- مشروع الربط الكهربائي الخليجي خطوة للتعاون المشترك نحو التكامل العربي الشامل
- الطاقة الشمسية من المصادر الصديقة للبيئة ونتوقع نجاحها والرياح تُستخدم بقلّة في الكويت
القاهرة ـ هناء السيد
اكد وزير الكهرباء والماء د.بدر الشريعان ان مشروع الربط الكهربائي الخليجي الذي تم تدشينه مؤخرا بحضور قادة دول مجلس التعاون الخليجي يعد خطوة جبارة في الاتجاه نحو التكامل العربي الشامل الخاص بهذا المجال.
جاء ذلك خلال لقاء خاص لـ «الأنباء» بمقر الامانة العامة لجامعة الدول العربية، حيث يرأس د.الشريعان وفد الكويت المشارك في اجتماعات الدورة الاستثنائية للوزراء العرب المعنيين بالكهرباء والمياه.
وأشار الشريعان الى ان الهدف من مشروع الربط الخليجي تحسين وضع المواطن العربي من خلال نمو وزيادة التنمية في مجال الطاقة والكهرباء بما ينتج عنه استخدامات جديدة للطاقات المتجددة مثل الطاقة الشمسية والرياح. وأضاف د.الشريعان ان المشروع في مرحلته الاولى يربط بين الكويت والسعودية وقطر والبحرين كمرحلة اولى، وستستكمل باقي المراحل. وأشار الى ان الغرض من الربط التكامل الخليجي خاصة اثناء وقوع الحوادث في احدى الدول الاعضاء بالشبكة، حيث تقوم شبكة الربط الخليجي بالتعويض لهذا النقص من باب دعم الاشقاء للاشقاء، فلو حدث مثلا انقطاع محطة بالبحرين ستعوضها قطر والسعودية والكويت، وكذلك في اي دولة اخرى كذلك عمان والامارات بينهما شبكة، وسترتبطان بنا لاحقا. وحول استراتيجية الكويت من استخدامات الطاقة الشمسية، قال الشريعان: ان معهد الكويت للابحاث العلمية يعد من المؤسسات الرائدة في مجال استخدامات الطاقة الشمسية ولديه ابحاث ممتازة، وقامت الوزارة بالتعاون مع المعهد لوضع مشروع تجريبي كخطوة اولى لاستخدام الغاز والطاقة الشمسية في نفس الوقت وتعد هذه تجربة محلية، وهناك تجارب بين الكويت ودول الخليج مثل الامارات والبحرين والمملكة العربية السعودية وقطر وسلطنة عمان للاستفادة من تجارب بعضنا البعض في هذا المجال.
إنجازات مصر
وأشاد الشريعان بإنجازات مصر في استخدام الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية والرياح، مشيرا الى ان هناك اتفاقية تعاون بين وزارتي الكهرباء في كلا البلدين.
وأوضـح ان الـكـويت تستخدم الطاقة الشـمسية على مستوى بسيط، ونتوقع ان نلتفت الى هذا الجانب، خاصة انها من مصادر الطاقة الصــديقة للبـيئة، أما بالنسبة للرياح فنـجدها في الكويت قليلة وكمـية الطـاقة الـمنتجة من الرياح ستـكون قليلة مقارنة بالطاقة الشــــمسية، لذلك نـتوقع نجاح الطاقة الشمسية.
وحول التخوفات المثارة حول استخدام الطاقات المتجددة على النفط، رفض الشريعان هذه التخوفات، مؤكدا ضرورة الاستفادة من استخدامات الطاقة المتجددة التي توفر استخدامات النفط الذي نستثمره في مجالات اخرى إما لإنتاج مشتقات البترول أو لتصديره نفطا خاما خارج الكويت.
وعما اذا كان هناك تنفيذ عملي لقرارات القمة الاقتصادية، اشار الشريعان الى ان هناك تقدما عـلى مستوى الاقاليم في تنفيذ القرارات، ولكن طموحنا ان يكون هناك ربط عربي متكامل.
مجلس الأمة
وأشاد الشريعان بمجلس الامة الذي اعتمد خطة الحكومة التي تعد أداة للقياس بين الحكومة والسلطة التشريعية، حيث ان تقييم الاداء للحكومة سيقوم على تنفيذ الخطط التي قدمتها الحكومة.
وأشار الشريعان الى ان الحكومة قادرة على تنفيذ الخطط وجزء من الخطة الشاملة على وزارة الكهرباء والماء لتنفيذ مشاريع البنية التحتية لهما، وهذا بالطبع مهم ليتماشى مع المشاريع الكبرى المقدمة عليها الدولة.
وبين ان تلك المشاريع تحتاج الى بنية تحتية على كل الاصعدة ويأتي في الصدارة الكهرباء والماء، مؤكدا ان خطة الوزارة طموح وجادة وسيتوالى طرح المشاريع الضخمة للكهرباء والماء لتلبية حاجات المشاريع الضخمة. وحول ميزانية الوزارة للمشاريع المرتقبة، اكد الشريعان ان الميزانية التي رصدتها الوزارة للمشاريع محددة وتتماشى مع المشاريع ومقسمة على الاربع سنوات المقبلة.
واضاف ان الوزارة تتوجه لفتح مجالات الاستثمار امام المستثمرين في مجالات الكهرباء والماء عن طريق شركات المساهمة العامة بنظام 50% للمواطنين و26% للمستثمر أو أكثر و24% او اقل للحكومة، وبالتالي ستتولى تلك الشركات المساهمة بانتاج الكهرباء والماء، وبذلك يفتح الاستثمار ابوابه امام المستثمرين بالشروط المتفق عليها.
وبخصوص استمرارية مشاكل انقطاع الكهرباء، اكد الشريعان ان انقطاع الكهرباء يحدث في كل دول العالم وليس في الكويت فقط وفي صيف 2009 تجاوزنا الصيف دون انقطاعات، وعندما أتحدث عن الانقطاعات العامة أو المحلية أتحدث عن كل منها على حدة، حيث ان الانقطاع المحلي يكون في منطقة بعينها، وهذا يكون بسبب شبكة التوزيع والمحولات التي بين المنازل وليس بسبب شبكة الانتاج، وهي محطات التوليد الكبرى، مشيرا الى ان هناك صيانة مستمرة للمحولات.
وتوجه الشريعان برسالة تقدير وشكر للوكيل المساعد لشبكات التوزيع صالح المسلم وفريقه لجهوده الجبارة لصيانة المحولات الثانوية لكبر عددها ولاحظنا ان عدد تعطل المحولات يقل خاصة في السنوات الاخيرة، وقال الشريعان ان الانقطاعات المحلية ستكون موجودة خاصة في صيف 2010 ولكن بالصيانة الجيدة ستقل وننتقل للحديث عن الانتاج نتوقع ان صيف 2010 سيكون أصعب واكثر احراجا من 2009 وذلك بسبب انه لم تدخل اي وحدة انتاج اضافية خلال هذا العام، وقمنا بتوقيع عقد الصبية بقدرة 2000 ميغاواط التي ستدخل الخدمة في 2011-2012 ولذلك اناشد من الآن المواطنين والجهات المتعاونة سواء كانت حكومية أو قطاعا خاصا عدم الاسراف في استخدام الكهرباء، خاصة وقت الذروة في الصيف المقبل، ونعمل بجهود مستمرة مع فريق العمل والوكلاء المساعدين، بل نظل حتى منتصف الليل بالوزارة من اجل المواطنين والعمل على راحتهم ويرسل الشريعان تهنئته عبر «الأنباء» للمهندس احمد الجسار لتوليه منصب وكيل الوزارة.
وردا على سؤال حول هل حملات التوعية تأتي بالنتائج المرجوة وهل هناك استجابة؟ اكد الشريعان تضافر جهود الوزارة والجهات المختصة من اجل نشر حملات التوعية لترشيد الاستهلاك، خاصة الكهرباء والماء اللذين يعدان نعمة من رب العالمين، وديننا الحنيف يحثنا دائما على عدم الاسراف، ويعد الماء من اهم النعم على الرغم من ان الكويت من افقر الدول في مصادر المياه، لذلك نجدد الطلب ونناشد المواطنين والمقيمين والوافدين واصحاب المصانع والشركات، بل كل القطاعات الصناعية وغيرها ترشيد الاستهلاك. وأعرب الشريعان عن امله في الاستجابة لتلك المرحلة التي وصفها بأنها تحد أصعب من تحدي 2009 لكن لن تكون هناك أزمة. وأشاد الشريعان في ختام لقائه الخاص بـ «الأنباء» التي تعد من الصحف النشطة والوحيدة التي تحرص على تغطية لقاءاته خلال اجتماعاته بالقاهرة الى جانب وكالة الانباء الرسمية «كونا».