قالت دراسة حول الاعلام الخليجي والتنمية صدرت حديثا ان وسائل الاعلام الخليجية من الممكن ان يكون لها دور ملموس من حيث المشاركة في التنمية.
وأوضحت الدراسة التي اعدها الاستاذ في قسم الاعلام بجامعة الكويت د.حسن مكي وتضمنها كتاب (كونا) الذي حمل عنوان «قمة الكويت والطموح الخليجي» بمناسبة استضافة الكويت القمة الخليجية الـ 30 ان هذه الوسائل لا ينافسها مصدر آخر في نشر المعلومات أولا بأول، وهي الاطار الاوسع والاكثر فعالية للحوار والنقاش والتكامل الاجتماعي والثقافي.
وأوضحت الدراسة ان وسائل الاعلام الخليجية يمكنها المساهمة في التعليم بطرق مختلفة بما في ذلك التعليم النظامي والتعليم المستمر كما يمكنها ادماج المواطن الخليجي في التنمية من خلال خلق الدافع بمعنى استثارة دوافع الجماهير لبناء الذات الفردية بما ينعكس عليهم بصفة شخصية وعلى مجتمعاتهم ككل.
وتناول د.مكي في دراسته تطور وسائل الاعلام الخليجية ودورها في تنمية المجتمع، مشيرا في البداية الى أن غالبية وسائل الاعلام الخليجية المقروءة والمسموعة والمرئية قد نشأت بمبادرات فردية خارج رحم السلطات التنفيذية كما هو الحال في غالبية الدول العربية.
وأوضح انه مع تطور الاعلام سعت السلطات السياسية في دول الخليج لضم أجهزة الاعلام وبخاصة الاذاعة والتلفزيون الى المؤسسات الرسمية للدولة ثم تطور الأمر مع دخول عصر الألفية الجديدة فدخل القطاع الخاص بقوة في المجال الاعلامي لتظهر الاذاعات والفضائيات الخاصة.
وبين د.مكي ان مكونات الاعلام الخليجي تتمثل في الصحافة والاذاعة والتلفزيون والمسرح والسينما والانترنت.
أما من حيث تصنيف مؤسسات الاعلام الخليجي من حيث الملكية، فقد قسمها الباحث الى ثلاثة أقسام رئيسية الأول يتعلق بمؤسسات يملكها القطاع الخاص 100% والثاني يعود لمؤسسات ذات ملكية مشتركة بين القطاعين العام والخاص فيما القسم الثالث يتمثل في المؤسسات ذات الملكية الكاملة للقطاع العام في الدولة.
ومن التقسيم الملكي انتقل د.مكي الى التقسيم الفكري، حيث أوضح ان الأجهزة الاعلامية في دول الخليج تقسم فكريا الى ثلاثة اتجاهات أولها حكومي أي انها تسير وفق الاتجاه الأيديولوجي الذي تتبناه الدولة وثانيها تجاري أي يحكمها رأس المال وأغراضه وأهدافه وثالثها يتمثل في التقسيم الأيديولوجي الذي يعكس الفكر الذي يتبناه من يقف خلف ذلك الجهاز الاعلامي سواء كان فكرا دينيا ملتزما أو محافظا معتدلا أو ليبراليا تحرريا.
وأكد الباحث د.حسن مكي ان الاعلام الفعال هو الذي يلعب دورا حقيقيا في التنمية وفي مختلف مجالات الحياة.
ولتحقيق تلك الفعالية المطلوبة، أشــار البــــاحث الى ضرورة توافر ثلاثة معايير رئيسية في العمل الاعلامي أساسها الحرية ثم الموارد المالية والبشرية ثم الفكر والعقيدة التي يستند اليها أداء وسائل الاعلام في المجتمع أو الدولة.
وحول دور الاعلام في التنمية قال د.مكي في دراسته ان هذا الدور يتحدد من خلال مسارين الأول أن تلعب وسائل الاعلام دور المنبه للتنمية من خلال توجيه اهتمام الأفراد والمجتمع الى قضايا التنمية في حين ان الدور الثاني يتمثل في اقناع الأفراد والمجتمع وحشد جهودهم لتنفيذ مضامين التنمية.
ورأى الباحث ان وسائل الاعلام الخليجية يمكنها أن تساهم في تنمية المجتمع من خلال الوفاء بالمعايير الدولية المعتمدة بشأن دور الاعلام في النظام الاجتماعي.
وأفاد د.حسن مكي بأن هذه المعايير تتمثل في الأخبار والتنشئة الاجتماعية وخلق الدافع والحوار والنقاش والتعليم والتثقيف والترفيه والتكامل.
ولدى تــــناوله أحد هذه العوامل كالتثقيف مــــثلا اعتــــبر ان وســــائل الاعــــلام الخلــــيجية يجب علــــيها أن تســــعى لــصياغة وتنفيذ سياسة انتاج ثقافي، منبها في ذلك الى خطورة اعتـــماد القـــنوات التــــلفزيونية الخليجية والسينما على الدراما الأجنبية، داعيا الى أن يكون هناك دراما خليجية قادرة على المنافسة والاهتمام بالأعمال الثقافية التي تعكس الواقع الخليجي.