عادل الشنان
باتت زيارة المقابر في أول أيام العيد شبه عادة او تقليد او عرف متفق عليه بالنسبة للكثيرين، حيث أصبحت من الموروثات لدى العديد من الأسر ولا يمكن التخلي عنها، وأصبحت بنظر البعض نوعا من التواصل ما بين الأحياء وأقاربهم او اصدقائهم الأموات، وترضي غاية في انفسهم، وقد احتشد في أول أيام عيد الفطر الجاري عدد كبير من الزائرين في مقبرة الصليبخات يدعون لأمواتهم بالرحمة والمغفرة ويستذكرون الفراق والذكريات بينهم من خلال الدموع والأحزان تارة ويعرجون على قراءة ما تيسر من القرآن الكريم تارة أخرى، كما شهدت المقابر ازدحاما شديدا بعد صلاة العيد مباشرة واكتظت المقابر بأصوات زائريها الذين عبر بعضهم لـ «الأنباء» عن اسباب مجيئه الى المقابر في أول أيام العيد والحفاظ على هذه العادة او العرف او التقليد.
بداية، اكد حسن محمد ان أول مرة زار فيها المقبرة والأموات في يوم العيد كانت قبل ثلاثة أعوام وبعد وفاة والدته، ومن بعد ذلك اصبح حريصا على زيارة قبرها في كل اسبوع على مدار أيام العام وبالأخص في الأعياد بهدف الدعاء لها بالرحمة والمغفرة ودفع الصدقات للفقراء بالإنابة عنها حتى لا ينقطع عملها الحسن من الدنيا، مؤكدا انه يقوم بزيارة المقبرة كل أسبوع تقريبا وان هذا الأمر يجعله يشعر براحة نفسية وانشراح، وفي بعض الأحيان حين يكون بقرب قبر والدته يتذكر ذكريات جميلة معها، كما ان زيارة القبور تذكر الإنسان بآخرته وتجعله يعتبر ويحرص على دار الآخرة وحسن الخاتمة اكثر من الدنيا الفانية.
من جهته، قال حمد دشتي إنه في كل عيد يجتمع مع أفراد اسرته في ساعات الصباح الباكر ويتجهون إلى المقبرة لزيارة قبور امواتهم وقراءة الفاتحة والدعاء، حتى اصبح هذا الوضع من سمات العيد الأساسية لديهم ومن أعماله الواجبة بنظرهم ومهما كانت درجات الحرارة مرتفعة لن تعوقهم عن ذلك.
بدوره، قال محمد علي: منذ سنين طويلة وبعد أداء صلاة العيد سواء كان عيد الفطر او الأضحى المباركين احرص على زيارة القبور ليس فقط للمتوفين من اقاربي وصلة رحمي انما بشكل عام لكل من في المقبرة ان كان حيا قمت بمعايدته والسلام عليه وان ميتا مدفونا وقفت على قبره وقرأت ما تيسر من القرآن الكريم ودعوة الله عز وجل ان يجعل قبره روضة من رياض الجنة وان يسكنه فسيح جناته.
من جانبه، قال عبدالله عبدالرزاق ان فكرة زيارة القبور والدعاء بالغفران للموتى في صباح يوم العيد هي عادة اكتسبناها عن والدنا، رحمه الله، حيث كان يصحبنا معه في مثل هذه الأيام لأداء صلاة العيد ثم زيارة المقبرة ومن بعدها التوجه للأهل والأقارب والأصدقاء لمباركتهم بحلول العيد، ونحن سرنا على نهج والدنا بهذا الشأن.
اما فيصل سعود، فقال ان اليوم (أمس) حرصت على القدوم باكرا لزيارة قبر والدي لقراءة الجزء الأخير من القرآن الكريم بجانب قبرهما وبهذا اكون قد ختمت قراءة القرآن الكريم بالإنابة عنهما.