ليلى الشافعي
في محاضرة شيقة قدمتها المنسق الإداري بقسم الأنشطة الثقافية والاجتماعية بمسجد الدولة الكبير نورة يوسف عبدالرحمن لمدرسة
الإسراء الثانوية بنات لمدة ساعتين تحدثت عن العمل التطوعي الإنساني، وقد حضر المحاضرة الطالبات بالإضافة الى اخصائية من إدارة المدرسة، وبتنظيم موظفات ورئيس قسم الأنشطة الاجتماعية والثقافية التابع لمراقبة الزيارات والأنشطة وفاء المطيري بإدارة وليد الشطي من مسجد الدولة الكبير.
تحدثت نورة في البداية عن تجربتها الأولى في تقديم محاضرة عن العمل التطوعي لهذه الفئة العمرية الهامة وكيفية إيصال المعلومة وغرس قيم العمل الانساني للمراهق.
وقالت ان بنت الكويت معطاءة بدرجة امتياز ولا أحد يساوي عطاءها وجمال ثقافتها وان هذا ما أثبتته خلال الحوار مع الطالبات في المحاضرة.
لافتة الى انها تسعد بالطالبة التي لديها شغف واطلاع وحب إنصات والحضور لسماع المحاضرة رغم سهولة وسائل التواصل من خلال النت واستخدام الهاتف او ضغطة زر منه.
وتناولت المحاضرة 6 محاور رئيسية أولها: فكرة فريق إنساني الذي تنتمي إليه ومعنى الإغاثة المعنوية والتعليمية لأطفال الحروب، ثم تحدثت عن مميزات العمل الخيري والإغاثي الكويتي وتحديدا العمل الشبابي في هذا الميدان، كما تناولت المحاضرة تجربتها الشخصية في الإغاثة ومهام عملها في مدارس إنساني حيث كانت ناظرة للمدرسة التربوية للأطفال اللاجئين السوريين وأيضا مهمتها الثانية في التغطية الصحافية التي ورثتها عن والدها يوسف عبدالرحمن، وقالت: كثرة غياب الوالد في صغري بسبب سفراته في رحلات صحافية إغاثية، وهو يحمل كاميرته وأوراقه وأقلامه في ميادين الحروب يخوضها بكل شغف، كان له أثر كبير على نشأتي واهتماماتي.
وأقولها وأنا فخورة جدا، إن صور الوالد وأحاديثه عن رحلاته الميدانية في السابق وصور التغطيات الصحافية التي يروي لي حكاياتها دوما كان لها نصيب الأسد في ميولي التطوعية، فكان لي الأب القدوة والنموذج الواقعي.
وبدأت تجربتي الشخصية التي أعيشها من خلال فريق إنساني.
وتطرقت المحاضرة الى أبرز الحملات التي قدمها فريق إنساني وهي حملة «شيخة 51»، وقالت إن شيخة طفلة عمرها لم يتجاوز 12 عاما، وفي شهر رمضان 2016 طلبنا تجميع مبلغ 1000 دينار كفالة لـ 20 طفلا سورياً لاجئا، فقامت شيخة بعمل جبار مع أهلها ووالديها وجمعت كفالات لـ 51 طفلا في تحدٍ مدته 24 ساعة، فأتى رمضان 2017 وكانت هي الوجه الإعلامي لهذه الحملة الرمضانية لشيخة 51 التي افتتحت في ملتقى إنساني الأول، الحملة الإعلامية التي رعتها جريدة «الأنباء» للملتقى بكل جوانبه، فشكرا للجريدة ولرئيس تحريرها أستاذي يوسف المرزوق.
أسطورة العمل الخيري
بعدها عرضت تجربة الشابتين جود وجوري المفرح أسطورتي العمل الخيري الإغاثي الإنساني لهذا العام، حيث قامت جود وجوري بالمشاركة في الملتقى وأخذتا الكوبون الماسي بقيمة 25.000 دينار وهي تكلفة دراسة 500 طالب سوري لاجئ.
وقالت نوره: كان هذا تحدي شيخة ونجاح مبهر بقلوب مخلصة وأرواح تواقة للأعضاء، فكنّ خيرة بنات الكويت وخيرة من يمثل فريق إنساني في افتتاح مدرسة بأسمائهن في لبنان تابعة لمركز التعليم النوعي هناك بقيادة خالد الصبيحي.
حديث مؤثر
جدير بالذكر، أن حديث نوره عن تجربة جود وجوري كانت الأقرب الى قلوب الطالبات لتقارب الفئات العمرية والأفكار، حيث سبقتهن الدموع في التعبير عن رغبتهن في المشاركة بتجربة تطوعية خيرية إغاثية كهذه.
كتيب «فتات خبز»
وكان المحور الرابع في المحاضرة هو تحدث نوره عبدالرحمن عن تجربتها في كتابة قصة قصيرة بعنوان «فتات خبز»، وضعت في كتيب تعريفي لفريق إنساني، وقالت نوره: الكل يعرف علاقة الخبز بالحرب، حيث إن الخبز يبقى مصدر الغذاء الأساسي في حالات الحروب، حيث تختفي أغلب مصادر الغذاء، لذلك كان اختيار فتات خبز أوقع في المعنى.
وزادت: وفي الحقيقة، فكرة «فتات خبز» أتت من تجميع كل القصص التي سمعتها من أطفال اللجوء والأسر خلال الزيارات الميدانية وتم وضع الفكرة بعنوانها تحديدا حينما انتشر فيديو في الأخبار آنذاك عن طفلين يجمعان فتات الخبز من الأرض ويأكلانه لشدة جوعهما، حضرتني الفكرة وبدأت بسرد القصة من خمسة أجزاء قصيرة تحمل حكاية طفل الحروب منذ بداية الحرب كتمهيد انتقالا الى حياة التشرد والضياع واللجوء بكل تفاصيلها وتنتهي به الى العودة للوطن الأم، لهذا كانت «فتات خبز» تحت شعار «بريق العودة الى الديار».
وقالت: لا أخفيكم وأنا أكتب أجزاء «فتات خبز» كان القلم يتوقف وتستمر دموعي وأنا أتذكر وجوه الأطفال وعيونهم، يصعب عليَّ اليتيم الذي يمر عليه يومه وهو فاقد الأم والأب.
وقد ارتبطت بكثير من الأطفال واستمررت في التواصل معهم عبر الـ«واتساب» لأنني مازلت أنظر لهم بعين الأم والشعور العميق الذي يسعدني أن الطفل الذي عرفته عمره 10 سنوات منذ بداية الحرب يكمل اليوم 17 عاما وينهي المرحلة الثانوية ويبشرني بذلك كأنني أمه الروحية، وهذا بحد ذاته إنجاز بالنسبة لي أن يعيش الإنسان ويموت وهو صاحب رسالة أوصى بها ديننا الحنيف.
وكان تذكري للأطفال وهم يصرخون في المدرسة وبضحكاتهم وتنقلاتهم بين الحصص التربوية قد ساعدني كثيرا في كتابة القصة.
لقطات
شعور وطني
كانت ورشة كتابة رسائل لأطفال الحروب آخر محاور المحاضرة، حيث جلست المحاضرة مع الطالبات بعد العرض لكتابة رسائل لأطفال الحروب، وقد أبدعت الطالبات في ذلك، ومما يسر ويسعد ان كتبت اغلب الطالبات الرسالة باسم دولة الكويت وبنات الكويت.
لقطة
قالت نورة: لا أستطيع ان أصف شعوري للطالبات وهن يمتلكن هذا الشعور الوطني الجبار في كتابة الرسائل باسم دولة الكويت، فكل الشكر لطالبات مدرسة الإسراء الثانوية على تعاونهن ومشاركتهن في الفعالية الختامية لبرنامج «سحب ممطرة» في المسجد الكبير.
رسائل ختامية
* شكري لدولتي وشعبي المعطاء وللصحافة المحلية المساندة للعمل الخيري والتطوعي ولا عجب أن تبرز الكويت أميرا وشعبا في سماء العمل الإنساني، ولله الحمد والمنة والدعاء للمولى عز وجل ان يديم علينا نعمة الأمن والرخاء، والله خير الحافظين.
* الشكر الكبير لرئيس تحرير جريدة «الأنباء» السيد يوسف خالد المرزوق، حفظه الله، على دعمه المستمر للعمل الشبابي الكويتي بمختلف مجالاته. وأكرر شكري لدعمه الصادق لي في كل تغطياتي الصحافية السابقة.
* أشكر والدي ونصائحه لي في العمل التطوعي النقابي والخيري، أشكره لدعمه كتاباتي ونشرها في وسائل التواصل، فقد كان سعيدا بفتات خبز وأوصلها بيده الى دول الخليج وللمؤسسات الخيرية في العالم، وهذا يستحق وقفة شكر مني على ذلك، كان دائما ينصحني بأن أحرص على عدم الظهور واتخاذ مهمة الجندي المجهول الى أن أصل الى عمر يكون لدي من الخبرة والقدرة ما يساعدني على التحدث والطرح، وبالفعل هذه النصيحة الذهبية أجد أثرها في نفسي اليوم.
وأيضا والدتي التي تأخذ مكاني في غيابي عن أطفالي وهي لله الحمد تتمتع بخبرة طيبة في إيصال المساعدات للمحتاجين.
* أشكر إخواني خاصة أخي مهند الذي أستمع لتوجيهاته وخبرته الإعلامية في الإذاعة والتلفزيون.
* كل الشكر لقسم الأنشطة الثقافية في المسجد الكبير على إتاحة الفرصة لفريق إنساني.
* شكر خاص الى، جود وجوري المفرح على مساعدتهما لي في تحضير محاور المحاضرة.
* الشكر موصول للأستاذة ليلى الشافعي لحرصها على تغطية المحاضرة كاملة.
* كل الشكر للغالية آلاء مبارك الجري مؤسس فريق إنساني على إقناعي في البدايات بأهمية الإغاثة النفسية والتربوية حيث كنت أميل كل الميل للإغاثات العاجلة من طرود غذائية وملابس وخلال الرحلات كنت أفضل توزيع المبالغ النقدية باليد لكنها صاحبة فضل باقناعي بفكرة الفريق بجلسات واجتماعات خاصة.
نوره أكدت أن العمل التطوعي يزيد من ثقافة المرأة ما ينعكس إيجاباً على بيتها
فريق «إنساني» أول فريق متخصص في الدعم النفسي والتربوي لأطفال الحروب
على هامش المحاضرة أجرينا حوارا سريعا للتعرف على فريق «إنساني» فإلى التفاصيل:
متى تأسس الفريق
٭ فريق «إنساني» فريق كويتي للمبادرات الإنسانية تأسس في عام 2011 على أيدي فتيات كويتيات وهو يعمل حاليا تحت مظلة الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية.
وما رسالتكم؟
٭ رسالة الفريق هي: «نحن معكم» وهي رسالة إنسانية لكل المتضررين حول العالم.
من نحن؟
٭ نحن فريق يهتم بأطفال الحروب تحديدا ويؤمن بأن الدعم النفسي والتعليمي والتربوي الكنز الذي نقدمه لطفل الحرب كي يستطيع أن يكمل حياته باستقرار وتوازن بعيدا عن ظروف الحرب التي يتعرض لها، كما أن الفريق هو الأول المتخصص في الإغاثة الحديثة المهتمة بالدعم النفسي والتربوي لأطفال الحروب وهي أفضل من تقديم المأكل والملبس في ظل وجود مؤسسات متخصصة في الطرود الغذائية.
ما أهداف فريق إنساني؟
٭ عدة أهداف، منها القيام بمبادرة بطرح مشاريع تطوعية مبدعة في المجال الإنساني، وتوعية الشباب بالقضايا الإنسانية، وأيضا العمل على خلق جيل شبابي قيادي مسؤول في العمل الإنساني يحقق مبدأ التخصص في كل مشروع يقدمه. والهدف الأسمى للفريق هو الدعم النفسي والتربوي لطفل الحرب من خلال «مدرسة إنساني» وهي مدرسة يقيمها الفريق مدتها 3 أيام للأطفال اللاجئين، والدعم التعليمي لهم من خلال تبني المشاريع التعليمية في البلدان التي يسكنها الاطفال اللاجئون وتقديم الكفالات الطلابية فيها.
ما عدد المتطوعين في الفريق وعدد الرحلات التي قمتم بها؟
٭ تجاوز عدد الفريق 200 متطوع من الكويت والسعودية والاردن وفلسطين ولبنان. وبلغت رحلات فريق إنساني ما يقارب 30 رحلة وقد تمت مشاركتنا في رحلتين، الرحلة الاولى في يونيو 2013 والرحلة الثانية في أكتوبر 2015 وكلتاهما في الاردن لتقديم مدرسة إنساني هناك.
وماذا قدمت إعلاميا؟
٭ سبق أن عملت تغطيتين صحافيتين عن النشاطات التي قمنا بها في النادي التربوي وكل المواقف والقصص التي سمعناها في الزيارات الميدانية.
وما مساهمتكم في الدعم النفسي والمشاريع التعليمية؟
٭ قدم إنساني أكثر من دعم نفسي في 18 مدرسة في الأردن وأكثر من 25 مشروعا تعليميا لأطفال اللاجئين السوريين في الاردن ولبنان.
هل يتعارض تطوعك في الفريق مع وظيفتك وحياتك الاجتماعية؟
٭ لا أبدا، العمل في «إنساني» لا يتعارض مع الوظيفة والبيت، فأنا منسق إداري في مسجد الدولة الكبير وأيضا زوجة وأم، لكنني مؤمنة بأن المرأة المسلمة تستطيع أن توفق بين كل مسؤولياتها وفي النهاية العمل التطوعي يزيد من ثقافة المرأة مما ينعكس إيجابيا على بيتها وبالتحديد في الميدان الخيري والإغاثي لأنها في هذا الميدان تعمل وتساعد من هم بحاجة لها، فهذا يقوي دورها كزوجة ويقوي غريزة الأمومة عندها.
هل هناك عقبات أو صعوبات في عملكم؟
٭ العمل الإنساني يحتاج الى رحابة صدر وطول بال وصبر جميل، وأبرز الصعوبات التي تواجهنا في الميدان أننا كمتطوعات لسنا اخصائيات نفسيات وغالب الأطفال والنساء قصصهم أليمة جدا وتفاصيلها مروعة تحتاج الى خبراء مختصين، لكن بفضل الله ثم بالنوايا الطيبة نجد بركة من الله خلال السعي في الميدان، ففي كثير من مواقف بكاء النساء أو الاطفال تتدارك الأمر إحدى المتطوعات بكلام لطيف وتسنده الأخرى بآية أو حديث شريف يهدئ قلوبهم المفجوعة. وبالنسبة لعقبات العمل كوني عضوا في الفريق منذ نشأته فأرى أن المسؤولات لديهن الخبرة الكافية في تخطي أي عقبة تواجه الفريق في أعماله ومهامه.
ما أنواع أنشطتكم في المدارس؟ وما الجهات الاخرى التي تقومون بأنشطتكم من خلالها؟
٭ أنشطتنا التي نقدمها للمدارس والجامعات والجهات الرسمية في الدولة عبارة عن محاضرات ننشر خلالها الوعي بأهمية العمل الإنساني ونبني ثقافة الاهتمام النفسي والتعليمي لطفل الحرب، وهذا الشيء ركيزة أساسية لدى كل الفريق من مسؤولات وعضوات أو متطوعات، كما تحضر محاور المحاضرات حسب الفئات العمرية من الجمهور المتلقي.
وهل وجدتكم تشجيعا من المسؤولين؟
٭ نعم نجد تشجيعا كبيرا من مسؤولي الدولة سواء مديرو المدارس أو أصحاب المشاريع أو مسؤولو الجهات الرسمية، ولعل ما يساعد على ذلك ثقافة العمل التطوعي والاغاثي تحديدا المنتشرة في المجتمع الكويتي بشكل كبير وغير محدود بمختلف الفئات العمرية، والفضل لسيدي صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد قائد الإنسانية، فكل أمور العمل الخيري في الكويت تسير بكل سهولة ويسر، وأيضا تعاون سفاراتنا معنا في رحلاتنا في الخارج، أما فريق إنساني فهم أكبر من شكري وكلماتي لأنهم نماذج إنسانية كويتية تستحق كلمة «شكرا» من القلب.