دارين العلي
أكدت وزيرة التربية ووزيرة التعليم العالي د.موضي الحمود أن الخطة الخمسية للحكومة التي حازت موافقة جميع الأطراف شددت على ضرورة رفع مخصصات البحث العلمي لتشكل نسبة كبرى مما هي عليه الآن، لافتة الى أن المجلس الأعلى للبحث العلمي قيد الإنشاء، وذلك ضمن الخطة الخمسية للحكومة للأعوام 2010-2011 الى 2014- 2015، واعدة بتفعيل هذا المجلس في أقرب فرصة.
وأشارت د.الحمود في تصريح للصحافيين عقب تمثيلها سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد في رعايته لحفل تكريم الموظفين المميزين في معهد الكويت للأبحاث العلمية الذي نظمه المعهد صباح أمس، الى حرص الحكومة على دعم البحث العلمي سواء في المعهد أو جامعة الكويت أو مؤسسة الكويت للتقدم العلمي أو الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب بحيث تتكامل الجهود البحثية مع جهود التطوير في مجال العلم بشكل عام.
واعتبرت أن رعاية سمو ولي العهد لاحتفال المعهد بتكريم الباحثين المتميزين يؤكد تشجيعه لروح البحث والابتكار، معتبرة أن البحث العلمي هو الركيزة الأساسية لأي مجتمع يطمح الى التطور والارتقاء، مثمنة في نفس الوقت ما يقوم به المعهد منذ نشأته في أواخر الستينيات وحتى اليوم، وحرصه على الارتقاء والتقدم من مرحلة الى أخرى بجهود أبنائه من الباحثين والعلماء.
وذكرت الحمود أن الحفل ركز على جهود الباحثين والعلماء التي يبذلونها في المختبرات والمعامل بعيدا عن الأضواء، حيث يقدمون عصارة جهدهم وبحثهم لرخاء المجتمع وتقدمه ورخاء الإنسانية بشكل عام، مؤكدة أن مجلس الخدمة المدنية أقر خلال اجتماعه الأخير مزايا مالية للباحثين.
ونقلت الحمود خلال كلمة ألقتها في الحفل تحيات راعيه سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد الذي نابت عنه في الحفل، ناقلة تمنياته للمكرمين باستمرار التميز، ولمعهد الكويت للأبحاث العلمية بمزيد من الإنجازات التي تحقق لمجتمعنا مكانة متقدمة في عصر تتزايد فيه التحديات وتتسارع فيه الاكتشافات العلمية وتطبيقاتها.
ولفتت الى انه ومع تفاقم التحديات التي تفرضها حركة العصر عملت الدولة وقياداتها على الدفع بالبحث العلمي إلى مدارج الارتقاء والتقدم باعتباره السبيل الأمثل للتنمية الشاملة والأداة الأساسية لتحقيق الرفاه والقوة والازدهار، فتوجهت نحو وضعه على أعتاب مرحلة جديدة ومنحه الأولوية المطلقة والاهتمام الجدير به في العديد من المجالات كالبيئة والطاقة والتكنولوجيات الواعدة التي وردت في «إعلان الكويت» الذي صدر عن القمة العربية الاقتصادية والتنموية والاجتماعية، التي دعى إليها صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد مطلع العام الماضي، فضلا عن تقديم سموه 150 مليون دولار لدعم برنامج يمول البحوث العلمية المتصلة بالطاقة والبيئة والتغير المناخي، والتي أعلن عنها سموه في القمة الثالثة لمنظمة الدول المصدرة للنفط «أوپيك»، بالإضافة إلى تبرع الكويت بمبلغ 10 ملايين دولار للمساهمة في إنشاء مصرف للوقود النووي بإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وأشارت الحمود الى ان ذلك يهدف الى تعزيز الاستفادة من نتائج مشاريع ودراسات معهد الكويت للأبحاث العلمية من خلال حث وتوجيه مختلف القطاعات الوطنية نحو ذلك، مع دعم جهود المعهد في النهوض بالأبحاث العلمية في مجالات الطاقة البديلة والمتجددة وتقنية النانو، وإيجاد شركات متخصصة لتسويق نتائج مشروعاته ودراساته البحثية، كما عكست الخطة الخمسية للتنمية 2009/2014 هذا الاهتمام، إذ تضمنت هدفا استراتيجيا خامسا، يعنى بالنهوض بأعمال البحث العلمي والتطوير، وهي مبادرة تحدث للمرة الأولى بالنسبة لخطط التنمية في الدولة، وقد حمل هذا الهدف عنوان «تطوير مجالات البحث العلمي والتكنولوجي ودعم تطبيقاتها لدعم التنمية».
وبدوره تحدث مدير عام المعهد د.ناجي المطيري عن اهمية التكريم بالنسبة للمشتغلين في نشاط البحث والتطوير، لأنه بأعمالهم الإبداعية والمبتكرة تقوم الحضارات وتتقدم الشعوب، وجميعنا يعلم أن العمل العلمي الجاد لا يستغرق من حياة الباحث والعالم أوقاتا معينة هي تلك التي يقضيها في المختبر أو الموقع أو المكتب وإنما يستغرق تفكيره كله، كما أن وظائفهم لا تتعلق بعائدها الاقتصادي المباشر وإنما بأهميتها في خلق عالم تكون متاعبه أقل ورخاؤه أعم وأكبر، عالم يناهض مشكلات الفقر والجوع والتخلف.
ولفت الى انه ومن هذا المنطلق جاء التفكير في استحداث تقليد سنوي لتكريم أبناء المعهد من أصحاب الأعمال المتميزة والذين طالما نالت نتائج أبحاثهم ودراساتهم تقدير مؤسسات وطنية وإقليمية ودولية لذا كان من الضروري أن يجدوا التقدير والاحتفاء أيضا من مؤسستهم التي يرتفع شأنها بنتائج أعمالهم.
وأوضح ان أسس ومعايير التكريم والاختيار تمت بتحديد فئتين:
الأولى: عبارة عن جائزة الإنجاز العلمي، وتمنح وفق معايير تخص حجم الأعمال التي قدمت خلال السنة وتشمل إعداد وتنفيذ المشاريع البحثية ورئاستها بكفاءة، وكذلك النشر في الدوريات العالمية المرموقة والمؤتمرات، فضلا عن الإسهام في تطوير قدرات ومهارات العاملين، ووفق هذه المعايير سنحتفي اليوم بتكريم (20) من الباحثين بالمعهد.
أما الفئة الثانية فهي جائزة التميز العلمي، وتمنح للذين حصلوا على جوائز عالمية أو إقليمية أو محلية سواء على المستوى الفردي أو على مستوى فرق عمل الدراسات والمشروعات البحثية، وسيكرم المعهد في دورة هذا العام (27) باحثا حصلوا على جوائز خلال العام 2010/2009.
ولفت الى ان هذه الفترة من عمر المعهد تشهد مرحلة تحول هي الأكبر في تاريخه، وذلك بمشروع التحول الاستراتيجي، الذي يتم من خلاله تطوير بنيته التحتية وإعادة رسم برامجه وتنفيذ مشروعات تتناسب مع إيقاعات العصر وتخدم حاجات التنمية الوطنية كمشروعات الطاقة البديلة والمتجددة.
أما كلمة المكرمين، فألقتها د.حبيبة المنيع، فأشارت إلى أن معهد الكويت للأبحاث العلمية أدرك خلال مسيرته العلمية أن الاستثمار الناجح هو في العنصر البشري، فحرص على استقطاب الكفاءات العلمية المميزة للمشاركة في أبحاثه، وأولى إعداد الكوادر الوطنية عناية فائقة وسعى لزيادة نسبة مشاركتها، مع العمل أيضا على ترسيخ علاقات علمية وبحثية متميزة، مع الكثير من المؤسسات العلمية والإنتاجية ومراكز البحث والتطوير.
وأوضحت أن التكريم يمثل حافزا لمزيد من العطاء المتجدد للعاملين في المعهد، ويشجع على الإبداع والابتكار، كما انه دافع للتميز وطريق للارتقاء بمستوى تنافسية الأبحاث التي تعد من أجل الوصول إلى المستويات العالمية.
واقرأ ايضاً:
الموافقة على إقامة 14 طابقاً لمعهد الأبحاث بالشويخ
«التعليمية» لمناقشة قضية التعليم 20 الجاري
الجوعان لزيادة مخصصات مبتعثي «التعليم العالي» إلى أميركا
الطبطبائي: فصل 50 طالباً من «الطاقة» تجاوزوا مدة الغياب والاستثناء
«التطبيقي» توقع 3 عقود لتوسعة مبانيها
«الإنشائي»: توحيد الاختبارات لتغطية الخطط التدريبية للمقررات النظرية
وفد بريطاني بحث مع «التطبيقي» توأمة المعهد العالي للطاقة مع الكليات المماثلة
العلوم الطبية المساعدة تنظم يوم الأبحاث الطلابية الثالث غداً
لقاء تنويري لمستجدي الدراسات العليا الخميس
منظمة المؤتمر الإسلامي