بشرى الزين
في لقاء جمع رجال المهنة الواحدة، وعلى طاولة خلت من طقوس ديبلوماسية كان حديثهما كلاما من القلب الى القلب استحضرا فيه ذكريات المهام الصعبة واخرى تهيم بحب بلد الأرز وعشق وطن العروبة.
لقاء تناغمت فيه تعددية روحية وظللته مشاعر إيمانية رأى فيها وزير الخارجية اللبناني الاسبق فوزي صلوخ انها تعددية تمثل لبنان بمشاربه الدينية والسياسية.
الإيمان والسياسة
صلوخ أضاف في كلمة توجه بها الى الحضور خلال مأدبة عشاء أقامها السفير اللبناني د.بسام النعماني على شرفه «ما يهمنا هو الايمان قبل السياسة، معتبرا أنه اذا قوي الايمان استقرت السياسة ونجحت وهذا هو ما ندعو اليه».
تقدير ومحبة
وفي حديثه عبر صلوخ عن تقديره الكبير ومحبته للسفير النعماني، مشيرا الى انه رجل لكل وقت وموظف ديبلوماسي يتمتع بالعلم وبالمعرفة لتزيدهما اخلاقه قوة في السلوك الوظيفي، مضيفا انه انسان لا يأخذ بالمظاهر، بل كان يمنح لمنصبه القوة والعلم.
وذكر صلوخ بالمهام التي قاما بها أثناء حرب تموز من خلال اطلاع دول العالم على ما يحدث في لبنان في تلك الفترة حتى نزعت القرارات من المحافل الدولية.
ولم يغب عن الديبلوماسي اللبناني قرار تعيينه للسفير بسام النعماني ممثلا لبلاده لدى الكويت قائلا: كنا ننظر الى ما وراء هذا التعيين لأننا ندرك انه سيوفق في مهمته بعلمه ودماثة خلقه.
أمين عام
وأضاف: وعندما استعدناه أمينا عاما لوزارة الخارجية اللبنانية كنا بحاجة الى شخص مثله يتولى منصب الامانة العامة ثم أعدنا الامانة لأصحابها.
كما تطرق صلوخ، في معرض كلامه الى العلاقات اللبنانية الكويتية التي رآها ليست علاقات سياسة واقتصاد وسياحة، بل علاقات انسانية، ايمانية، خلقية توطدت عبر عقود بين الاسر في لبنان والكويت.
مشيرا الى ان هذه العلاقات تشكلت عبر 3 محطات أولاها كان العمل الذي قامت به الكويت ممثلة في صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الذي كان وزيرا للخارجية في نهاية الثمانينيات حيث لعبت الكويت دورا بارزا في القمة الثلاثية المؤلفة من المملكة العربية السعودية وسورية والكويت من أجل التعاطي مع الأزمة اللبنانية مذكرا بمشاركته في اجتماع الكويت في فبراير 1989 الى جانب الرؤساء السياسيين فكان العمل الذي انبثقت عنه اللجنة السداسية، البذرة الطيبة التي أدت الى اللجنة الثلاثية والى اتفاق الطائف الى ان تحقق الاستقرار واستتب الوضع في لبنان وبدأ تدفق المساعدات الكويتية من أجل إعادة إعماره ومساعدة حكومته.
استنكار وتنديد
واشار الى ان العنصر الثاني في هذه العلاقات تشكل عندما احتل صدام حسين الكويت الشقيقة فكان عملا مخجلا ومخزيا، وكان لبنان من أولى الدول التي استنكرت ونددت بهذا العدوان، مذكرا بجهود الرئيس الياس الهراوي ومشاركته في اجتماعات القاهرة للتنديد بالاحتلال والعمل على وقف العدوان.
أما النقطة الثالثة في هذه العلاقات فقد لخصها صلوخ فيما مر به لبنان أثناء حرب يوليو الغاشمة فقد كان للكويت دور بارز في مساعدة لبنان في المحافل الدولية والاجتماعات العربية من أجل الدفاع عن سيادة لبنان وانتهت الحرب بقهر الجيش الاسرائيلي بفضل التضامن والعمل المشترك بين الجيش اللبناني والمقاومة البطلة والشعب اللبناني.
وتابع: والآن تقوم الصناديق الكويتية بمشاريع كثيرة في مجالات الكهرباء والطرقات وبناء المدارس ما يعكس المحبة والاخوة والتاريخ المشترك والاصالة العربية المتجذرة في الكويت ولبنان.
ظروف حزينة
وكان السفير اللبناني د.بسام النعماني قد ألقى كلمة في البداية رحب فيها بضيفه والحضور واعرب فيها كذلك عن الظروف الحزينة التي يمر بها الشعب اللبناني جراء المأساة التي خلفها تحطم الطائرة الاثيوبية التي أقلعت من بيروت وذهب ضحيتها عدد كبير من اللبنانيين.
كما اشار النعماني الى المحاضرة التي ألقاها وزير الخارجية اللبناني فوزي صلوخ في المعهد الديبلوماسي حول «لبنان ومجلس الأمن» والذي أدلى بخبرته وثقافته الواسعة بحضور وكيل وزارة الخارجية خالد الجارالله ومدير ادارة الوطن العربي السفير جاسم المباركي وعدد من السفراء الخليجيين والعرب.
دعم الكويت
واستذكر النعماني جولاته مع الوزير صلوخ في أنحاء كثيرة من العالم في مهام من أجل خدمة لبنان لافتا الى انه كان له الفضل الكبير في تعيينه سفيرا لدى الكويت مؤكدا على العلاقات القوية التي تربط البلدين الشقيقين ومعبرا عن تقديره الكبير للدعم الكويتي للبنان قائلا: «لن نفي للكويت حقها» متمنيا التقدم والازدهار للكويت ومعربا عن استعداد اللبنانيين للوقوف مع الكويت لتحقيق الرغبة الاميرية لتحويل الكويت مركزا تجاريا عالميا مؤكدا ان الكويت قوة اقتصادية واستثمارية عالمية.
أذان في عاليه
استذكر وزير الخارجية اللبناني فوزي صلوخ موقفا جليلا للأمير الراحل عبدالله السالم الذي بنى قصرا في رأس الجبل بعاليه يقضي فيه فترة اصطيافه وكان الامير الراحل قد سمع أذانا من قرية مسلمة قرب عاليه. وأضاف: في اليوم الثاني أرسل من يسأل عن مصدر هذا الاذان، وما اذا كان بحاجة الى أي شيء، فعلم ان المسجد كان بناؤه متهالكا فما كان من الامير الراحل الا ان قدم مساعدته لبناء المسجد، ما يؤرخ للايادي البيضاء الكويتية ومساعدتها للبنان دون تفرقة بين طوائفه أو فئاته.
حب فطري وتعاطف طبيعي
أكد مدير ادارة الوطن العربي السفير جاسم المباركي على قوة العلاقات المتجذرة بين الكويت ولبنان وما يربط الشعبين من محبة وانسجام وتشابه في بلدين صغيرين ما ولد تعاطفا كبيرا. واضاف المباركي في كلمته ان هذا الحب فطري وطبيعي بين الشعبين، مشيرا الى ان الدعم الكويتي للبنان هو واجب تمليه العلاقات الاخوية.