أي إجراءات ستتخذ ضد إيران حتى لو في شكل عقوبات ستؤثر سلباً على المنطقة وتؤدي لمزيد من التوتر وندعو طهران للانفتاح على الجهود الدولية
اكد وزير الخارجية الشيخ د.محمد الصباح أن زيارة الرئيس حسني مبارك للكويت قد جاءت في وقتها المناسب تماما، خاصة انها اعقبت قمة مجلس التعاون الخليجي التي عقدت في الكويت، والتى سترأس مجلس التعاون الخليجي لمدة عام قادم.
ووصف الشيخ د.محمد الصباح ـ في تصريحات للصحافيين المصريين عقب مغادرة الرئيس حسني مبارك للكويت امس ـ زيارة الرئيس مبارك الى ثلاث من دول مجلس التعاون الخليجي، بأنها هامة للغاية، حيث اطلع الرئيس مبارك قادة تلك الدول على الموقف بشأن قضية العرب الأولى وهي عملية السلام في الشرق الاوسط، مشيرا الى ان عملية السلام قد حظيت بوقت كبير من مناقشات القمة المصرية ـ الكويتية ومداولاتها.
واوضح ان القمة تعرضت ايضا الى بحث مسألة أمن الخليج والمنطقة ككل، وما تتعرض له من تحديات أمنية، وقال انه تم تبادل الرؤى الكويتية ـ المصرية في هذا الشأن، مشيرا الى ان الكويت ترأس حاليا القمة الاقتصادية العربية، وقد دار حديث مطول بين الزعيمين بشأن هذه القمة، والتي سترأس مصر دورتها المقبلة.
واشار الى قيام مصر بتبرع قدره 20 مليون دولار لصندوق دعم المشروعات العربية الصغيرة والمتوسطة، والتي اسهمت فيه الكويت والسعودية بمبلغ مليار دولار مناصفة بينهما.
واوضح الشيخ د.محمد الصباح ان القمة تطرقت كذلك الى بحث الملفات السياسية والاقتصادية في اجواء من الود والدفء، وهذا شيء طبيعي عندما يحل الرئيس مبارك ضيفا على الكويت، علاوة على بحث مختلف القضايا التي تهم الوطن العربي.
وردا على سؤال حول الرؤية المشتركة التي عكستها القمة المصرية ـ الكويتية ازاء جمود عملية السلام، خاصة في ظل التعنت الاسرائيلي ومواصلته لعمليات الاستيطان.. قال الشيخ د.محمد الصباح «ربما يكون هناك جمود في عملية السلام ورفض اسرائيلي للاستجابة لجهود دفع عملية السلام التي تبذلها مصر، ولكن يبقى انهاء الانقسام الفلسطيني ـ الفلسطيني مسألة ضرورية، خاصة ان استمرار هذا الانقسام يعطي اسرائيل ذريعة لمواصلة انتهاكاتها وتعنتها».
واعرب عن تقدير بلاده البالغ للجهود المصرية الرامية لإنهاء هذا الانقسام الفلسطيني.. والوصول الى مصالحة فلسطينية شاملة، ووصف هذا الامر بأنه يعد مدخلا هاما لعدم اعطاء اسرائيل الفرصة أو المساحة لعرقلة عملية السلام.
وأضاف «ان توحيد الموقف الفلسطيني سيسد هذه الفجوة امام الاسرائيليين، وهو ما تسعى مصر الى تحقيقه، ونحن نؤمن بأن مصر هي الدولة العربية الوحيدة التي يمكنها ممارسة الضغط على اسرائيل للاستجابة لجهود السلام»، لافتا الى اهمية الزيارة التي قام بها الوزير عمر سليمان ومباحثاته مع مسؤولي اسرائيل لحثهم في هذه المرحلة على الاستجابة لجهود السلام، وابداء بوادر ايجابية تجاه الفلسطينيين من الناحية الانسانية.
وقال الشيخ د.محمد الصباح «اننا كعرب نواجه عدوا شرسا، ممثلا في حكومة نتنياهو»، معربا عن اعتقاده بأن ما تضمنته القمة المصرية ـ الكويتية من استعراض لدور مصر في هذا المجال يدعو الى الطمأنينة.
وردا على سؤال حول موقف القمة المصرية ـ الكويتية من الملف النووي الايراني، قال الشيخ د.محمد الصباح ان هذا الملف يجري تداوله حاليا على المستوى الدولي من قبل مجلس الأمن والوكالة الدولية للطاقة الذرية، مشيرا الى «اننا ننصح دائما ايران بأن تتعامل بايجابية مع تلك الجهود، وتستجيب للشرعية الدولية».
ولفت الى وجود مخاوف بالمنطقة من اي اجراءات قد تتخذ ضد ايران، حتى ولو في شكل عقوبات، وهو ما سيؤثر سلبا على المنطقة، ويؤدي الى المزيد من التوتر وقد تسوء الأمور، ولذلك ندعو ايران الى الانفتاح على الجهود الدولية التي تقوم بها الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وردا على سؤال حول القلق في منطقة الخليج فيما يتعلق بمسألة الأمن، واذا ما كان لذلك علاقة باستقبال الرئيس مبارك، وقبله الرئيس التركي عبدالله غول، قال ان مصر جزء أساسي من الاسس التي تقوم عليها المنطقة، وهذا دور تاريخي لمصر، مشيدا بدور مصر الأكبر في تحرير الكويت من الغزو العراقي، وتوحيد الصف العربي، خصوصا في اتخاذ قرار القمة العربية الذي صدر عقب الاحتلال العراقي للكويت.
واضاف ان ما يجري في المنطقة الآن من أحداث مثل الحرب في اليمن، وهو البركان الذي تصيب حممه المنطقة كلها، بالاضافة الى التوتر في منطقة القرن الافريقي وفي الصومال، هو ما يدفعنا جميعا الى التواصل والعمل معا، وتبادل الرأي في كيفية محاصرة هذه المخاطر، ومنع انتشارها والقضاء عليها، وهو ما يستلزم خلق آلية للحوار وتهيئة أجواء تساعد الفرقاء على ايجاد الحلول.
وحول ما اذا كانت القمة المصرية ـ الكويتية قد اسفرت عن خطوات محددة لدعم التعاون الاقتصادي بينهما، خاصة ان الكويت تعد شريكا تجاريا مهما لمصر.. قال الشيخ د. محمد الصباح انه يجب تفعيل جميع القرارات التي تم اتخاذها ومن اهمها انشاء صندوق دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وهو شيء مهم ويستطيع ان ينطلق بالتعاون الاقتصادي العربي.
واشاد بالدور الذي تلعبه الشركات المصرية في الكويت ووصف هذا الدور بانه مهم، حيث عهد اليها بمسؤولية تنفيذ مشروعات عملاقة، من بينها اقامة أكبر مستشفى بالشرق الأوسط، والذي يتسع لنحو الف غرفة.. وستقوم بتنفيذه شركة المقاولون العرب، بالاضافة الى قيامها مع شركات أخرى بإنشاء العديد من الطرق بالكويت.