أكد الباحث الإسلامي الشيخ راضي حبيب ان هناك علاقة وثيقة بين التدين وحب الوطن، لأن الدين الحقيقي يوجب على الإنسان حب الوطن لأنه من الإيمان ومظهر من مظاهره وفقا لنص الحديث النبوي «حب الوطن من الإيمان» وقد جاء في قوله تعالى (لا أقسم بهذا البلد) دليل صريح على كون الوطن من عظيم الأشياء لذلك جعله الله مدار القسم الالهي.
وتابع: ان حب الإنسان لوطنه وبلاده من الغرائز المودعة في نفس الإنسان، وحب الأرض التي ولد فيها ونشأ على ترابها وتربى وترعرع في ربوعها، لأن الغريزة الطبيعية في البشر تقتضي حب الوطن وفي هذا الشأن يقول الإمام علي عليه السلام «عمرت البلدان بحب الأوطان»، ويقول ايضا عليه السلام: «من كرم المرء حنينه إلى أوطانه».
وأضاف انه في مقدمة الواجبات على الانسان تجاه وطنه الدفاع عن حرماته إذا ما تعرض للاعتداء، وان يتحمل كامل المسؤولية في الدفاع عن أرضه، والذود عن حياضه، وان يحسن المواطنة فيه، فالاشتراك مع الغير في العيش على ارض واحدة ووطن واحد ارتباط إنساني لابد منه، حتى مع اختلاف الدين والعقيدة، فالتسامح الديني والتفاهم بين المعتقدات يقتضي التعايش السلمي، ففي المدينة المنورة كان اليهود يعيشون مع المسلمين ولذلك نجد ان الرسول صلى الله عليه وسلم ابرم معهم عقدا وطنيا ملزما، لأنهم يشتركون مع المسلمين في وطن واحد، واستطرد حبيب بأن الإنسان يجب ألا يرضى لنفسه الإذلال والاستضعاف، وان تصادر كرامته، إنما ينشد الى وطنه، حينما تتوافر له الكرامة فيه، واحترام الآخرين له والعكس والحفاظ على استقرار الأمن، فكلما شعر الإنسان بالأمن على نفسه وماله وعرضه زاد ذلك في حبه وتعلقه بوطنه، وان تتوافر له الكفاية الاقتصادية لأن «الفقر في الوطن غربة» كما جاء في نهج بلاغة الإمام علي عليه السلام، ومطلبا الأمن وكفاية المعاش من الضرورات الحياتية التي نص عليها القرآن الكريم، (وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات).