذكر ان الكتاب يقع ضمن سلسلة كتب «الانصات.. الفضيلة المنسية» التي طرحها المؤلف وكان أولها كتاب «انصت يحبك الناس» ثم كتاب «المرأة تحب المنصتين» وقد شهدا انتشارا واسعا.