* حمد بن خليفة.. القائد الحكيم
* ذو الرؤية الثاقبةالوحدة الخليجية هدف أسمى يتطلع إليه الجميع وهي قادمة لا محالة
«ما يمس الكويت يمسنا نحن في قطر ولدى احتلال الجيش العراقي الكويت ابلغنا مجلس التعاون ومنذ اليوم الأول ان قطر على اتم الاستعداد للدفاع عن الكويت فالمحبة وصلات الدم والأفئدة الممتدة بين الشعبين الشقيقين في قطر والكويت أكبر من أي حدود وأعمق من أي اتفاقيات».
بكلماته هذه، والتي لا ننساها عرفنا وخبرنا أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني رجل الحزم والعزم وأمير نهضة قطر الذي يواصل العطاء بروح الشباب وعقلية المخطط وقيادة الحكيم حاملا بيده مفاتيح الامل لاجيال الشباب الذين حاكاهم عبر ادخال قطر رحابة العصر في عهد متجدد دوما يلبي آمال وتطلعات الشعب القطري خصوصا والخليجي عموما.
فمع اعتلاء صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة امير قطر سدة الحكم عام 1995 انتقلت دولة قطر في إمكاناتها المادية والشرعية والسياسية نقلة نوعية على عدة مستويات سياسية واعلامية واقتصادية وديبلوماسية وثقافية وغيرها من المجالات الا ان الانجاز الاكبر كان على صعيد السياسة الخارجية التي رسم تفاصيلها أمير دولة قطر والتي ادهشت المراقبين فقد مدت خيوط ديبلوماسيتها مع كل الدول والأطراف المتناقضة احيانا دون ان تخسر ايا من هذه الأطراف.
التكامل والتعاون
وبحنكة سموه استطاعت قطر لعب دور وساطات مهمة وناجحة الى حد كبير سبقت به دولا أكثر نفوذا ومقدرة ولكن يبقى الخليج العربي وتضامن دوله وقادته وابنائه أولوية لدى سمو الشيخ حمد بن خليفة، اذ يؤكد سموه على تعزيز الانتماء الى مجلس التعاون لدول الخليج والحرص على ان يحقق المجلس الاهداف التي انشئ من اجلها عبر التكامل والتعاون والتنسيق بما يلبي طموحات شعوب الخليج وتطلعاتها المشروعة في التنمية والازدهار.
ويتطلع صاحب السمو أمير دولة قطر إلى الانجازات التي حققها مجلس التعاون بالكثير من الفخر ولكنه يصبو للمزيد معتبرا ان على الجميع كأعضاء في المجلس تقييم الشوط الذي قطعه في مسيرته تقييما واقعيا سليما ومن ثم تحديد الخطوات اللاحقة.
الوحدة قادمة لا محالة
الوحدة الخليجية بالنسبة لصاحب السمو أمل يراود كل مواطن خليجي، وهدف اسمى يجب أن يتطلع إليه الجميع ولكن الوحدة تحتاج إلى عمل شاق ومضن وتحتاج الى أرضية صلبة، فالوحدة تأتي كنتيجة لممارسات تقرب بين الشعوب وتوحد مصالحهم، والوحدة الخليجية قادمة لا محالة ولكن سيسبقها عدد من الديموقراطيات في المنطقة.
كما يشدد سموه على ضرورة المساهمة الشعبية في دفع عملية التعاون بين دول مجلس التعاون الخليجي بما يعزز مسيرة التعاون فالخليج بالنسبة لسموه واحد، والله سبحانه وتعالى خلقنا متجانسين ومتقاربين وعلينا الاستفادة من هذا التجانس ومن التجارب العالمية في التكتلات، وقطر وعلى رأسها سموه تسعى دائما لتحقيق هذا الهدف ويسعدها العمل على تحقيقه.
أنجح التجمعات
واعتبر سموه في احد احاديثه ان مجلس التعاون هو من انجح التجمعات الاقليمية العربية وفاق عمره كل المحاولات العربية الأخرى لايجاد تجمع مثيل وانجازاته عديدة فنحن في الخليج وحدويون بطبيعتنا ونادينا بالوحدة منذ زمن ونحن من انشأ طيران الخليج ووالدي (رحمه الله) أول من اطلق نداء انشاء سوق خليجية مشتركة فالمجلس وبفخر هو تجربة ناجحة مقارنة بالتجارب العربية المماثلة، مشيرا الى انه هو الوحيد من بين تلك التجارب الذي ضمن الاستمرار وتحدى العديد من الصعاب والعقبات. وعلى الرغم من الهزات التي تعرض لها المجلس فإنه استطاع ان يتجاوز كل ذلك وهو ينطلق الآن انطلاقة قوية.
واضاف في احد احاديثه قائلا: انه مما يعزز مسيرتنا ويعمق حرصنا على انجاحها ان شعوب المجلس مؤمنة إيمانا عميقا به وبرسالته وانها اصبحت مرتبطة به ولا ترضى عنه بديلا وهي تطمح الى المزيد وهذا من حقها وهو ظاهرة صحية. واكد ان هناك اجتهادات من قبل الجميع للسعي الى الافضل وانه وان كانت هناك بعض الاختلافات في هذه الاجتهادات فإننا نلتقي دائما عند الاوفق، معتبرا ذلك أمرا جيدا.
واوضح ان الجميع يسعى الى توحيد العملة التي نصلها حالياً بإذن الله وقال ان كل شيء يحتاج إلى وقت ودراسة مستفيضة حتى نضمن له المثالية والنجاح.
التنمية المستدامة
وعند افتتاح قمة الدوحة عام 2007 قال سموه: لقد تمكنت دول مجلسنا في السنوات الأخيرة بحمد الله من تحقيق معدلات عالية من التنمية في مختلف المجالات، والشواهد على ذلك كثيرة، ولكن يبقى مجال البحث العلمي على وجه التحديد في حاجة الى مزيد من العناية والاهتمام لأنه من الأسس الرئيسية ليس فقط للتنمية المستدامة ولكن للتقدم بمعناه الشامل، فالتقدم الحقيقي يتطلب منا أن نكون مصدرا للمعرفة بمختلف جوانبها وقادرين على تطويرها وليس مجرد مستهلكين لها.
وشدد على ان المحافظة على المكاسب، والمضي لتحقيق الطموح يتطلبان من تسخير كل الجهود الكفيلة بضمان السلم والأمن والاستقرار على أساس التعايش السلمي والاحترام المتبادل، وهذا يمثل رغبة حقيقية لكل دول المنطقة بما فيها الدول المطلة على الخليج.
واضاف قائلا لما حدث اكتشاف الذهب وعرف الناس قيمته، فإن اصحابه استخدموه للزينة وفي مقايضة مطالبهم وفي الابتزاز لعصور طويلة، ولما حدث اكتشاف طاقة البخار فإن محركاته لم تكن قابلة للشيوع والانتشار بسهولة ويسر، وعلى العكس من ذلك فإن النفط الذي حبانا الله بأن نكون من أكبر منتجيه فهو من بداية ظهوره وعندنا اصبح موردا متاحا للقادرين وكانت طاقته هي الاسهام الاكبر في تدوير عجلات التقدم والرقي الانساني. واستطاعت هذه الثروة في يد اصحابها أن تبني شواهد عظيمة للتقدم والازدهار على هذه الشواطئ، كما استطاعت هذه الثروات ان تفيض على أمتنا العربية والاسلامية، فهي الآن من أبرز عوامل السلامة في اقتصاد هذه المجتمعات، الى جانب ذلك فإن هذه الثروات تؤدي اليوم دورا فاعلا ونشطا في مواقع الانتاج والاسواق العالمية غربا وشرقا، تساعد على التنمية وتساند الاستقرار ونحن نريد أن يتفهم الجميع ولصالح الجميع ان هذه منطقة تستحق المحافظة عليها امنا وسلاما ورخاء يهم الانسانية جمعاء.
التعاون الاقتصادي
كما يعد صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير قطر صاحب مساهمة كبيرة ومقدرة عالية في إثراء الممارسة السياسية اقليميا ودوليا. وتتضح اسهامات سموه في دفع حركة التعاون الاقتصادي والسياسي بعيدا بين قطر ومحيطها الخليجي والعربي على نحو خاص، وبين قطر ودول العالم أجمع بصورة عامة. ومنذ تولي سمو الأمير الحكم في 27 يونيو من عام 1995 انعكست استقبالات الدوحة لضيوفها الكبار، فضلا عن جولات سموه وتحركه السياسي اللافت في القارات الثلاث، إضافة الى الأميركتين الشمالية والجنوبية، انعكس ذلك كله ايجابا على وضع دولة قطر ومكانتها بين الدول وأهلها للعب دور فاعل ومؤثر وفق مدرسة سياسية تنتهج الوضوح والواقعية ودقة التقييم والتوازن السياسي.
الدعائم الراسخة
ففي المحصلة تقوم ثوابت السياسة الخارجية القطرية على دعائم راسخة في مقدمتها السعي إلى تحقيق الأمن والاستقرار في منطقة الخليج وتعزيز مكانة مجلس التعاون لدول الخليج العربية باعتباره نموذجا تنسيقيا تكامليا يقود إلى وحدة المواقف للدول الأعضاء.
وتلتزم قطر بالسلام بوصفه خيارا استراتيجيا لا غنى عنه على أن يكون عادلا وشاملا ودائما على كافة المسارات ذات الاختصاص والمصلحة وفقا لقرارات الشرعية الدولية ومرجعية «مدريد» ومبدأ الأرض مقابل السلام بما في ذلك الانسحاب الاسرائيلي الكامل وغير المشروط من مرتفعات الجولان السوري العربي وتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقوقه الوطنية الثابتة وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
وترفض قطر وتدين كافة اشكال ومظاهر الإرهاب مهما كانت دوافعه وأهدافه وصوره ووسائله مؤكدة على التفريق بينه وبين كفاح الشعوب وحقها المشروع في الحرية وتقرير المصير وفقا لقواعد القانون الدولي.
كما تعبر قطر في كل المناسبات الإقليمية والدولية عن قلقها البالغ من تصعيد الصراعات والتصفيات العرقية وهضم حقوق الاقليات في بعض دول آسيا وأوروبا الشرقية والبلقان وأفريقيا وغيرها وترحب قطر بكل الاتفاقيات التي تم التوصل إليها لحل هذه المشاكل وتساند ـ بدورها ـ الجهود التي تبذلها المنظمات الاقليمية والدولية لاحلال السلام في العديد من الدول والمناطق بما يحقق أمن الشعوب واستقرارها في العالم أجمع. وقد قطعت دولة قطر مشوارا طويلا في الساحة الدولية منذ فجر الاستقلال في عام 1971 بدأ ببروزها لأول مرة بوصفها دولة حديثة الاستقلال واستمر بتحولها الى عنصر ديناميكي على المسرح الدولي يضطلع بدوره الكامل الفاعل على الساحة الاقليمية والعربية والدولية. وكانت المرحلة الأولى هي مرحلة التأسيس وإرساء دعائم الوجود الخارجي وذلك بتبادل السفارات والبعثات الديبلوماسية مع مختلف دول العالم والانضمام الى الأسرة الدولية بدخول المنابر الدولية والاقليمية الكبرى كالأمم المتحدة والجامعة العربية ومجموعة عدم الانحياز.
وقدمت دولة قطر مساعدات جمة لكثير من الدول العربية ودول العالم الثالث ولم تقتصر تلك المساعدات على الدول والحكومات بل شملت الكثير من المؤسسات غير الحكومية كأنشطة الدعوة ونشر اللغة العربية والتبرع للمؤسسات التعليمية على كل المستويات.
وتستمد الديبلوماسية القطرية نجاحها المشهود من توجيهات سمو أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الذي حرص على أطيب العلاقات بين قطر ومختلف دول العالم وتوسيع العلاقات مع دول افريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية الى جانب تعميق العلاقات مع الدول العربية ودول أوروبا والولايات المتحدة.
فالمتتبع لمسيرة الديبلوماسية القطرية لابد ان يشده الاعجاب بالسرعة القياسية التي تحول بها بلد حديث الاستقلال واستطاع ان يثبت أقدامه على الساحة الدولية وتحول إلى عنصر فاعل لافت للنظر يقود دورا رياديا يسلم به القاصي والداني.
كما تعمل قطر على إقامة علاقات تعاون وطيدة مع جميع الدول والشعوب المحبة للسلام، وتساهم قطر بسخاء في تقديم المعونات والمساعدات المالية والعينية للعديد من الدول النامية في القارتين الآسيوية والافريقية، إضافة الى اسهامها في صناديق التنمية الاقليمية والدولية المختلفة بما يخدم التعاون الدولي على أوسع نطاق، وتقف قطر الى جانب حركات التحرر.
وتبذل وزارة الخارجية جهودها الساعية الى تنمية وتوثيق العلاقات الودية والمثمرة مع جميع الدول الصديقة وتأكيد مبادئ السياسة الخارجية للدولة والمتمثلة في الثوابت والمبادئ التي أرستها السياسة الحكيمة التي اختطتها القيادة العليا، دأبت قطر على توسيع علاقاتها مع مختلف الدول بما يخدم المصالح المشتركة للطرفين.
وتتقدم الديبلوماسية القطرية يوما بعد يوم بآفاق ريادية وبثبات ومرونة نحو مواقع جديدة في علاقاتها بالدول الصديقة والمحبة للسلام.