- بوخمسين: في الكويت أكثر من 1150 مسجداً للسنة و50 للشيعة و85 حسينية و10 كنائس للطوائف المسيحية
أسامة دياب
أكد المستشار الخاص لوزارة الخارجية والمبعوث الأميركي لشؤون الأقليات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب ووسط آسيا نوكس تامز أن الكويت شريك وحليف مهم جدا للولايات المتحدة وتلعب دورا مهما في المنطقة، ولها دور مؤثر في التحالف ضد «داعش»، معربا عن سعادته باستضافة الكويت لمؤتمر إعادة إعمار المناطق المحررة من «داعش» في العراق مؤخرا لما له من أهمية في مساعدة العراق على التعافي، بالإضافة إلى أنها علامة مضيئة ودليل على تسامح الكويت التي عانت من الآثار السلبية للاحتلال العراقي وهي نفسها التي تستضيف مؤتمر لإعادة إعمار العراق.
ولفت تامز في تصريحات للصحافيين على هامش زيارته لديوان بوخمسين بحضور ديبلوماسي ولفيف من رجال الدين الإسلامي والمسيحي إلى ان الكويت والولايات المتحدة تجمعهما علاقات صداقة قوية والعديد من العوامل المشتركة، أهمها احترام الاديان وممارسة المعتقدات والعبادات، معربا عن اندهاشه من حالة التعايش المميزة والانسجام الواضح في المجتمع، حيث يعيش المسلمون من مذاهب مختلفة بصورة طبيعية دون خلاف ويتعايشون مع المسيحيين على أراضيهم أيضا، موضحا أن زيارته إلى الكويت جاءت إيجابية جدا، مشيدا بحالة التنوع الثقافي والاجتماعي التي يتميز بها المجتمع، والذي يعتبر نموذجا مضيئا وناجحا في التعايش.
وأشار إلى أنه زار مسجد الإمام الصادق الذي تعرض لهجوم غاشم من «داعش»، موضحا أن زيارة صاحب السمو الأمير للمسجد بعد دقائق من وقوع الحادث تعكس مدى تلاحم القيادة السياسية مع الشعب، فضلا عن كونها خطوة شجاعة حرمت التنظيم الارهابي من احداث الفرقة في صفوف المجتمع.
وعن رؤيته للحريات الدينية في الدول العربية، قال كل عام نصدر تقريرا عن الحريات الدينية في مختلف الدول وأدعو إلى الاطلاع على مثل هذه التقارير على موقع وزارة الخارجية الأميركية، مشيرا إلى أن مصر مثلا بقيادة الرئيس السيسي تلعب دورا مهما في حماية الأقليات والرئيس السيسي عبر عن التزامه بذلك في أكثر من موضع وعلى أرض الواقع وهذا مؤشر إيجابي للغاية.
وردا على سؤال حول أوضاع المسلمين في الولايات المتحدة، أوضح تامز أن بلاده لديها تاريخ طويل في حماية الحريات الدينية وحرية العبادة حق يكفله الدستور، مشيرا إلى أن طلائع المهاجرين الذين جاؤوا إلى أميركا كانوا يعانون من الاضطهاد بمختلف أشكاله ووجدوا فيها الملاذ الآمن، مشددا على أن المسلمين جزء أصيل من المجتمع الأميركي ويمارسون طقوسهم بحرية وأي مشكلة تحدث تتعامل معها السلطات بسرعة فائقة، لافتا الى أن الادارة الأميركية لا تتسامح مع أي تمييز أو اضطهاد على حسب الدين.
وفيما يتعلق بأوجه المساعدة التي يقدمونها للحكومات التي تكتبون التقارير عن الحريات الدينية فيها، ذكر أن هناك طرقا عديدة لمساعدة مثل هذه الحكومات، منها تكوين شراكات مع الحكومات الملتزمة بحماية الحريات والأقليات وفي حال حدوث أي عمليات إرهابية نتعاون معهم في التحقيقات والبحث.
وعن اتهام تقارير حرية الأديان بعدم الموضوعية، ذكر ان التقارير التي تصدرها الإدارة تتسم بالموضوعية وتعتمد على مصادر متنوعة في جمع المعلومات، مشددا على أن تأمين حياة الأقليات الدينية ضروري ومهم للإدارة الاميركية، مشيرا إلى ان ما تقوم به الكويت كشريك استراتيجي للولايات المتحدة في هذا الموضوع يعد أمرا متميزا.
من جهته، أشاد رئيس مجلس إدارة مجموعة بوخمسين القابضة جواد بوخمسين بحرص المبعوث الأميركي لشؤون الأقليات على زيارة مسجد الإمام الصادق ولقائه مع رجال الدين من مختلف الطوائف والأديان في الكويت ليأخذ فكرة موضوعية عن حالة التعايش الديني والتنوع الثقافي الفريد الذي تتمتع به الكويت، موضحا أن التعايش السلمي وقبول الآخر نهج جبل عليه أبناء الكويت سواء بين المواطنين أو مع المقيمين، مشددا على أن الكويت بلد التسامح وحرية الأديان ومركز العمل الانساني وأميرها قائد العمل الانساني، والهدف من استضافة المبعوث الأميركي لشؤون الأقليات وهذه الكوكبة إبراز وجه الكويت المشرق والتزامها التام بتطبيق القانون الدولي.
وأشار بوخمسين الى أن حرية العبادة مكفولة وهناك 1150 مسجدا للسنة واكثر من 50 مسجدا للشيعة، ناهيك عن وجود 85 حسينية يمارس فيها الكويتيون الشيعة شعائرهم الدينية وجميعها مرخصة، اضافة الى وجود 10 كنائس لمختلف الطوائف المسيحية منها 8 كنائس مرخصة واثنتان لم ترخص بعد، ولا يوجد ادنى تمييز بين السنة والشيعة، والمواطنة في الكويت يكفلها ويحميها القانون والدستور، والدولة ومؤسساتها لا تفرق بين الكويتيين على أساس عرق أو جنس او دين، لافتا الى ان الشعب الكويتي يقدم الاعمال الانسانية والخيرية في مختلف انحاء العالم ومساعدة منكوبي الكوارث الطبيعية والحروب، موضحا أن العمل الخيري الكويتي اعطى الكويت مكانة دولية.
من جانبه، قال نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون الأميركتين المستشار صلاح الحداد ان شهادة رجال الدين المشاركين في هذا التجمع بجميع طوائفهم أبلغ شرح على التسامح الديني في الكويت، لافتا إلى أن الكويت تؤكد على التسامح الديني وتقف على مسافة واحدة بين جميع المواطنين والمقيمين، كما أنها تكافح التطرف والإرهاب، والأهم من ذلك أن المجتمع الكويتي لديه تسامح ديني بالفطرة منذ نشأته وهذا يفوق القانون والاجراءات الرسمية.
من ناحيته، أعرب الوكيل المساعد لشؤون القرآن الكريم والدراسات الاسلامية بوزارة الأوقاف د.وليد الشعيب أن الكويت بها شعب واحد متكاتف ومتراحم ومسالم وهناك نسب ومصاهرة بين جميع العائلات بمختلف طوائفها وجميعهم يعيشون برعاية صاحب السمو في حرية تامة، والجميع يمارس معتقداته بحرية وهناك تجانس بين الطوائف الدينية.
وفي السياق ذاته، اشاد مدير مركز تعزيز الوسطية عبدالله الشريكة بالاجتماعات الرسمية التي أجراها المبعوث الخاص الأميركي مع المسؤولين في الكويت، مشيرا إلى أن علاقة الكويت مع الولايات المتحدة قديمة.
وأضاف الشريكة ان الكويت تعتبر نموذجا نادرا جدا على مستوى العالم بسبب التعايش في هذا الإقليم الملتهب سياسيا وعسكريا، مشيرا إلى أنه يطمح للمزيد وفق وثيقة المدينة التي كانت أول نموذج للتعايش السلمي في الإسلام، وهذا لا يعني أنه لا توجد بعض المكدرات في قضايا التعايش وذلك لدخول أشياء لم تكن موجودة في الكويت خصوصا في أوقات الانتخابات حيث تتنامى تصريحات الاستفزاز من بعض أطراف لكن أصوات الحكمة والعقل هي الغالبة في المجتمع بجميع طوائفه.
المعتوق: ظاهرة تستحق الدراسة
أكد المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ورئيس الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية د.عبدالله المعتوق ان الهيئة تعد اكبر هيئة خيرية إسلامية في الشرق الأوسط، لافتا الى ان الكويت ظاهرة تستحق الدراسة، وخلال الاحتلال العراقي لم يجد المحتل الغاشم اي كويتي يتعامل معه مهما كانت أصوله ومعتقداته، فلم يخن أي كويتي بلده، لافتا إلى أن هذا المشهد أيضا تكرر في التفجير الارهابي في مسجد الامام الصادق، حيث توحد الجميع تحت راية صاحب السمو الأمير، بل صلوا في مسجد واحد، مشددا على أن الكويت تأسست على التنوع الذي يعتبر نموذجا يحتذى، كما أن الذي فجر مسجد الإمام الصادق لم يكن كويتيا فالإرهابيون لم يجدوا كويتيا واحدا يقوم بهذا العمل الإجرامي وقام به من جاء من خارج البلد.