مريم بندق
أصدرت وزارة التربية بيانا شديد اللهجة بشأن دعوة جمعية المعلمين الى الاعتصام صباح اليوم جاء فيه: في الوقت الذي تتبنى فيه الوزارة خططا طموحة لتحقيق الجودة في جميع عناصر المنظومة التربوية وتحسين التحصيل الدراسي والارتقاء بمستوى المخرجات التعليمية، وفي الوقت الذي احتفت فيه الوزارة بالرعاية الأبوية الكريمة التي حرص صاحب السمو الأمير على ان يختص بها أبناءه المعلمين والمعلمات بتكريمهم ومشاركتهم احتفالهم باليوم العالمي للمعلم، والذي أوصاهم فيه خيرا بالكويت وأبنائها.
وفي هذا الوقت الذي تحرص فيه الوزارة على ان تمد جسور التعاون والتفاهم مع جمعية المعلمين وفق الأطر السليمة وتحرص على ان يكون لها دورها الفاعل في مناقشة القضايا التربوية خاصة ما يتصل منها بالمعلم والحفاظ على حقوقه التي لا يقل حرص الوزارة عليها من حرص الجمعية، من خلال سعيها الى تقديم جملة من المبادرات للتوفيق بين مصلحة العمل والتزامات الهيئة التعليمية.
في هذا الوقت نفاجأ بدعوة من الجمعية الى الاعتصام أثناء الدوام الرسمي الذي له قدسيته ومسؤولياته وواجباته الجديرة بالاحترام مع وجود أبنائنا الطلبة في المدارس، وهو الأمر الذي يؤثر على المسيرة التعليمية ويضرب الأعراف التربوية التي توارثها أبناء وطننا العزيز جيلا بعد جيل، وهو في جميع الأحوال يمثل رد فعل سلبيا على ما تراه الوزارة من إجراءات تربوية من صميم اختصاصها والتي تصب في مصلحة الأبناء أولا وأخيرا.
هذا التصرف تزداد غرابته لكون الداعين والمدعوين الى القيام به هم القدوة في تعليم أبنائهم أصول العمل الديموقراطي وأصول التعبير الحر عن الرأي واحترام الرأي الآخر وعدم اللجوء الى التصرفات السلبية في فرض الرأي الآخر وإن كان صحيحا، هذا التعبير الذي ينبغي ان يبقى في قنواته المشروعة التي لا تخرج عن الأعراف والتقاليد الراسخة التي صاغت وجدان شعبنا الأصيل.
إن الدعوة الى هذا التصرف تهدف كذلك الى إيهام المجتمع بأن هناك إطالة جديدة للدوام الدراسي، والحقيقة ان زيادة الدوام 25 دقيقة في يوم واحد من أيام الأسبوع هي عودة لفترة الأنشطة الطلابية التي كان معمولا بها من قبل، ويجب ألا تفسر على أنها إطالة للدوام المدرسي لأي دوافع أخرى.
اننا نهيب بإخواننا وأخواتنا المعلمين والمعلمات الى أن يكونوا عند حسن الظن بهم، التزاما برسالتهم الجليلة، وحرصا على مكانتهم المميزة في مجتمعهم، وعليهم ان يتذكروا دائما انهم قدوة لأبنائهم في سلوكهم وممارستهم في التعبير المناسب عن آرائهم عبر القنوات المشروعة التي تتيحها الوزارة وتحرص عليها في إطار حرصها على قوانين الدولة ودستورها، لا عبر الخروج على القانون والأعراف والنظم والممارسات الديموقراطية الصحيحة.
كما اننا ندعو اخواننا الداعين الى هذا الاعتصام وهذا الحشد الى ان يتقوا الله في وطنهم وألا يشجعوا على هذه الممارسات والتصرفات السلبية في التعبير عن الرأي الآخر.
ونقول للجميع ثقوا بأن العمل لمصلحة أبناء وطننا العزيز جميعهم متعلمين ومتعلمات ومعلمين ومعلمات إنما هو أمانة ومسؤولية سيحاسبنا عليها الله سبحانه وتعالى، ولن نخشى لومة لائم إذا ما وجدنا أن مصلحة أبنائنا ووطننا تقتضي الأخذ بأمر يخدم هذه المصلحة وهذا الوطن.