ليلى الشافعي
استضافت لجنة الرعاية اللاحقة بجمعية بشائر الخير المتخصصة في مكافحة الإدمان والمخدرات مراقب البرامج الدينية السابق بإذاعة القرآن الكريم، ومسؤول التنمية البشرية المتخصص في التراجم د.أحمد الفيلكاوي حيث ألقى محاضرة تربوية شرعية أمام التائبين في ديوانية البشائر الأسبوعية، وذلك ضمن برامج الجمعية للارتقاء بالتائبين ودعمهم تربويا وشرعيا ونفسيا، بحضور نائب رئيس لجنة الرعاية اللاحقة عبدالرحمن بوزبر الذي قدم للندوة وأدارها، وعشرات التائبين الذين توافدوا على ديوانية البشائر يوم الثلاثاء 12 الجاري.
وخلال المحاضرة أكد د.الفيلكاوي أن القدوة الحسنة هي الركيزة في المجتمع، وهي عامل التحول السريع الفعال، فالقدوة عنصر مهم في كل مجتمع، فمهما كان أفراده صالحين، فهم في أمس الحاجة للاقتداء بالنماذج الحية، كيف لا وقد أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم بالاقتداء، فقال: أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده قل لا أسألكم عليه أجرا إن هو إلا ذكرى للعالمين.
وواصل محاضرته قائلا: عرفت القدوة بأنها «إحداث تغيير في سلوك الفرد في الاتجاه المرغوب فيه، عن طريق القدوة الصالحة، وذلك بأن يتخذ شخصا أو أكثر يتحقق فيهم الصلاح، ليتشبه به، ويصبح ما يطلب من السلوك المثالي أمرا واقعيا ممكن التطبيق».
وأشار كذلك إلى أن دين الإسلام هو دين القدوة، وأصحاب الهمم العالية هم الذين يسعون ليكونوا قدوة حسنة، فالقدوة الحسنة هي المحرك والدافع للإنسان للارتقاء بالذات، فمن جعل له قدوة عظيمة في صفاته، فلا بد أن يتأسى به في كل صفاته، فالقدوة المؤثرة مثال حي للارتقاء في درجات الكمال، فهو دائما يطلب الكمال ويطلب المعالي، فهو بذلك مثار للإعجاب والتقليد من الناس، لأن التأثر بالأفعال والسلوك أبلغ وأكثر من التأثر بالكلام والأقوال.
وأوضح الفيلكاوي أننا محتاجون في مجتمعنا إلى قدوة تنير لنا الطريق، وترشدنا إلى الوجهة الصحيحة، مشددا بقوله كفانا قدوات تدميرية.
وضرب الفيلكاوي عددا من الأمثلة للقدوات العظيمة التي غيرت مسار الأمة العربية والإسلامية وكان لها شأن عظيم في حياتنا من أمثال سيدنا عمر ابن الخطاب الذي كان عضد الدعوة الإسلامية وقويت بإسلامه شوكة المسلمين، وكان لا يخشى في الحق لومة لائم.
وكذلك سيدنا على ابن أبي طالب الذي تربى في بيت النبوة وكان مثالا للورع والزهد والتقوى حتى لقب بإمام المتقين، وغيرهم كثير ممن ضربوا أروع الأمثلة للقدوة الناجحة التي غيرت مسار هذا العالم وكانوا نموذجا ناجحا في القيادة والإرادة وحسن الخلق.