يمكن تعريف التلوث البيئي بأنه التحول غير الملائم لمحيطنا كناتج عرضي لأنشطة الإنسان من خلال التأثيرات المباشرة او غير المباشرة للتغيرات في أساليب الطاقة ومستويات الإشعاع والتركيب الفيزيائي والكيميائي ووفرة الكائنات الحية، ويواجه الإنسان أزمة بيئية تكونت نتيجة لسوء الادارة المتزايدة لبيئة العالم والنمو غير المبرمج للجماعات البشرية، وهذا لا يهدد بفوات فرصة الحصول على مستوى معيشة مناسب للجماعات البشرية فحسب، وانما ايضا يهدد بفوات فرصة استمرار بقائه كنوع، وتظهر العلامات المحذرة لهذه الأزمة في مشكلات معينة مثل عدم التوازن بين انتاج الغذاء والنمو السكاني، ونقص الانتاجية في مساحات كبرى من اليابسة والماء بسبب التلوث الناتج عن الأنشطة الحضارية والممارسات الزراعية وتدمير الأنواع البرية المهمة والعبث بالمجتمعات اللاحياتية الطبيعية، وزيادة عدد الكائنات الحية التي تسبب الأمراض، وهذه المشكلات تسبب اضطرابات في العمليات التي تسير على مستوى العالم الاحيائي ككل وهي اضطرابات قادرة على خفض نوعية بيئة العالم وانتاجياتها، وفي بقاع كثيرة من العالم حول الانسان مروجا وغابات الى مزارع انتاجية، وفي غيرها دمرها وحولها الى صحارى مقفرة، وعلى طول المناطق الساحلية وطرق النقل قام الانسان ببناء مدن وقرى جميلة ولكن أيضا أنتج قاذورات بشرية وتلفا حضاريا، وقد حول الأنهار الطليقة الى ممرات ممكن التحكم فيها وانحدر بها الى مجار مقفرة، واحتفظ بالبحيرات كمناطق ترفيهية واختزلها الى أحواض تتراكم بها الملوثات، وحمى المناطق البرية كأراض خاصة ودمرها من دون تفكير، وحافظ على تلال مشجرة وحولها الى أراض ممزقة لا قيمة لها، وبالاضافة الى ذلك، يفرز التطور التكنولوجي وارتفاع مستوى المعيشة نفايات كثيرة ومتنوعة مثل: النفايات الصناعية، النفايات البيتية، النفايات النووية والنفط.
منار برغش الجنفاوي
كلية العلوم الطبية المساعدة ـ جامعة الكويت