عبدالله الراكان
اختتم منتدى الشباب العربي لطلبة الجامعة والمدارس الذي نظمته وزارة الدولة لشؤون الشباب تحت شعار «وسطية.. وحوار.. إنسانية» من ضمن فعاليات الكويت عاصمة الشباب العربي اعماله امس، موصيا بإنشاء برلمان شبابي عربي تحت مظلمة جامعة الدول العربي.
ودعا المنتدى، الذي حضره ممثلون من 12 دولة عربية، إلى نبذ العنف والتطرف والغلو في الأفكار و قبول الآخر المختلف فكريا، وأكد أن جميع الأديان حضت على التعايش مع الآخر وعدم العنف والدين الإسلامي الحنيف هو دين وسطي ودين رحمة وينبذ العنف، وأشار إلى أن الإسلامي بريء براءة الذئب من دم ابن يعقوب من جميع اشكال التطرف والغلو التي ظهرت في المنطقة العربية.
من جانبه، قال مدير منتدى الشباب العربي في وزارة الدولة لشؤون الشباب عبدالله العدواني ان الوسطية هي نظام إلهي ينسجم مع فطرة الإنسان لكونها تمثل الاعتدال والتوازن والبعد عن التشدد في كل تصرفات الإنسان واعماله وسلوكياته.
وأضاف خلال اختتام المنتدى «أن الوزارة تعد شبابا متمسكا بالقيم الإسلامية والوطنية لأن الشباب مقبل على تحمل المسؤولية ورفع راية الوطن لتحقيق التنمية المستدامة للمجتمع في مختلف المجالات».
وذكر العدواني ان المنتدى اشتمل على ثلاثة محاور أولها الوسطية وهي العدل والخيار، وهي أحسن الأمور وأفضلها وأنفعها للناس وأجملها، كما تعرف على أنها الاعتدال في كل أمور الحياة ومنهاجها وتصوراتها ومواقفها، مبينا انها ليست مجرد موقف بين الانحلال والتشدد، بل تعتبر موقفا أخلاقيا وسلوكيا ومنهجا فكريا.
وأضاف أن من مظاهر الوسطية والاعتدال التيسير على الناس والرفق في التعامل معهم، حيث ان التيسير مقصد مهم من مقاصد الدين، وصفة للشريعة في عقائدها وأحكامها، ومعاملاتها وأخلاقها، وفروعها وأصولها.
وعن المحور الثاني، قال العدواني الحوار وهو شكل من أشكال التواصل اللفظي أو الكلامي بين شخصين أو أكثر، ووسيلة للتفاهم بين الأفراد والشعوب، وسمة حضارية لمن يلتزم بقواعده.
وتابع ان المحور الثالث وهو الإنسانية، اذ اوضح الإسلام مفهوما بشكل صريح أن الإنسان هو أرقى الكائنات التي خلقها الله سبحانه وتعالى وان القيم الإنسانية الأساسية كالتسامح والحب والرفق بالإنسان سواء بنفسه أو بالآخرين والميل إلى السلام ونبذ العنف والحروب ومراعاة الفقير والإحسان إليه وحسن الخلق كالأدب في الكلام مع الكبير ومراعاة الصغير والوفاء والتقدير وقول الحق وعدم السخرية من الآخرين ونبذ العنف وسفك الدماء والحرص على المجتمع، كلها قيم تشترك فيها جميع الأديان.
من جهتها، قالت رئيسة الوفود العربية المشاركة في المنتدى كريمة الخمري من فريق مملكة المغرب ان العالم العربي بحاجة إلى إنسان في كامل انسانيته من خلال توفير مناخ يعمه التسامح والتعايش وقبول الآخر في ظل تفشي ظاهر التطرف الفكري والعقدي الذي ولد نتيجة غياب الدور التوعوي لقيمنا الإسلامية السمحة التي تدعو إلى التسامح وقبول الآخر.
ولفتت إلى أن الوسطية سمة هذه الأمة، وبها تعرف بين الأمم، وهي حالة محمودة تدفع أهلها للالتزام بهدي الإسلام فتتم إقامة العدل بين الناس وينشرون الخير ويحققون عمارة الأرض وعبودية الله، وحقوق الإنسانية بين بني البشر ويعطي في ظل الإسلام كل ذي حق حقه دون النظر إلى دينيه ولونه وعرقه.
الحوار
من جانبه، قال مدير مركز الوسطية د.عبدالله الشريكة: لكي ندخل إلى قلوب الآخرين، وإلى عقولهم لابد ان تكون قلوبنا مفتوحة وان تكون مملوءة بالحب، والرحمة واللين والشفافية وأما القلوب المغلقة، المعقدة، المملوءة بالكراهية والحقد والقسوة فإنها لا تملك القدرة على أن تفتح قلوب الآخرين وأن تفتح عقولهم.
ولفت الشريكة في حلقة نقاشية إلى ان للحوار أهميته البالغة في الفكر الإسلامي فهو السبيل الأسمى لضبط الاختلاف المذموم (اختلاف التضاد) وتفعيل قيم التعاون والتآلف والتكاتف لأن البديل المتوافر عن الحوار هو الحروب الأهلية وعمليات الإقصاء والتهميش والتمييز والتعصب الأعمى.
واضاف: ولنا في الدول التي ابتليت بالحروب الأهلية خير مثال، فالأزمة استفحلت في هذه الدول حينما أغلق باب الحوار وغيبت قيم التسامح والتعددية والمشاركة.
وبين الشريكة أن الحوار ضروري لاكتساب العلم وتلقي المعرفة وهو السبيل الوحيد لذلك في رحلة عمر الإنسان، إذ من دونه لا يمكن أن تنتقل الخبرات من جيل إلى جيل ومن أمة إلى أمة، كما أن الحوار كفيل بأن يجعل الفكر ينبض بالحياة والحركة والتجدد من خلال تواصل عقلين أو مجموعة عقول لإدراك المعلومة أو تمحيصها أو تفهمها.
توصيات المنتدى
٭ إنشاء وتشكيل برلمان شبابي عربي تحت مظلة جامعة الدول العربية في القريب لفتح الحوار بين الشباب العربي وتقاربهم من أجل تنمية المجتمعات العربية.
٭ الاعتناء بالشباب العربي وتبني الشباب لأنهم مسؤولو المستقبل.
٭ نشر الوسطية والحوار البناء وليس الهدام.
٭ البعد عن التطرف من خلال التوعية الصحيحة بأمور الدين الإسلامي الدين الوسطي.