-
السويدان: علينا أن نحترم عقولنا وإسلامنا ونعمل للنهوض برسالة الرسول (صلى الله عليه وسلم)
ليلى الشافعي
أعرب الشيخ خالد الفهد عن سعادته وسروره بما رآه في مؤتمر «نظرات عصرية في السيرة النبوية» والذي تقيمه شركة الابداع الاسرية للعام التاسع على التوالي تحت رعاية نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية ووزير الدولة لشؤون التنمية ووزير الدولة لشؤون الإسكان الشيخ احمد الفهد، وقال الفهد في افتتاح المؤتمر: أشكر القائمين على هذا المؤتمر الذي أرى فيه اكثر من 3 آلاف شخص حضروا لكي يتعرفوا على ما يحمله المؤتمر من معنى عظيم في السيرة النبوية الشريفة، كما أجد الكويت اليوم سعيدة بتقديم شيء ديني في حياتنا وأقبلت عليه كل طوائف المجتمع، مما يدل على تلبية كل ما يتعلق بالدين اكثر من الاقبال على الحفلات الاخرى، وهذه طبيعة شعبنا المتدين، والدليل واضح في هذا الحضور المكثف الذي لم أتوقعه، كما أشكر القائمين على المؤتمر وأعجبني هذا المعرض الذي يتحدث بالرسم والتوضيح بداية مسيرة الرسول وسيرته صلى الله عليه وسلم.
وقالت بثينة الابراهيم: قد لا يكون موضوع السيرة جديدا، فقد استمعتم اليه من خلال البرامج والمحاضرات وقرأتم فيه الكثير من الكتب، ولكن ان تكون السيرة بنظرات عصرية فهذا الامر الجديد، فنحن اليوم نقف امام صورتين (السيرة) و(حياتنا اليوم) لا نختلف على ان احدهما ماض والآخر واقع نعيشه اليوم، ولكن ما يغفل عنه الكثير ان ذاك الماضي هو اصل هذا الحاضر، انه القرآن الكريم وسنّة المصطفى صلى الله عليه وسلم، وها نحن نقف اليوم مبهورين بالعلوم الحديثة وما وصلت اليه من نظريات واستنتاجات في مجال التربية والسياسة والاقتصاد والقيادة والتخطيط وعلم النفس وغيرها وننسى انها اصول في ديننا الحنيف وواقع في مسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم.
وزادت: وهذا المؤتمر إنما جاء ليعيدنا الى سيرة الاسوة لنرى نموذج الانسان والقائد والأب والصديق والإمام لنحلق مع سيرته، فنقف على النظريات النفسية والاجتماعية والتربوية والادارية والقيادية والفكرية ليكون المصطفى ليس فقط في القلوب حبا ولا فقط بالعقل قناعة، ولكن الحبيب في القلب حبا وفي المشاعر شوقا وفي العقل اقتناعا وفي السلوك اقتداء وفي الحياة إماما وموجها وقائدا وأسوة في كل جوانب الحياة.
بعدها ألقيت أنشودة للاطفال ولقطات من أوبريت «فداك يا رسول الله» ثم تكريم الرعاة وافتتاح معرض السيرة النبوية.
أعقبت الامسية محاضرة للداعية د.محمد سعيد البوطي بعنوان «الأدوار النبوية» بين فيها اهمية معرفة تلك الشخصية الفذة التي كان الرسول صلى الله عليه وسلم يتحلى بها، وبين ان معرفتها هي المفتاح لبناء الامة ونهضتها، وأوضح ان هناك ثلاثة جوانب أساسية تتجلى فيها الطريقة العلمية لتنفيذ سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وهي: الاول شخصيته مبلغا عن الله والثاني شخصيته كرئيس دولة والثالث شخصيته قاضيا، وقد فصل البوطي تلك الجوانب الثلاثة بالامثلة والمواقف عبر المراحل التي مر بها الرسول صلى الله عليه وسلم قبل الرسالة وبعدها وعند القضاء بين الناس.
أعقبتها محاضرة د.طارق السويدان ووضح فيها عنوان المؤتمر «نظرات عصرية في السيرة النبوية» وقال: لم تكن هذه المحاضرة طرحا تاريخيا لسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تحليلا عصريا لها، انما كانت تأسيسا وتأصيلا للمنهج العلمي، مؤكدا انه من الدراسة والتحليل لسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم التي قمنا بها تبين ان العلوم الانسانية تحتمل الرأي وليست ذات دلالات قاطعة، بل حتى العلوم التطبيقية كالرياضيات ليس فيها قطع أو تأكيد 100% وذلك حسب آخر الدراسات العلمية.
ولأن أي طرح علمي يجب ان ينبني أولا على مصطلحات لها مقصود واضح متفق عليه، أوضح السويدان ان تاريخ رسول الله صلى الله عليه وسلم شامل المحيط الخاص والعام الذي كان يعيش فيه، والحديث ما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير أو ترك والسنة ما صدر مرفوعا عن رسول الله من قول أو فعل أو تقرير أو ترك وغيرها من المفاهيم ثم بين ان القاعدة العلمية تصاغ من مجموعة مصطلحات علمية لتعطي معنى معينا، وبين ان النظرية تختلف عن القانون العلمي لكون الاولى رأي يحتمل التأييد والرفض، بينما القانون العلمي هو حقيقة علمية ثابتة. وأكد السويدان في عدة مواضع من محاضرته أهمية تمكن وتعمق قادة شباب الامة من العلم الشرعي (خاصة العقيدة والسيرة) والعلم الدنيوي باختلاف التخصصات في نفس الآن، وان يكون ذلك على مستوى عال من الاتقان والاحترافية، فنقدم للعالم العلوم الانسانية كالادارة الاسلامية مبنية على البحوث العلمية الموثقة بالارقام والدلائل وليس مجرد أفكار أو وعظ.
وختم د.السويدان حديثه بآمال ان نحترم عقولنا، وان نحترم اسلامنا وان نحترم العلم، وان نعمل بمستوى عال من الاحتراف لننهض برسالة محمد صلى الله عليه وسلم.
من أجواء الحفل
اشتمل معرض السيرة النبوية على رسم تفصيلي لمكة المكرمة بداية من البعثة النبوية ثم يثرب قبل الهجرة وتصور تقريبي للمسجد النبوي الشريف عند تأسيسه، طريق هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم طريق الهجرة مشاهد وأحداث، الروضة الشريفة، رسم لطريق جيش المسلمين من المدينة الى بدر ثم غزوة بدر مشاهد وأحداث، ومراحل غزوة احد، ثم مشاهد من ارض المعركة وآخر لغزوات النبي صلى الله عليه وسلم، ورسم لطريق الموكب النبوي في حجة الوداع ثم المدينة المنورة أواخر العهد النبوي المعالم والسكان.
حضر الافتتاح ما يقارب 3 آلاف شخص من جميع طوائف المجتمع، كما حضر وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية د.عادل الفلاح وجانب كبير من المجتمع الكويتي ومن دولة الإمارات والسعودية ومصر.
ألقى المنشد السعودي مرشد الظاهري أنشودة لاقت ترحيبا كبيرا من الحضور تناول فيها محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قام أطفال مركز ملتقى بإلقاء أنشودة بعنوان «لبيك رسول الله».
يشتمل المؤتمر على أنشطة صباحية ومسائية لمدة خمسة أيام بين محاضرات جماهيرية ودورات تدريبية ولقاء مع الضيوف، وورش لإعداد القادة، وورش للفتيات، وأمسية شعرية للشاعرين ناصر الزهراني وأحمد نجيب، كذلك أوبريت عن حياة النبي صلى الله عليه وسلم ونصرته يشارك فيه 14 منشدا.
مؤتمر علمي وليس وعظياً
في تصريح لـ «الأنباء» قال د.طارق السويدان ان الخلاف الذي يجري في الأمة الاسلامية لا يقارن بالخلافات التي واجهها النبي صلى الله عليه وسلم فقد كانت اشد فتكا مما تواجهنا فقد واجه النبي صلى الله عليه وسلم خلافات مع المنافقين وخلافات مع اليهود وخلافات مع قومه من قريش، كما وجد خلافات بين اصحابه انفسهم كالاوس والخزرج وقد واجه النبي صلى الله عليه وسلم هذه الخلافات وعالجها بأسلوب علمي وبطريقة فعالة جدا، فلو استطعنا ان ندير الخلافات بطريقة صحيحة فسنكون قادرين على معالجة الخلاف ولكن للاسف مازال الناس يتصارعون على مشكلة مضى عليها 1400 سنة ولفت الى ان ما يهمنا اليوم ان نفكر كيف ننهض بأمتنا وتساءل ما مشكلتي ان كان هذا خليفة او ذاك؟ هذا لن يفيد ولا ينفع الامة بشيء، ودورنا اليوم ان ننهض بالامة وان نوحد وطننا وان نفكر كيف نتعاون وليس كيف نختلف، واشار د.السويدان الى ان علوم القيادة الفكرية والادارية والنفسية والاجتماعية كلها علوم حديثة غربية لها اصول في السيرة النبوية، وقال لو نظرنا الى السيرة سنجد ما يحتاجه الغرب ويأخذون منه. وعن المؤتمر قال: انه مؤتمر علمي ولكنه جماهيري تمت فيه دعوة اكبر العلماء من كل البلاد الاسلامية وليس كمؤتمر تقليدي وعظي يقوم على تحريك المشاعر ويدغدغ العواطف ثم ينتهي بعد ساعة او بعد اسبوع ولكن هذا المؤتمر يخاطب العقل ويخاطب الفكر ويخاطب الفهم فهو مستمر خاصة لو اكتشفنا اشياء جديدة من السيرة النبوية، بالاضافة الى ان هذا المؤتمر يشمل انشطة