أكد وزير المالية مصطفى الشمالي ان قمة مجلس التعاون الخليجي التي تستضيفها الكويت 14 و15 الجاري ستتوج بتأسيس كيان الاتحاد النقدي الخليجي تحقيقا للجهود التي بذلها أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس خلال مسيرته الممتدة نحو 30 عاما.
وقال الشمالي وهو نائب رئيس اللجنة الخاصة بالإعداد للدورة الـ 30 لمؤتمر القمة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية في مقابلة خاصة مع «كونا» عشية عقد القمة التي ستبدأ أعمالها الاثنين المقبل ان إنشاء كيان الاتحاد النقدي الخليجي سيكون خطوة متميزة في مسيرة مجلس التعاون الطويلة نظرا لان هذا الاتحاد سيؤسس لإنشاء البنك المركزي الخليجي.
واكد ان هذا الامر يعد بداية الطريق لإطلاق البرنامج الزمني للعملة الخليجية الموحدة حيث سيعمل محافظو البنوك المركزية الخليجية على تكثيف جهودهم للوصول الى توحيد العملة الخليجية.
واشار الى ان الكويت استكملت إجراءاتها القانونية والدستورية للانضمام مع دول مجلس التعاون الاخرى الى الاتحاد النقدي الخليجي بعد ان وافق مجلس الأمة بالإجماع الثلاثاء الماضي على اتفاقية الاتحاد النقدي لدول مجلس التعاون الخليجي والنظام الأساسي للمجلس النقدي، معربا عن امله ان تساهم هذه الخطوة في اقرار العملة الخليجية الموحدة في المستقبل. وأعرب عن الأمل في أن تنضم الى الاتحاد النقدي الخليجي الشقيقتان دولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان «لان ذلك من شأنه ان يقوي من اقتصادات المنطقة ويجعل من المنطقة كتلة اقتصادية يحسب لها حساب في العالم». واضاف ان ذلك «يأتي ايفاء للدور المهم الذي قام به اصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون الخليجي وتخليدا لذكرى امير الكويت الراحل المغفور له الشيخ جابر الأحمد وخادم الحرمين الشريفين الراحل ملك المملكة العربية السعودية المغفور له الملك فهد بن عبدالعزيز ورئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الراحل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الذين وضعوا اللبنة الأولى في مشروع الاتحاد النقدي الخليجي وكانوا يحلمون بأن يرى هذا المشروع النور وسيراه ان شاء الله بعزم أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس». وحول موضوع العملة الخليجية الموحدة قال الشمالي ان «هذا الموضوع يحتاج الى وقت قد لا نستطيع تحديده بسنوات ولكن نحن نحتاج الى معطيات محددة نستطيع العمل بها خلال المرحلة الأولى لكي نصل الى العملة الخليجية الموحدة». واشار الى أهمية العملة الخليجية الموحدة في «توسيع رقعة الاقتصاد بين دول مجلس التعاون الخليجي بما سيؤدي الى المزيد من التعامل مع هذه المنطقة على اعتبار انها منطقة اقتصادية واسعة وغنية بموجوداتها وأصولها الأمر الذي سيضع هذه المنطقة كمنطقة اقتصادية كبرى في العالم».
وعن المواضيع الاقتصادية الأخرى التي ستبحثها القمة اعتبر الوزير الشمالي ان السوق الخليجية المشتركة والجدار الجمركي الموحد لدول مجلس التعاون الخليجي أمام العالم الخارجي من المواضيع الاقتصادية المهمة التي ستبحثها هذه القمة.
واضاف ان دول مجلس التعاون الخليجي قطعت خطوات واسعة نحو هذا التوجه اذا ما قيست بالفترة التي قطعتها الدول الأخرى لتحقيق هذه الغاية.
وذكر ان دول مجلس التعاون الخليجي ستعمل خلال الفترة المقبلة على إيجاد أسلوب موحد لمعالجة التحصيل الجمركي لدول المجلس، مشيرا الى وجود بدائل مختلفة تتعلق بهذا الموضوع بغية التوصل الى حل يرضي كل دول المجلس «وبالتالي نسير بخطوة جديدة ايضا للتحصيل الجمركي واستكمال إقامة الجدار الجمركي امام العالم الخارجي». وعن الاحتفال الذي سيقام خلال هذه القمة والمتعلق بتدشين أصحاب الجلالة والسمو مشروع الربط الكهربائي بين دول مجلس التعاون، اوضح الشمالي ان موضوع الربط الكهربائي بين دول المجلس مر بمراحل الأولى منها كانت بين كل من البحرين والسعودية وقطر والكويت والثانية بين كل من سلطنة عمان ودولة الإمارات العربية المتحدة. وحول مشروع السكك الحديدية بين دول مجلس التعاون قال انه سيعرض على القمة مشروع إنشاء هيئة عامة خليجية للسكك الحديدية والنقل حتى يصبح لدى دول مجلس التعاون خطوط نقل من السكك الحديدية للركاب والبضائع بغية ربط هذه الدول بدول العالم الخارجي. واضاف ان الهيئة العامة الخليجية للسكك الحديدية والنقل ستدرس موضع تحديد مسارات القطارات في خط السكك الحديدية والسرعة المطلوبة، مبينا ان وزراء النقل والمواصلات بدول مجلس التعاون الخليجي قد اتفقوا على ذلك خلال اجتماعهم السابق.
وقال ان الدراسات بشأن هذا المشروع لن تأخذ وقتا كبيرا لأن إعدادها سيتم من قبل مستشارين عالميين، معربا عن امله في ان يساهم مشروع السكك الحديدية في تعزيز عملية التبادل التجاري بين دول مجلس التعاون وزيادة صادراتها الى الدول الاخرى القريبة.
وعن مشروع بنك التنمية الخليجي الذي اقترحته دولة قطر اخيرا، اعرب الشمالي عن امله في ان يتوصل وزراء المالية والاقتصاد في دول مجلس التعاون خلال اجتماعهم التحضيري لهذه القمة والذي سيعقد في الكويت الأحد المقبل الى تفاهم حول المشروع والبدائل المتاحة لتنفيذ الفكرة. وردا على سؤال عما اذا كانت القمة ستناقش أوضاع السوق النفطية وتأثيرها على اقتصادات دول مجلس التعاون قال الشمالي «من الطبيعي ان تستعرض القمة أوضاع سوق النفط العالمية لان هذا هو العنصر الأساسي في كل دول المجلس». واضاف «كما ان من المؤكد ان يتم تبادل الآراء والأفكار بين دول مجلس التعاون الخليجي حول هذا الموضوع ودراسة مدى تأثير تقلبات هذه الأسواق على دول المجلس بالذات لذا لابد ان نكون حريصين كل الحرص على بحث هذا الموضوع لانه يعتبر عصب الحياة في دول مجلس التعاون». واكد ان دول مجلس التعاون الخليجي تحاول ان توجد مصادر اخرى لدخلها القومي الى جانب انتاجها النفطي او مبيعاته النفطية حتى تكون عونا لموازناتها المالية واحتياجاتها التنموية.