أجمع عدد من الشخصيات السياسية على ضرورة الالتزام بالوحدة الوطنية ونبذ الفتنة الطائفية والحفاظ على تماسك المجتمع ومحاربة كل من تسول له نفسه ضرب وحدة الكويت سواء في الداخل او الخارج، جاء ذلك في ندوة «نعم للوحدة الوطنية.. لا للفتنة» والتي أقامها الناشط السياسي محمد الهاجري بديوانه في منطقة المنقف اول من امس بحضور المحامي نواف ساري والشيخ محمد كرم والمستشار ناصر المصري، بداية قال الشيخ محمد كرم: كنا في الكويت أسرة واحدة لا فرق بين السنة والشيعة والحضر والبدو إلا ان هذا الأمر أزعج أيادي خفية خارجية أرادت وسعت لضرب تماسك المجتمع الكويتي والمجتمعات العربية وفي الوقت نفسه فتحت علينا جبهات اخرى من خلال الإساءة الى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم سواء في الدنمارك او النرويج والكل يعلم ان وراء ذلك كله هي عصابات صهيونية تريد تفكيك الوطن العربي حتى تحقق دولتها من النيل الى الفرات.
وزاد: منذ عام 1980 وحينما بدأت الحرب العراقية الإيرانية ظهرت لدينا التفرقة بين السنة والشيعة رغم ان من أوائل المهنئين للثورة الإيرانية حينها كان الإخوان المسلمون والسلف في الكويت بيد ان ذلك انعكس علينا بشكل سلبي من خلال استهداف حزب البعث العراقي عبر الانفجارات العديدة الكويت والجميع يتذكر ما طرحته مسرحيتا «دقت الساعة» و«حامي الديار» من مواضيع بهذا الخصوص.
وطالب بمحاربة الفتنة الطائفية والتمسك بالوحدة الوطنية وذلك، عبر مقاطعة المحطات الفضائية التي تعتمد على إثارة النعرات الطائفية للحصول على أكبر قدر من الربح عبر «الرسائل الهاتفية» وتعديل المناهج الدراسية واتفاق علماء السنة والشيعة على المسائل الخلافية وتوحيد صف السياسيين والكتاب والإعلاميين لتجسيد الوحدة الوطنية قولا وفعلا وعلى الحكومة تجريم معاقبة كل مثيري الفتنة الطائفية ومحاربي الوحدة الوطنية بأشد العقوبات.أما المحامي والناشط السياسي نواف ساري فقال ان الوحدة الوطنية هي هاجس الجميع بعد ان نصت عليها مواد الدستور، ومن ناحية اخرى جرّم قانون الجزاء في جرائم امن الدولة الداخلية كل من يبث السموم ويمزق الوحدة الوطنية ويقوض النظام الاجتماعي ووضع عقوبات قاسية لذلك.
وطالب ساري لتلافي سلبيات هذا الهاجس الكبير بأن يتماسك الجميع ويكونوا جسدا واحدا ونغرس في نفوس أطفالنا والجيل الجديد التكريس الحقيقي للوحدة الوطنية. وأضاف ساري: دور الحكومة مهم جدا في الحفاظ على الوحدة الوطنية وتجسيدها إذ بدأت قناة السور تضرب الوحدة الوطنية في ظل وجود وزير للإعلام لم يقم بواجبه أمام من يمزق المجتمع الكويتي ويفرق بين من هم داخل السور وخارج السور ولو استمرت في بثها لواصلت التفرقة بين السنة والشيعة. وحمل ساري مسؤولية ما يحدث الى بعض السياسيين والمتنفذين من السنة والشيعة، وذلك لأجندة شخصية للحصول على عدد من الأصوات في الانتخابات عبر التطاول على رمز من الرموز الشيعية او السنة مطالبا الحكومة بمحاربة المتطرفين من السنة والشيعة، مؤكدا ان المسؤولية الكبيرة ملقاة على الحكومة، مقترحا وجود هيئة عليا للمحافظة على الوحدة الوطنية تضم مثقفين ورجال دين وإعلاميين وتكرس وتطبق الحفاظ على الكويت بعيدا عن التشنج الطائفي والقبلي. أما المستشار ناصر المصري فقال: نحن في المجتمع الكويتي لسنا ملائكة، فجميعنا أصولنا معروفة سواء من العراق او السعودية او ايران، جاء الأجداد الى هذه الأرض وعاشوا بها تحت ظل الأسرة الحاكمة وولاؤهم للكويت تحت مظلتي الدستور والقانون اللذين لا يفرقان في إعطاء الحقوق للجميع فلا يعيب ايا كان نسبه ولكن من المشين ان نختلف على النسب والأصل وطالب بالابتعاد عن الخلافات الطائفية والمذهبية والقبلية.