استخدم الكويتيون قديما وسائل بسيطة جدا للإضاءة تعتمد على المحروقات الزيتية أو بعض المشتقات النفطية المستوردة من الخارج متخذة أشكالا وأسماء مختلفة مثل «الكنديري.. وسراي الزهيوي.. واللالة.. وسراي اللوكس» لتبديد الظلام الذي كان مخيما على البيوت والطرقات والمحلات التجارية في الماضي.
و«الكنديري» هو عبارة عن وعاء صغير من المعدن دائري الشكل له غطاء وفيه ثقب عند الوسط متصل بأسطوانة دائرية صغيرة يخرج منها فتيل يصل إلى قاع الوعاء ويخرج إلى الأعلى من فتحة الغطاء.
وفي هذا الشأن قال الباحث في التراث الكويتي د.عادل محمد العبدالمغني لـ «كونا» الخميس إن «الكنديري» كان يستخدم في البيوت الكويتية عند حلول المساء لاسيما عند ارتياد المطبخ أو الذهاب إلى «دار الجيل» أو «دار الكيل» أي الغرفة الخاصة بحفظ المواد التموينية.
وأضاف العبدالمغني أن من وسائل الإضاءة قديما ما اشتهر باسم «سراي الزهيوي» أو «سراج الزهيوي» وهو جهاز صغير مصنوع من النحاس الأصفر مستورد من الهند يحتوي على غطاء من الزجاج لغرض انتشار الضوء في اتجاهات مختلفة تخرج منه «فتيلة» لتطويلها وتقصيرها بواسطة مفتاح في أسفل هذا الجهاز.
ولفت إلى أن «السراي» كان يستخدم على نطاق واسع في الأسواق والمحلات والبيوت قبيل حلول وقت الغروب يوميا ويملأ بـ«الكاز» أي «الكيروسين» وتعود تسمية «سراي الزهيوي» إلى سببين الأول لأنه يبدو زاهيا ومصدره لغة «الزهو» وتم تصغيرها كما جرت عليه العادة لتصبح «زهيوي».
وأوضح أن السبب الثاني يعود إلى تشابه «سراي الزهيوي» عند النظر إلى أجزائه بإمعان ودقة للصرصار الذي يعرف عند الكويتيين باسم «الزهيوي» إذ إن الزجاج في المنتصف يشبه الجسم وعلى الجانبين توجد قطعتان من النحاس بشكل طولي ومتصلتان بأعلى وأسفل الجهاز تشبهان الجناحين والعروة التي يحمل بواسطتها «السراي» تشبه قرني الاستشعار ليصبح الشكل العام لـ «سراي الزهيوي» مشابها للحشرة المعروفة وجاءت التسمية من ذلك.
وأشار إلى أن هناك أنواعا أخرى من أدوات الإضاءة المستوردة من الهند وإيران والعراق تتخذ بالكامل الشكل الزجاجي لذلك سميت بـ«اللالة» حيث يملأ الكاز داخل وعاء من الزجاج الشفاف وله غطاء في الأعلى وفي وسطه طوق من المعدن لتعليقه في أي مكان مناسب على الحائط أو وضعه داخل «الروشنة».
وبين أن «الروشنة» هي عبارة عن تجويف مستطيل في الحائط داخل غرف البيوت الكويتية القديمة وكانت توجد خلف «اللالة» قطع من الزجاج العاكس متصلة بها كي تنعكس الإضاءة وتنتشر في أرجاء واسعة من المكان.
وذكر العبدالمغني أن وسائل الإضاءة في عشرينيات القرن الماضي بدأت بالتطور التدريجي لاسيما حين اخترع الغرب نوعية جديدة تعمل بواسطة ضغط الهواء إلى الفتيلة التي بداخل السراج وهو النوع الذي أطلق عليه «سراي اللوكس».
وأوضح أن فتيلة «سراي اللوكس» ليست كسائر الفتائل الأخرى إذ إنها أشبه بالكرة البيضاء وضوؤها كالمصباح الحالي حيث غزت هذه النوعية المستوردة الأسواق والمحلات وبعض البيوت نظرا إلى قوة الإنارة رغم أن «جهاز اللوكس» يعمل بواسطة «الكاز» وتنبعث منه روائح المحروقات لكنه كان أفضل مما سبق من الأجهزة الأخرى.
وعن سبب تسمية «سراي اللوكس» بهذا الاسم قال العبد المغني انها ترجع إلى اسم الشركة المنتجة لهذا الجهاز ويعني الجيد والممتاز وبالفعل كانت هذه النوعية ممتازة ومازال هذا الجهاز مستخدما في الكويت وخصوصا عند طلعات الأهالي الخلوية إلى بر الكويت أيام الربيع وكذلك لدى بعض الشعوب الأخرى في العالم كوسيلة أساسية للإضاءة.