مريم بندق
تسارع وتيرة الحياة وتعدد متطلباتها وزيادة الضغوط المهنية والنفسية في عصر يزداد تعقيدا يوما بعد يوم ادى إلى ان بعض المعلمين اصبح يقدم تعليما بلا تربية وأصبحت المدارس حقلا لتزويد الطلاب بالمعارف والمعلومات التي تقاس بالكم وبالحد الذي لا يمكنهم من اجتياز الامتحانات النهائية الا بالانتظام في الدروس الخصوصية التي تشكل «بعبعا» لأغلب اولياء الأمور الذين تقبلوا الوضع مرغمين لا حول لهم ولا قوة.ولكن المأساة التي تتطلب وقفة جادة ولا يمكن تقبلها ـ وحتى لا تصبح وضعا اعتياديا قابلا للتكرار ـ ان ضعف الوازع الديني وغياب الضمير والوعي الاخلاقي والمهني جعلت قلة قليلة من المعلمين لا يقدمون لا تعليم ولا تربية بل اصبحوا «دخلاء» على مهنة التعليم التي كانت ولا تزال وستبقى من اقدس واشرف وأهم المهن وسيظل المعلم مربيا وقدوة ومثلا أعلى للآلاف من الطلاب الذين يتذكرون معلميهم بكل الخير والحب.
هؤلاء الدخلاء ـ وفي ظل غياب الرادع القانوني لهم ـ ستحدث منهم كل التجاوزات وسيستبيحون الممنوعات وهذا ما حدث ـ على سبيل المثال لا الحصر ـ في منطقة الجهراء التعليمية، فالواقعة تتلخص في قيام احد المعلمين بحل امتحان احد الطلاب بالكامل في امتحان الفترة الدراسية الثانية للعام الدراسي الماضي 2009/2010 في مادة الرياضيات في إحدى المدارس المتوسطة للبنين.ولله الحمد رفض رئيس قسم الرياضيات ـ الذي هو ايضا رئيس اللجنة ـ تصرف المعلم ورفع شكوى بذلك إلى المسؤولين في منطقة الجهراء التعليمية.
ولكن للأسف الشديد بمجرد ان بدأت الإجراءات القانونية في المنطقة تأخذ مجراها طلبت قيادية تربوية كبيرة حفظ الشكوى وكأن لم تكن وللهول الشديد نجح الطالب بامتياز وانتقل الى الصف التالي وبقي المعلم معززا مكرما وكأن شيئا لم يحدث.والكارثة ان القيادية الكبيرة تمت مكافأتها على تصرفها بإهداء خروفين لها تم ايصالهما لها حيث تسكن.
ونحن بدورنا نرفع الواقعة إلى وزيرة التربية ووزيرة التعليم العالي د.موضي الحمود لاتخاذ الاجراء القانوني المطلوب في هذه الحالة فأصحاب الكفاءة المتميزة العالية والخبرة المميزة والضمير اليقظ والمخلصون من اصحاب العطاء المتفرد لا يمكن ان نتركهم عرضة لامثال هؤلاء الذين لا يجب تركهم على سدة المسؤولية رحمة بالتعليم وبأولادنا وبأنفسنا ايضا وبمستقبل البلد.
واقرأ ايضاً:
الحمود اعتمدت آلية معادلة الثانوية الإنجليزية
السديراوي تشارك في اجتماعات «تنفيذية دول الخليج» 4 أكتوبر
الغيص: لجنة لتوزيع القسائم المتوافرة بمساحة 6 آلاف متر على أصحاب المدارس الخاصة
تقديم الوجبات لتلاميذ الابتدائي في الصالات والممرات والفصول
«التربية»: مواعيد الدراسة والامتحانات والإجازات في «المقررات»
مواطنو أم الهيمان استنكروا إهمال التعليم في منطقتهم: أبناؤنا في خطر
القلاف يسأل عن شكوى من أستاذ يستهزئ بطلبته