حنان عبدالمعبود
بيّن استشاري جراحة العظام ورئيس القسم في مستشفى هادي د.حسام القسوس ان هشاشة العظام هي الحالة التي تقل فيها كثافة الكتلة العظيمة، مما ينتج عنه قلة أيضا في صلابة العظام بحيث تكون قابلة للكسر بسهولة عند أي صدمة بسيطة أو سقطة خفيفة. وقال «ان العظام الأكثر عرضة للكسر في المرضى المصابين بهشاشة العظام هي الورك والفخذ والساعد عادة فوق الرسغ مباشرة والعمود الفقري.
ويسمى عادة «المرض الصامت» حيث انه يتطور دون ظهور أي أعراض مرضية حتى يحدث الكسر أو الانهيار في إحدى فقرات العمود الفقري، جاء ذلك في اليوم المفتوح لهشاشة العظام الذي نظمه مستشفى هادي أمس، وذلك بالتزامن مع اليوم العالمي لهشاشة العظام. وأشار د.القسوس الى ان مرض هشاشة العظام يصيب الجنسين ولكنه أكثر شيوعا بين النساء، حيث ان 4 نساء من كل 5 مرضى يصابون بهشاشة العظام. وذلك لأن هرمونات الأنوثة التي تقوم بتنظيم الدورة الشهرية لها أهمية كبيرة بالنسبة لعظام المرأة ونقص هرمون الاستروجين بعد انقطاع الدورة الشهرية يعتبر عاملا أساسيا في حدوث هشاشة العظام.
ويكون المرض أكثر شيوعا في المرحلة العمرية المتقدمة، حيث يصيب الأشخاص الذين تزيد اعمارهم عن الخمسين مما يؤدي الى كسور عظيمة في واحدة من كل امرأتين ورجل من كل أربعة رجال، كما ان مرض هشاشة العظام يؤثر على حياة المريض بطرق عديدة منها حاجة مريض هشاشة العظام الذي يعاني من كسور نتيجة الهشاشة «خاصة كبار السن» الى رعاية طبية وعناية خاصة يومية، الألم الذي يصاحب أي كسور في العظام قد تستمر لأسابيع مثل كسر في الورك أو كسر في الرسغ أو كسر في العمود الفقري.
وكسور الورك الناتجة عن مرض هشاشة العظام ليست فقط مؤلمة، وانما قد تسبب الاعاقة الشديدة للأنشطة الأساسية جدا في الحياة الطبيعية. حوالي 80% من المصابين بكسر في الورك يكونون عاجزين عن السير بعد ستة أشهر. والأخطر من ذلك يصل الى 20% من الناس يتوفون خلال سنة واحدة بعد تعرضهم لكسر الورك.
ومن العوامل الأساسية التي يتمكن بها المريض من الوقاية من هشاشة العظام لفترة طويلة، النشاط الجسماني والرياضة البدنية بصفة منتظمة، والامتناع عن تناول المشروبات الغنية بالكافيين (القهوة والشاي والمشروبات الغازية) والامتناع عن التدخين والخمور، التي تقلل من كمية امتصاص الكالسيوم بالجسم، مع مراعاة الحصول على الكمية المطلوبة يوميا من ڤيتامين (د) والكالسيوم في الغداء، وبفضل التطور التكنولوجي في مجال الاجهزة الطبية اصبح في الإمكان بدقة وبسرعة تحديد وجود مرض هشاشة العظام أو مدى قابلية الجسم له. كما كان للتطور السريع في مجال العقاقير الطبية دور كبير في علاج مرض هشاشة العظام بصورة فعالة وآمنة بجرعات يومية وشهرية أو عن طريق استخدام حقنة وريدية لمرة واحدة سنويا بدلا من جرعات يومية وشهريا كما كان في السابق.
يوصي الأطباء بالمراجعة الدورية بعد عمر 40 ـ 45 سنة، وتحديد قوة العظام وقابليتها للاصابة بمرض الهشاشة.
كما يجب على المرضى الذين يخضعون لعمليات جراحية لإزالة الرحم والمبايض وتوقف الدورة الشهرية ان يخضعوا لفحوصات دورية والالتزام بالنصائح الطبية للوقاية من هذا المرض. بدوره قال استشاري أمراض النساء والتوليد د.عصام أبوالفتوح ان مرحلة انقطاع الدورة الشهرية هي مرحلة ضعف التبويض واضطراب الهرمونات لدى السيدات. ومن أهم بل وأخطر عوارض اضطراب ونقص هرمونات التبويض هو هشاشة العظام التي قد تؤدي الى آلام مبرحة بالعظام مع تزايد خطورة الكسور الناتجة عن ضعف وهشاشة العظام.
تعتبر كسور الحوض لدى السيدات من أهم وأخطر أسباب المضاعفات التي تنتج من هشاشة العظام ومع التقدم العلمي في مجال هشاشة العظام تم تصنيع العديد من الأدوية القادرة على منع حدوث الهشاشة، بل وبناء عظام قوية قادرة على تحمل نقص الهرمونات في مرحلة انقطاع الطمث باستخدام هذه الأدوية يمكن اطالة تجنب الآثار الجانبية والخطيرة الناتجة من هشاشة وكسور العظام. وشمل اليوم المفتوح الذي أقامه مستشفى هادي شرحا لعلاجات الهشاشة وفحصا مجانيا للهشاشة للحضور.