- إيران تدعم جهود الكويت ومساعيها الحميدة لحلحلة الأزمة الخليجية
- قمنا بنقل ثلث المساجين الإيرانيين لقضاء بقية مدة محكوميتهم في إيران قبل عام
- 4 رحلات إلى إيران على الخطوط الكويتية أسبوعياً
أسامة دياب
أشاد السفير الايراني لدى الكويت د.علي عنايتي بالعلاقات الإيرانية ـ الكويتية التي وصفها بالتاريخية، مثمنا دعوة الكويت واستضافتها لمؤتمر إعادة إعمار المناطق المحررة من تنظيم «داعش» في العراق، مشيرا إلى ان نجاح المؤتمر وحجم المشاركة فيه يعكسان ثقل الكويت ومكانتها اقليميا ودوليا.
ولفت عنايتي خلال مؤتمر صحافي عقده أول من أمس في مقر السفارة إلى ان مشاركة وزير الخارجية الإيراني د.محمد جواد ظريف في المؤتمر جاءت لأهمية العراق الإقليمية وحرصه على لقاء صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد ونائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد وعدد من أبرز ضيوف المؤتمر، كاشفا عن تأكيد ظريف دعم بلاده لجهود الكويت ومساعيها الحميدة لحلحلة الأزمة الخليجية، واصفا دورها بالمبارك، موضحا أن بلاده أكدت دعمها لكل مبادرات الكويت سواء على صعيد الحوار الخليجي ـ الإيراني أو الحوار اليمني، مشيدا باستضافة المباحثات اليمنية والتي استمرت قرابة 100 يوم، مشيرا الى النهج الايراني في تبني الحوار كآلية لحل مشكلات المنطقة بعيدا عن التناحر.
وحول ملابسات الإفراج عن المواطن الكويتي فالح العازمي الذي كان محتجزا في ايران وأفرجت عنه السلطات مؤخرا، كشف عنايتي أن العازمي دخل إلى منطقة عسكرية كانت تجرى فيها مناورات وخضع للتحقيق، نافيا أن تكون أي جهة إيرانية قد وجهت تهمة التجسس إليه، موضحا أنه كان على تواصل مع السلطات الكويتية منذ لحظة احتجازه، لافتا إلى أنه طالب بتسهيل أموره من خلال التواصل مع مسؤول الشؤون القنصلية، مضيفا أنه مسؤول عن سلامة الرعايا الإيرانيين في الكويت والمواطنين الكويتيين في إيران كون البلدين جارين في إقليم واحد، متوجها بالتهنئة لأهل المواطن العازمي على عودة ابنهم إلى أحضانهم، نافيا وجود أي ارتباط بين توقيت الافراج عن العازمي وزيارة وزير الخارجية الايراني، مؤكدا أن إيران تسهل أمور المواطنين الكويتيين في بلادنا مثلما تسهل الكويت أمور الرعايا الإيرانيين.
تبادل السجناء
وعن اتفاق تبادل السجناء الموقع بين البلدين، قال: قمنا بنقل ثلث المساجين الإيرانيين لقضاء بقية مدة محكوميتهم في ايران قبل عام وبعدها تمت متابعة هذا الأمر مع السلطات الكويتية، مشيرا الى ان أعداد المساجين الإيرانيين في السجون الكويتية لم ترتفع، لافتا إلى أن هناك حوالي 90 مسجونا تم الافراج عنهم، مبينا أن الاتفاقية هذه تشمل التعاون القضائي بين البلدين، أملا أن تشمل هذه الاتفاقية الافراج عن دفعة من هؤلاء أو عنهم جميعا ليقضوا بقية محكوميتهم في إيران، ونحن نتباحث مع الإدارة القنصلية في «الخارجية» الكويتية حول هذا الأمر.
تأشيرات الدخول
وحول اذا ما كان هناك جديد في تسهيل اصدار تأشيرات للإيرانيين، قال: اصدرنا بحدود 60 الف تأشيرة للكويتيين من السفارة بيد ان جميع المطارات الإيرانية تصدر تأشيرات للكويتيين بالإضافة الى ان السفارة لها صلاحية اصدار التأشيرات لمدة سنة متعددة الزيارات هذا يعني اننا نستقبل بحدود 100 الف كويتي سنويا ولا تقتصر زياراتهم على الزيارات الدينية بل على مختلف المدن الإيرانية مثل أصفهان وشيراز وشمال ايران، حيث ان هناك 4 رحلات على الخطوط الجوية الكويتية أسبوعيا، موضحا ان التأشيرات بالنسبة للمواطنين الإيرانيين مازالت في المربع الأول رغم جهودنا في تيسير الأمور للمواطنين الكويتيين.
ونفى عنايتي ان تكون المناورات العسكرية او البرية الإيرانية موجهة ضد دول الجوار، موضحا انها امر تقليدي تقوم به الدول لاختبار مدى جاهزية قواتها، مبديا استعداد بلاده لاجراء مناورات مشتركة مع الدول الجارة وابلاغهم بموعدها مسبقا عن طريق مذكرات تحدد أماكن اجراء هذه المناورات.
وحول جديد حقل الدرة، قال عنايتي: لا جديد في هذا الامر ومازال قيد البحث عن طريق اجتماعات اللجنة العليا المشتركة بين البلدين سيكون على رأس اعمال اللجنة عندما تعقد، نافيا تحديد موعد لانعقادها، مؤكدا استعداد بلاده لعقد اعمال هذه اللجنة في أي وقت تحدده الكويت.
مباحثات مشتركة
وعن المباحثات بين الكويت وإيران لضمان عدم دخول السفن في المياه الاقلمية للبلدين وتبادل المعلومات بهذا الخصوص، اوضح ان هناك لجانا مشتركة تجمع خفر السواحل في البلدين وهذه المهمة أصبحت الآن على عاتقنا بالسفارة كخط مباشر بين الطرفين ونتمنى عودة عمل اللجنة القنصلية وخفر السواحل للتعاون في هذا الشأن.
وعما اذا ما كانت ايران طلبت من الكويت عودة التمثيل الديبلوماسي الى سابق عهده قبل تخفيضه، قال: متفائلون بعودة السلام الى الإقليم لأننا نحتاج الى عمل دؤوب، مشيرا الى حرص ايران على الاعمار والتنمية الاقتصادية في الخليج.
وبخصوص كثرة الزلازل في المنطقة والمخاوف من وجود تسريبات اشعاعية من مفاعل بوشهر، لفت الى ان إيران طمأنت الجانب الكويتي بهذا الصدد واجراءات الأمن والسلامة في مفاعل بوشهر لا غبار عليها.
الحوار مع السعودية ضرورة حتمية
حول استعداد بلاده لحوار مع الجانب السعودي الذي اتهم ايران بالتوسع في المنطقة ومدى تأثير هذه التصريحات على الوضع في ايران، قال عنايتي ان كل التصريحات الصادرة من ايران سواء عن الرئيس او وزير الخارجية كلها تصب في صالح الحوار كضرورة حتمية لحل المشكلات وتفادي الخلافات فلا يمكن معالجة بعض الخلافات والازمات التي يعاني منه الإقليم دون الحوار، مشيرا الى ان الابتعاد عن الحوار لن يجدي نفعا، موضحا ان ظريف قد اكد لصاحب السمو استعداد ايران للحوار ومواصلة مسيرته.
«النووي الإيراني» نتاج توافق دولي
بخصوص الاتفاق النووي الإيراني وتلويح الولايات المتحدة بالانسحاب من الاتفاقية، قال عنايتي: الاتفاقية لم تكن ثنائية بل متعددة الأطراف، بالإضافة إلى أنها نتاج توافق دولي وأكدت عليه قرارات مجلس الأمن لذلك يعتبر التوافق جازما ونافذا وغير قابل للنقاش، لافتا إلى أن الطرف الأميركي يحاول أن يناور على هذا التوافق الذي أدى لطمأنة المجتمع الدولي والإقليمي تجاه الملف النووي الإيراني، مشيرا الى أن الطرف الكويتي قد أكد مرارا على دعمه وترحيبه بهذا الاتفاق، مشددا على ان اي محاولة للمناورة على هذا الاتفاق لن تخدم الساحة الدولية والإقليمية، مؤكدا أن إيران ملتزمة بما اتفقت عليه ونتوقع من الطرف الآخر الالتزام به.
جهود مشتركة لدحر «داعش» بالعراق
ردا على سؤال حول عدم إعلان إيران عن مساهماتها في مؤتمر إعادة إعمار العراق، قال: العلاقات العراقية ـ الإيرانية ليست وليدة اليوم، فمساهمات بلادنا ومساعداتها للعراق قديمة جدا، حيث شاركنا العراق في مجال مكافحة الإرهاب ودحر تنظيم «داعش» على الرغم من عدم كون إيران عضوا في التحالف، موضحا ان بلاده تشارك في العديد من الانشطة التجارية والخدمات الفنية الهندسية، وفي مجالي النقل والترانزيت والسياحة والطاقة طوال السنوات الماضية حتى وصل حجم التبادل التجاري لأكثر من 10 مليارات دولار، كما أننا خلال العام الماضي تمكنا من تصدير بضائع وخدمات بقيمة بلغت أكثر من 6 مليارات دولار للعراق، بالإضافة إلى عمل ايران في محطات الطاقة ومد أنبوب غاز إلى بغداد منذ ثمانية أشهر لنقل الغاز الإيراني إلى العراق، متمنيا أن تلتزم الدول المشاركة بما تعهدت به في هذا المؤتمر.
وعن أبرز الاسهامات الإيرانية في محاربة «داعش»، أوضح: سبق وأن أعلنت إيران أنها علي استعداد للتعاون مع أي بلد في الإقليم نظرا لارتباط امن دول الاقليم، بالإضافة إلى إعلان ايران في اكثر من موضع أنها قد شاركت العراقيين في محاربة الارهاب عن طريق مستشاريها بناء علي طلب الحكومة العراقية، ونحن دوما مع العراق وسيادته.