- الكويت اشترت مدافع أوتوماتيكية بقيمة 1.155 مليار منذ توقيع مذكـرة التفاهــم ونأمـل زيـادة التعاون العسكـري بين البلديـن
- القرصنة مشكلة عالمية أثارت اهتمامنا ونشارك بثلاث سفن على أربع دفعات كل ثلاثة أشهر لحماية الملاحة التجارية في الصومال وخليج عدن
- زيارة الرئيس باراك أوباما إلى الصين سترشد العلاقات بين بلادنا والولايات المتحدة في المرحلة المقبلة
بشرى الزين
أكد سفير الصين لدى الكويت هوانغ جيمين على عمق العلاقات الصينية – الكويتية والتي تأسست منذ العام 1969، مشيرا الى ان الكويت كانت أول دولة خليجية تقيم علاقات مع جمهورية الصين الشعبية.
وذكر السفير الصيني في تصريح خاص لـ «الأنباء» ان العام 2009 وما سبقه شهد نقلة نوعية لهذه العلاقات والتي توجت بزيارة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الى بكين في مايو الماضي، حيث أجرى مباحثات مع الزعيم الصيني وكذلك رئيس مجلس الوزراء، حيث تم خلال هذه الزيارة توقيع عدة اتفاقيات ومذكرات تفاهم تشمل مجالات السياسة والطاقة والمالية والرياضة والتعليم والبنية التحتية، الأمر الذي دفع بهذه العلاقات الثنائية الى أعلى المستويات.
واشار جيمين الى انه رغم تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية إلا أن العلاقات التجارية بين البلدين شهدت تطورا مستقرا وسليما وفق الاحصائيات الأخيرة التي تشير الى استيراد الصين 5 ملايين و640 ألف طن حيث ازدادت بنسبة 33% بالمقارنة مع السنة الماضية، لافتا الى ان شركة النفط الصينية وقعت عقدا مع شركة نفط الكويت وذلك في مجال الخدمات الهندسية حيث ستم تشغيل 13 برجا في حقول النفط الكويتية مذكرا بأنه بدأ العمل في البرج الأول في بداية نوفمبر الماضي.
ولفت الى الاهتمام الذي تبديه عدد من الشركات لاستيراد السيارات والحافلات الصينية التي أصبحت لها سمعة جيدة في السوق الكويتي.
كما أشار السفير الصيني الى ان التبادل الثقافي والرياضي بين البلدين يعتبر جزءا مهما في هذه العلاقات وجسرا مهما في عملية التواصل وتعزيز الصداقة وتعميق المعرفة بين الشعبين الصديقين.
وعلى الصعيد السياسي أكد جيمين على تطابق المواقف ووجهات النظر بين بلاده والكويت حول القضايا الإقليمية والدولية مشيرا الى ان البلدين يتبادلان دعم بعضهما البعض، مقدرا جهود الكويت ودعمها للصين في قضايا التبت وحقوق الإنسان وغيرهما مؤكدا دعم الصين لسيادة الكويت واستقلالها ووحدة أراضيها.
وحول التطور الذي شهدته الصين منذ تطبيقها سياسة الانفتاح قال جيمين ان الصين دولة كبيرة ولكن ليست قوية كما يعتقد البعض، فأمامها مشوار طويل رغم التطور الذي عرفته منذ الـ 30 عاما الماضية مشيرا الى ان الصين لاتزال تعتبر دولة نامية وهي تحتل المرتبة بعد المئة عالميا، مذكرا بأنه لايزال هناك نحو 150 مليون مواطن صيني يعيشون في مناطق غير مؤهلة.
وبين ان نمو المعدل الاقتصادي الصيني أكبر من الدول الأخرى لكن إذا تم تقسيمه على مليار و3 ملايين من سكان الصين يتبين ان النتيجة ضئيلة جدا. وكانت الصين عززت دورها في حفظ السلام العالمي وأبدت حماسة تجاه هذه المهام تنفيذا لطلب الأمم المتحدة ورغبة في رسم صورة لها كقوة عظمى مسؤولة وسلمية.
وأوضح الديبلوماسي الصيني ان قوات بلاده لحفظ السلام ليست مسلحة وتهدف الى السلام، مبينا ان سياسة الصين العسكرية دفاعية لا هجومية، مؤكدا ان الصين تتحمل مسؤوليتها في هذا الشأن انطلاقا من عضويتها الدائمة في مجلس الأمن الدولي وحكومة البلد المعني.
وتطرق جيمين الى مساهمة الصين في مكافحة «القرصنة» التي أصبحت مشكلة عالمية تؤثر في ملاحة التجارة الدولية ما أثار اهتمام بلاده الى جانب المجتمع الدولي ما حدا بمجلس الأمن الدولي على اتخاذ قرار بإرسال سفن حربية لحماية السفن التجــارية منذ أكتوبر الماضي، موضحا ان الصين أرسلت الى سواحل الصومال وخليج عدن 4 دفعات كل 3 أشهر تمثل 3 سفن من بينها سفينة تموينية، مؤكدا ان بلاده تستمر في هذه العمليات مع المجتمع الدولي لحماية الملاحة التجارية من هذه الظاهرة.
وفــي تعليقه علــى التعـاون العسكري الثنـائـي بـين بــلاده والكويت أعرب عن أمله في ان يزداد هذا التعاون، مبينا ان الكويت قامت بشراء مدافع أوتوماتيكية قيمتها 1.155 مليار منذ توقيع مذكرة تفاهم في هذا المجال، لافتا الى تبادل الزيارات على مستوى وزيري الدفاع في كلا البلدين وكذلك الضباط موضحا ان الصين تبعث سنويا طالبا عسكريا واحدا في حين ان الكويت لا ترسل أي ضابط، وجدد دعوة بلاده الى الضباط الكويتيين لزيارة الصين ضمن تبادل التدريبات والدراسة.
كما أكد دعم بلاده للجهود السلمية والديبلوماسية لحل أزمة الملف النووي الإيراني موضحا ان موقف بلاده يتطابق مع ما جاء في بيان قمة مجلس التعاون الخليجي الـ 30 في هذا الشأن وكذلك الدفع بالحوار والتفاوض.
وفي رده بشأن آفاق العلاقات الصينية – الأميركية بعد زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما الى الصين قبل شهر قال «ان الرئيس أوباما يعتبر أول رئيس أميركي يزور الصين بعد توليه منصبه خلال أقل من عام، موضحا ان هذه الزيارة سترشد العلاقات الصينية – الأميركية في المرحلة المقبلة حيث اتفق الطرفان على تطوير العلاقات بأكبر جهد بما يخدم مصلحة البلدين، مشيرا الى ان تعاون الصين مهم للولايات المتحدة في السياسة الدولية والإقليمية ومواجهة الأزمة الاقتصادية، مؤكدا إدراك البلدين لأهمية هذا التعاون بينهما.
توافق مناخي واسع
أعرب السفير الصيني هوانغ جيمين عن تقدير بلاده لمشاركة الكويت في مؤتمر كوبنهاغن حول التغير المناخي منوها بالكلمة التي ألقاها سمو رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد بالجهود الإيجابية المبذولة من الكويت لمواجهة تغير المناخ. وأكد جيمين على التوافق الواسع بين الصين والكويت في هذا الصدد مذكرا بما جاء في كلمة سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد، مشيرا الى ان الكويت حريصة على إيجاد أفضل السبل للتوصل الى طاقة بديلة وبما يخدم الاستخدام السلمي للطاقة النووية وكذلك دعوته الى الالتزام بالاتفاقية الاطارية الحالية وخاصة مبدأ المسؤولية المشتركة بين الدول المتقدمة والنامية مشيرا الى ان مسؤولية الدول المتقدمة تكمن كذلك في تقديم المساعدات المادية ونقل التكنولوجيا المتوافرة لديها الى الدول النامية للوصول الى الهدف.
واضاف ان الصين ترى ان المؤتمر أحرز نتائج هامة وإيجابية بفضل جهود الأطراف المعنية ما يوضح التزام المؤتمر بكل أطر ومبادئ الأمم المتحدة لتغير المناخ والبروتوكولات الملحقة.