- على وكالات الأنباء الرصينة أن تقف سداً مانعاً أمام التوجهات المضللة
- المومني: الإعلام مطالب بمواكبة كل جديد في ظل تعدد وسائل التواصل الاجتماعي وسرعة انتشارها وسهولة استخدامها
- أيار: ضرورة سرعة بث الأخبار والتخصص في شؤون جوهرية كالبيئة وحقوق الإنسان والمال والاقتصاد والأسواق العالمية
وافق أعضاء الجمعية العمومية الـ 45 لاتحاد وكالات الأنباء العربية (فانا) أمس الأربعاء بالإجماع على تزكية رئيس مجلس الإدارة المدير العام لـ «كونا» الشيخ مبارك الدعيج رئيسا للاتحاد للعامين المقبلين للمرة الثانية على التوالي.
جاء ذلك في افتتاح أعمال مؤتمر الجمعية العمومية لاتحاد (فانا) في العاصمة الأردنية عمان بحضور المديرين العامين لوكالات الأنباء العربية ومشاركة رئيس الاتحاد العالمي لوكالات الأنباء المدير العام لوكالة الأنباء البلغارية (بتا) مكسيم مينتشوف، حيث جرت كذلك الموافقة على طلب استضافة الكويت لأعمال الجمعية العمومية المقبلة.
وأكد الشيخ مبارك الدعيج في كلمته أمام المؤتمر الذي يعقد برعاية رئيس الوزراء الأردني د.هاني الملقي أهمية دور وسائل الإعلام ووكالات الأنباء في مكافحة الإرهاب والتطرف الفكري والديني.
وأوضح ان وسائل الإعلام ووكالات الأنباء بشكل خاص لها «دور رئيسي وهام يسبق كل الأدوار في مكافحة التطرف الفكري والديني ومحاربة الأفكار الغريبة والدخيلة التي تقود الى الإرهاب والعنف وهي مسؤولية كبيرة ومعقدة تستدعي تعزيز التعاون والتكاتف والتنسيق والتشاور».
وبين أهمية وجود وكالات الأنباء وتطويرها وتوسيع قدراتها، مضيفا ان دخول العديد من وسائل التواصل الاجتماعي سوق النشر وتوزيع الأخبار المضللة والمعلومات دون أي ضوابط قانونية او أخلاقية «حتم على وكالات الأنباء الرصينة ان تقف سدا مانعا أمام هذه التوجهات من خلال ضخ الأخبار والمعلومات الموثوقة والصحيحة».
وأضاف ان التنظيمات الإرهابية والتكفيرية باتت تستغل وسائل الإعلام لتكون «منصة» لها لبث أفكارها وسمومها بين الجماهير ما يفرض على وكالات الأنباء فضح تلك التوجهات والأساليب من خلال نشر المعلومات الموثوقة.
وأكد الدعيج أهمية وجود اتحاد وكالات الأنباء العربية واستمراره أكثر من اي وقت مضى باعتباره «المظلة» لجميع وكالات الأنباء.
وأفاد بأن اتحاد (فانا) يمتلك ميزات عدة من أهمها «قدرته على الاستمرار رغم العثرات التي تواجهه»، مضيفا أنه تمكن خلال الأعوام الماضية من تعزيز مكانته من خلال مشاركاته في العديد من اللجان الدولية وعقد الاتفاقات مع المنظمات الدولية المتخصصة والتواجد في أنشطتها الى جانب تنظيم العديد من الدورات التدريبية بالتعاون مع مؤسسات متخصصة في مجال التدريب.
واستذكر المؤتمر الـ 35 للاتحاد قبل 10 أعوام في العاصمة الأردنية عمان حينما تم التأكيد على جسامة المسؤولية الملقاة على عاتق (فانا) والتي تستدعي الاستغلال الصائب لمقومات الاتحاد، لاسيما كوادره البشرية المصقولة طوال مسيرة الاتحاد منذ نشأته.
وأوضح في هذا السياق ان «المستقبل واعد اذا ضاعفنا الحرص على توفير كل ما من شأنه ضمان استمرارية الاتحاد من دعم مادي ومعنوي»، مشيرا الى الهدف الذي أنشئ من أجله الاتحاد، حيث «يصب نحو توثيق الصلات المهنية والفنية وتأمين نشر وتوفير الأخبار والمعلومات للجميع ومواكبة التطورات العلمية لاسيما في مجال الاتصالات وتقنية المعلومات.
وأضاف ان الاتحاد العربي اتخذ لنفسه مكانة بين عناصر التنافس الإعلامي والخبري وأصبح «رقما مهما» لا يستغنى عنه داخل منظومة المؤتمر الدولي لوكالات الأنباء التي تضم أكثر من 160 وكالة أنباء في العالم.
وثمن الشيخ مبارك الدعم الذي تلقاه والمساندة له خلال رئاسته للاتحاد طوال العامين الماضيين، مشيدا بالحرص الذي أبداه الأمين العام للاتحاد د.فريد أيار لتنفيذ جميع المهمات «بعقلية متطورة وفعل رصين». وأعرب عن الأمل بأن يبقى أعضاء الاتحاد متضامنين في المرحلة المقبلة موجها الشكر والتقدير لرئيس الوزراء الأردني د.هاني الملقي على رعايته للمؤتمر ولمدير عام وكالة الأنباء الأردنية (بترا) فيصل الشبول والعاملين فيها على جهودهم في تأمين متطلبات إنجاح هذا المؤتمر.
من جانبه، قال وزير الإعلام الأردني الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية د.محمد المومني في كلمة له ممثلا عن رئيس الوزراء الأردني إن التطور التقني لوسائل الإعلام وتعددها وانتشارها بات يشكل تحديا كبيرا أمام مؤسسات الإعلام خصوصا الرسمية.
وأضاف المومني ان الإعلام الرسمي وغير الرسمي مطالبان في ظل تطور الإعلام الحديث وتعدد وسائل التواصل الاجتماعي وسرعة انتشارها وسهولة استخدامها بمواكبة كل جديد «والحيلولة دون تمكن غير المهنيين من السيطرة على الساحة الإعلامية والتأثير باتجاهات سلبية تؤثر على الفرد والمجتمع».
وأكد أهمية تعزيز الثقة بالإعلام الوطني باعتباره مسؤولية مشتركة وضرورة التصدي له من قبل مختلف المـؤسسـات الصـحـافـية والإعلامية سعيا نحو الوصول الى «إعلام مهني مسؤول قادر على مواكبة التغييرات وتقديم المعلومة بمصداقية وشفافية والتصدي لكل للظاهر السلبية التي غزت مجتمعاتنا وفي مقدمتها التطرف الفكري وخطاب الكراهية».
من جهته، أكد الأمين العام لاتحاد وكالات الأنباء العربية (فانا) د.فريد أيار في كلمته أهمية رفع جهوزية تقنية مسرى الخبر في وكالات الأنباء والالتزام بمصداقيته التي لا محيد عنها، مشددا على ضرورة سرعة بث الأخبار والتخصص في شؤون جوهرية كالبيئة وحقوق الإنسان والمال والاقتصاد والأسواق العالمية.
وأكد أيار ان الاجتماع الحالي يأتي في إطار مسؤولية اتحاد وكالات الأنباء العربية بتطوير العمل الإعلامي العربي ليمتلك الزمام للوقوف بوجه انتشار وتوسع خطاب الكراهية والفكر التكفيري الذي بات يهدد المجتمعات العربية.
وقال ان الإعلام العربي المتضامن والمتفاعل لم يكن ضرورة ملحة، كما هو اليوم «فالتحديات كثيرة ومتشعبة وتفرض عملا إعلاميا مؤثرا وان تحقيق هذه الأهداف يستدعي التفاعل الإيجابي بين وسائل الإعلام العربية وتدريب وتوسيع قواعد معارف الإعلامي العربي ومده بالخبرات والثقافات والتجارب الإقليمية والدولية».
من جهته، أكد المدير العام لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) فيصل الشبول في كلمته امام المؤتمر حساسية المرحلة التي تمر بها المنطقة وتعيشها الشعوب العربية، داعيا إلى تضافر الجهود الإعلامية لعبور هذه المرحلة عبر اتحاد وكالات الأنباء العربية (فانا).
وشدد الشبول على ضرورة تمسك وسائل الإعلام العامة برصانتها وخطابها المتزن في زمن «طغيان» وسائل الاتصال والتواصل الإنساني والعمل على إشاعة الوعي لمواجهة «المتربصين» من الداخل والخارج، مؤكدا في الوقت ذاته على قدرة وكالات الأنباء على ذلك.