أصدرت حركة التوافق الوطني الاسلامية بيانا بشأن التطورات الاخيرة في قضية القدس قالت فيه: الآن وقد زادت الحقائق وضوحا، وتمايزت المواقف المبدئية عن المصالحية، كشّر الاستكبار العالمي عن انيابه، بعد فشل مشاريعه في كل زاوية من زوايا منطقتنا المبتلاة، في محاولة يائسة لاستكمال وعد بلفور المشؤوم، بوعد الادارة الاميركية بتسليم القدس الشريف للكيان الغاصب الزائل، الخطوة التي بثت روح النهضة في نفوس الشعوب، لتطالب الانظمة بموقف عملي يتجاوز الاستنكار والشجب، ونحن هنا نطالب الانظمة ومؤسسات المجتمع المدني والشعوب وجميع الاحرار في العالم بالتحرك الجاد لاستعادة فلسطين المحتلة من البحر الى النهر، بجوهرة تاجها القدس الشريف كعاصمة غير قابلة للمساومة والتقسيم.
بعد ان انتصرت كل الجبهات الوطنية والاسلامية والانسانية على مشروع الارهاب الراديكالي الاستخباري في المنطقة، وفشلت كل مشاريع إلصاقه بالاسلام زورا وبهتانا، استفاقت الشعوب المستضعفة لتجد نفسها في المرحلة الحاسمة، إما قطف ثمار الانتصار بعودة فلسطين واستئصال الورم السرطاني من ارضها المباركة، وإما الالتفاف على هذه الانتصارات بتهويد الارض المقدسة وضياع القضية الام، وهذا ما لن يكون بفضل البصيرة التي تمتلكها شعوب المنطقة واحرار العالم الذين رفضوا التطبيع مع الكيان الغاصب فضلا عن الاعتراف به.
في الكويت نفخر بالموقف المشرف الذي اتخذته القيادة السياسية وهيئات المجتمع المدني والشعب برفض مشاريع التطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب، بل وارتفع الصوت الشعبي والرسمي في البلد بتناغم، مرددا اعذب نشودة في حب فلسطين ودعم القضية والمقدسات، هنا حيث القدس وفلسطين تجمع المختلفين وتوحد القلوب والعقول نحوها، لننقل للعالم العربي والاسلامي ولكل الاحرار كيف نسمو على خلافاتنا من اجل القضية الانسانية.
وفي الختام، وكما كنا نؤكد دائما ان القدس وفلسطين الابية ليست فقط قضية شعب وامة، وليست فقط ذات هوية اسلامية وعربية، بل القدس اليوم هي قضية كل احرار العالم، وفي تحريرها تحرير الانسان من كيان عدو للانسانية ولكل الاديان بما فيها اليهودية، وما قامت به الكنائس في القدس بعد القرار المشؤوم متضامنة مع المساجد، واطفأت انوار شجرة ميلاد رسول السلام، الا رسالة الى المستكبرين ان القدس قضية الاديان الابراهيمية والقيم الانسانية.