أسامة أبوالسعود
احتشد آلاف الشيعة مساء امس الأول بالقرب من مسجد مقامس بالرميثية حيث نددوا بما وصفوه بـ «الفتنة الطائفية» وطالبوا الحكومة بالإسراع الى إغلاق مركز «وذكر» واتخاذ كل الاجراءات القانونية ضد اي مثير للفتن، قائلين: لا للفتنة الطائفية ونعم للوحدة الوطنية.
في البداية قال د.احمد حسين: نجدد الذكرى والولاء في مثل هذا اليوم الذي علم البشرية العيش بحرية وللأسف الشديد وفي كل عام بمثل هذا اليوم تجد أناسا أبوا إلا ان يوالوا يزيدا وحب الباطل وإيثاره على الحق.
وأضاف في «الاعتصام الجماهيري لنصرة سيد الشهداء» والذي أقيم مساء امس الاول في ساحة مسجد مقامس في الرميثية نعيش فترة تأزيم وفتنه في البلاد وحالة من التشنج السياسي ويأتي مثل هؤلاء المؤزمين لإثارة الفتنة بين أهل السنة والشيعة في المجتمع الكويتي. وبين ان الجميع يعلم بمن فيهم علماء الشيعة وعلماء السنة المعتبرون أنه في مثل هذا اليوم بكى رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يوجد هذا اليوم في الزمن والتاريخ كما أوصى الرسول زوجاته وأمهات المؤمنين بالبكاء في مثل هذا اليوم ويتبين ذلك من خلال قضيته مع أم سلمة المعروفة جدا. وطالب د.أحمد حسين، القائمين على مركز «وذكر» بالاعتذار الرسمي والعلني والواضح وكذلك من الـ 100 أمام وخطيب وداعية الذين أيدوا حكم هذا الرجل المتطرف والا فسيكون هناك امتداد للمسيرة والاعتصام الجماهيري لنصرة سيد الشهداء، مؤكدا ضرورة تحقيق الوحدة الوطنية والالتزام بالالتفاف حول قيادتنا السياسية. وناشد صاحب السمو الأمير وسمو ولي العهد وسمو رئيس مجلس الوزراء بوجود الموقف الرسمي الواضح وعدم الاكتفاء بالمواقف غير العملية لأن القضية ليست قضية طائفية أو فئوية بل قضية تخص كرامة شعب بأكمله، فالمواطنون الشيعة من أهل الكويت جزء لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي في الكويت ولذلك عندما أهينت مشاعرهم الدينية أهين أهل الكويت والمقيمون على هذه الأرض الطيبة. وبدوره قال الشيخ د.محمد جمعة ان جميع الطوائف بمن فيها أهل السنة والشيعة محبون لأهل البيت وللحسين بن علي رضي الله عنه والجميع يتكاتف ويقول «لبيك يا حسين»، وبين ان الاعتصام في هذه الساحة إعلان لأهل الحل والربط في البلاد بأننا تداعينا الى هذا الاعتصام للدفاع عن القرآن الكريم وعن الإسلام العظيم لا دفاعا عن طائفة او مذهب لأن الحسين بن علي عليهما السلام ليس خاصا بمذهب ولا بطائفة بل هو شخصية إسلامية محترمة ومقدرة ويجلها كل المسلمين، والمتطاول والشامت بمصاب الحسين إنما يرد على رسول الله كلامه المبشر للحسين عليه السلام بالجنة. وأضاف أن الانتفاضة هي في سبيل حفظ كرامة الأمة الإسلامية جمعاء من تطاول في بلدنا جهارا على سيد شباب أهل الجنة الذي قال فيه رسول الله ما لم يقله في غيره من شباب المسلمين. وبدوره قال النائب صالح عاشور إن صرختنا تأتي ردا على تخاذل المسؤولين عن وضع حد لمجرم مشبوه يبث الفتن ويهين الإسلام في ظل غفلة المسؤولين الذين يجب عليهم التحرك في مجال وأد الفتنة، وتساءل: هل هذا التهاون هو نتيجة لسكوتنا عن سنوات عجاف من التمييز بين المواطنين في الحقوق بعد مساواتهم في الواجبات.
وتابع ان تداعيات ممارسات مركز «وذكر» المشبوه والمدار ممن لا يخاف الله في وطنه ستكون وخيمة على الكويت وعلى أهلها ان لم يتم التصدي الفوري لهذه الممارسة التي ان صمتنا عنها فستصبح سياسة استبعادية ضد الدستور الكويتي الذي ينص في مادته السابعة على محور العدل والحرية والمساواة.
وأضاف ان التعدي الصارخ على مشاعر المواطنين الشيعة الكويتيين بالإساءة الى معتقداتهم الاسلامية عبر وصف الحاقدين ليوم عاشوراء بيوم الفرح والسرور كان يمكن له ان يؤدي الى ما لا تحمد عقباه لولا تملك القوه الشعبية والأهلية لزمام المبادرة ولولا تمسكها بعرى القانون الذي هو ملجأ المواطنين جميعا، كما دعا القائمين على أجهزة تطبيق القانون الى المسارعة الفورية بإزالة هذا التعدي على الكويت وعلى السلام الأهلي فيها وعلى الوحدة الوطنية لأن اي تقاعس او تأخير في تطبيق القانون ضد مركز «وذكر» المشبوه سيعني انفجار الغضب الشعبي بطريقة لن يرضى عنها اي محب حقيقي للكويت ولا أهلها. واختتم عاشور حديثه بمناشدة كل القوى الوطنية وجميع مؤسسات المجتمع المدني لتحمل مسؤولياتهم التاريخية في الوقوف بحزم في وجه هذا الخرق الفتوني البغيض لأمن مجتمعنا الكويتي. ومن ناحيته، قال النائب عدنان المطوع ان عادات شهر المحرم جبلنا عليها ككويتيين سنة وشيعة ولن نقبل بتغييرها لأنها من الأصول الكويتية الحقيقية، مشددا على ان الشيعة هم السور العالي الذي قدم التضحيات من أجل الوطن «ولن نسمح بالأقزام الموسوسين بنشر الفتن في مجتمعنا». ودعا الحكومة الى التصدي لهذه الفتن ومن يقف خلفها، مؤكدا ان الشيعة والسنة إخوة متحابين ومتعاضدين في السراء والضراء وآخرها حريق الجهراء كما دعا الحكومة الى ما وصفه بـ «تنظيف المناهج والعمل على الوحدة الوطنية وإعطاء الشيعة حقوقهم وجعلها من الأولويات». ومن ناحيته قال النائب د.حسن جوهر ان هناك من له أجندات خاصة ولا يقبل إلا بالسيطرة والنفوذ على الشعب الكويتي سنة وشيعة، مؤكدا ان هؤلاء السفهاء موجودون في كل بلد وكل مجتمع ولكن هناك ضوابط وقانون ومراعاة يجب ان يحترمها الجميع. ووصف رد فعل الحكومة بأنه متقاعس، مشيرا الى ان الحكومة تقاعست ايضا في قضية الجويهل والتعدي على أبناء القبائل لكنها تحركت وفعلت القانون حينما خرج أبناء القبائل الى الشوارع، مؤكدا ان الشيعة لم يكونوا يرغبون في مثل هذا الفعل وتنظيم تلك الوقفة الاعتصامية إلا ان الحكومة بعدم تفعيل القانون اضطرتهم لذلك. وشدد جوهر على ان الكويت بلد الدستور وعلى الحكومة ان تسهر على راحة وكرامات الناس وحقوقهم، وتساءل: أين الحكومة من منشورات توزع ويافطات تعلق وفضائيات تمس وحدتنا الوطنية. ودعا جوهر الإخوة السنة أيضا إلى ان يكون لهم صوت ويقولوا: «لا للمخطئ وألف لا لمن يحرض على الفتنة» مؤكدا في الوقت ذاته ان كل الشرفاء في الكويت والمخلصين ينبذون هذا التصرف. وتابع جوهر قائلا: «لن نرضى أبدا ان يمس احد معتقداتنا أيا كانت أهدافه والتربص بأهل الكويت جميعا» محملا رئيس الوزراء وأعضاء الحكومة من وزراء الداخلية والإعلام والبلدية المسؤولية عن هذا الأمر.
أما النائب فيصل الدويسان فأكد ان أبناء الكويت سنة وشيعة كلهم حسينيون ويجب علينا جميعا التصدي لتلك الفتنة وهذه الأفكار الغريبة على مجتمعنا والتي زحفت بعد هدم السور اما عن جهل البعض او سوء نية البعض الآخر بمعاداة سيد الشهداء، مؤكدا ان أهل الكويت جبلوا على المحبة. وأكد ان من الاولى ان تنتصر الحكومة للحسين لأنه إمام السنة والشيعة على السواء وهو واجب إسلامي ووطني، مشيرا الى ان الشيعة قدموا أرواحهم فداء لهذا الوطن ولأسرة الصباح، ومعركة الرقة وما بعدها خير شاهد.