ليس هناك شيء مستحيل مع العزيمة والإرادة، فكثيرة هي المواقف التي تغير حياة الإنسان لتصقل مهاراته وتمنحه النجاح، فمن العزيمة والإرادة يتولد الصبر والثبات والاستمرارية، هكذا يمكن وصف قصة المخترع الكويتي م.عادل عبدالمحسن الوصيص، الذي لم يخطر بباله او خيال من حوله أنه سيحصل على العديد من براءات الاختراع لينال شرف التقدير والتشجيع من أعلى المستويات في الكويت وقد لقي الكثير من الاهتمام من الهيئات والوزارات وكان آخرها لقاؤه مع وكيل وزارة الكهرباء والماء م.محمد بوشهري الذي ثمن اختراعاته القيّمة التي ترفع من اسم الكويت عاليا وتحدث معه عن باكورة إنتاج اختراع «المطرقة الهوائية» والتي ساعدت فكرتها على إنقاذ الأرواح أثناء الحرائق خصوصا في المباني العالية.
ويؤمن م.عادل الوصيص بأن الجميع يريد أن يحقق النجاح في هذه الحياة ولكن قلة من يكتب لهم النجاح بعد توفيق الله عز وجل وهم أصحاب الإرادة والعزيمة، موضحا ان الكل يملك قدرات ذاتية ولكنها خاملة، ويجب عدم التواني وأخذ الأمور على محمل الجد والتوكل على الله حتى نتمكن من النجاح رغم المعوقات والتحديات في المجتمع.
ويقول الوصيص انه بدأ مسيرته التعليمية بالصعود التدريجي حين تخصص في الهندسة الكهربائية وبالاجتهاد والمثابرة والعمل الدؤوب نجح في إنجاز جملة من الاختراعات الذكية والتي تخدم المجتمع ومنها المروحة الطويلة والتي تتلخص فكرتها في جهاز يقوم بإنتاج الكهرباء من قوة الرياح ويقوم بضغط الهواء للمرور بحيز ضيق، حيث تزيد سرعة الهواء وكثافته، لافتا الى انه بذل جهودا كبيرة في اختراع قيم يخدم البيئة والزراعة يتمثل في الري بالبخار البارد يعمل على التحكم في درجة ضغط الهواء مما يقضي على مشكلة الملوحة، والكثير من الاختراعات التي ترفع لها القبعة جدارة.
وذكر انه عمل على صقل مواهبه بنفسه واجتهد في ذلك كثيرا و«بنى الجدار لبنة لبنة» حتى استحق بجدارة كل تلك السلسلة من التكريمات والتقديرات لجهوده العالمية وحصوله على 4 من براءات الاختراع العالمية، وأيضا الميدالية الذهبية عن اختراعه «حزام الإنقاذ»، والميدالية الذهبية العالمية ضمن تصنيف اختراعات الأجهزة والأدوات بالمعرض الدولي للاختراعات والإبداعات في التقنيات «ITEX 2017» والذي أقيم في ماليزيا.
كما أقامت عائلة الوصيص حفلا لابنهم م.عادل الوصيص بحضور النائب ماجد المطيري الذي أكد ان ما قام به الوصيص من إنجازات يعد فخرا للكويت في المحافل الدولية، حيث قدم له درعا تكريمية وهدية تذكارية، وشاركت في فعاليات حفل التكريم ايضا جمعية المهندسين بمشاركة أمين سر الجمعية م.فهد العتيبي وأمين السر المساعد وعضو مجلس الإدارة م.حمود الهدية، وأشاد العتيبي بالوصيص وجهود أبناء جمعية المهندسين وتميزهم على الساحتين الإقليمية والعالمية.
وفي نهاية حفل التكريم شكر م.عادل الوصيص جميع الحضور وإشادتهم بإنجازاته، وخاصة النائب ماجد المطيري وجمعية المهندسين والتي قامت للمرة الأولى بتكريم شخص خارج مقر الجمعية، معتبرا ان ذلك الدعم والتشجيع كان دافعا للمزيد من العطاء لهذا البلد العزيز.
ولفت الوصيص الى ان إرادته جعلته يقف وجها لوجه في مواجهة التحديات والمعوقات ولم يركن الى اليأس وواصل طريق النجاح، مؤكدا ان صاحب الإرادة يصنع من أصغر المهارات والإمكانيات قوة جبارة تمكنه والوصول إلى غايته المنشودة وتحقيق العمل المثمر الذي يفيد مجتمعه، فهو لا يستصغر أي فكرة أو وسيلة قد تساعده في تحقيق هدفه فالإرادة والعزيمة هما الأمل في الغد، والعمل في الحاضر، والتقدير لما كان في الماضي.
وذكر ان هناك تخصصات ومهارات وإبداعات تحتاج منا فقط إلى الإرادة القوية لتحويلها الى واقع بعد أن كانت مجرد وأحلام، الإرادة الصادقة هي التي تصنع لنا المعجزات، وهناك الكثير من أمثال م.عادل الوصيص ينتظرون الفرصة، والكويت تستحق أن يكون أبناؤها متميزون، ويجب ألا نبخل عليها ونسعى لرفع اسمها عاليا ليس محليا فقط بل على مستوى العالم أجمع.