ضمن الموسم الثقافي لدار الآثار الإسلامية ألقى البروفيسور ستيفن كاتون محاضرة بالإنجليزية تحت عنوان «التاريخ والأداء الشعري الكويتي والسعودي واليمني في القرن العشرين» في السابعة من مساء امس الاول بمركز الميدان الثقافي «مقر منطقة حولي التعليمية» قدم المحاضرة وأدار حولها النقاش رئيس اللجنة التأسيسية لأصدقاء «الدار» بدر البعيجان. واستهل البروفيسور كاتون الحديث متسائلا حول طبيعة الشعر الشعبي والنبطي الخليجي المعاصر، ماذا نعني عند القول ان هذا الشعر شفاهي؟ وأجاب: هل نقصد انه ليس مكتوبا، أم انه مبني على اللغة الدارجة وليست اللغة الفصحى؟ وحول سمات الشعر الشفاهي أوضح البروفيسور كاتون ان هناك سمتين للشعر الشفاهي لم تحظيا بالاهتمام الكافي الذي تستحقانهما، أولى هاتين السمتين هي ان الشعر الشفاهي يمكن أداؤه، بمعنى انه لا يحوي الكلام فحسب، بل ترافقه عادة الموسيقى والرقص، اي ان جماليات الشعر الشفاهي تخاطب الجسد كله، اي كافة الحواس او ما نسميه تجسيد ودراماتيكية الأداء، فنحن غالبا ما ننسى ذلك عندما نركز على النص، وعن السمة الثانية، أوضح ان حقيقة ان الشعر الشفاهي يمكن أداؤه، اي تمثيله، تقودنا الى السمة الثانية من سماته التي كثيرا ما يتجاهلها طلابه، وهي السياق الاجتماعي او المناسبة التي قيلت فيها القصيدة، هناك مثلا مناسبة تنطوي على طقوس كالاحتفال بالزواج، او التوسط في النزاع، او الاحتفال بأحد الأعياد، والتي عادة ما تتم جماعيا وتنطوي على قواعد وتقاليد معينة، وهناك قصائد تنظم بمناسبة حدث معين عاديا كان او غير عادي او له أهمية تاريخية لا تنطوي على إجراءات او تتبع قواعد او تقاليد بعينها، وفي كلتا الحالتين يعتبر الشعر الشفاهي شعر المناسبات، فهو ينظم لمناسبة او طقوس معينة لا تفارقه، بحيث يمكن الرجوع الى المناسبة من خلاله، فهو يصف الحدث او المشكلة والتي يحاول الشاعر من خلال هذا الشعر حلها.