بقلم: ثامر إبراهيم السيار
ورحل الى بارئه المربي القدير والاخ الكبير وصاحب العطاء والسجايا استاذي المرحوم عبدالباقي عبدالله النوري، الذي كان بالنسبة لجيل من طلبة الكلية الصناعية المربي والموجه والاخ الكبير، وكان الراعي والحريص على توجيهنا، والمدير الصديق للجميع، يتفقد احوالنا، وييسر امورنا، ويوفر كل حاجياتنا، ويحثنا على الجد والاجتهاد، وهدفه ان يؤهل جيلا وطنيا صناعيا قادرا على العطاء وعلى تأكيد قدرات الكوادر الوطنية في خدمة الوطن.
ومن خلال توجيهاته وتشجيعه الدائمين واصلنا انا ومجموعة من زملائي دربنا وتحصيلنا العلمي في الخارج حتى مرحلة التخرج، وقد حرص بعد ان اصبح مديرا للكلية الصناعية في اوائل الستينيات على استكمال دوره الرائد، فكان حريصا على ان يلتقي بنا للتباحث في مختلف شؤون التعليم بالكلية وتذليل جميع الصعوبات التي نواجهها وكنا نلمس مدى ما يتملكه من آمال وطموحات وحماس للارتقاء والنهوض بمسيرة التعليم الصناعي التي ربما يرجع الفضل اليه بعد الله تعالى في بناء وترسيخ قواعدها في الكويت.
وبعد انتقاله للعمل السياسي كنائب في اول فصل تشريعي لمجلس الامة افترقنا وكل منا اتجه الى مجاله ولكننا بقينا دائما في محيط اهتمامه وتواصله، فلم ينسانا وبقي همه الكبير خدمة وطنه بما أوتي من قدرات وامكانات متميزة سخرها بالكامل لصالحنا.
اقول لاستاذي القدري واخي الكبير عبدالباقي النوري ان ذكراك ستبقى راسخة في اذهاننا وكيف كنت لتجمعنا بكرمك وحفاوتك لتعيد ذكريات الكلية الصناعية ومشوار التعليم، وهذه سمات المربين الافاضل وهذه هي القيم التي قلما تجدها الا عند امثالك ايها المربي الفاضل والصديق الوفي، لقد سعيت وسعيت وبعطاء بلا حدود من اجل خدمة وطنك كتربوي وقيادي وسياسي، وكان كل همك خدمة وطنك واتخاذ كل ما من شأنه خدمة الوطن، وكم تميزت في عطائك عند تبوئك أمانة سر مجلس الامة هذا المركز المهم حيث كنت الدينامو في تنظيم الاعباء والمهام الموكلة اليك والحريص على نجاح اعمال المجلس والمتابع لمختلف قرارات اللجان المختلفة.
رحلت عنا وهذا هو قدرنا جميعا ولا راد لمشيئة الله تعالى، فليرحمك بواسع رحمته ويسكنك فسيح جناته وانا لفراقك لمحزونون وانا لله وانا اليه راجعون ولا حول ولا قوة الا بالله.