محمد هلال الخالدي
أكدت د.بهيجة بهبهاني عضو هيئة التدريس بقسم العلوم بكلية التربية الأساسية ورئيس لجنة استحداث كلية «الطب البيطري والزراعة» في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب أن الخبر الذي نشرته إحدى الصحف والمتضمن: «تسرب 70398 كيلوغراما من لحم الجاموس الفاسد إلى الأسواق ومنها إلى بطون المستهلكين» هو أمر مأساوي يجب الوقوف عنده ومحاسبة الشركة التي قامت بهذا الأمر الجسيم، حيث أن اللحوم الفاسدة يتم وضع إضافات صناعية (مثل النترات) عليها للتقليل من الفساد والمحافظة على لونها الأحمر القاني لفترة أطول أثناء العرض في الأسواق ولا يتم الإعلان عن الكمية المضافة من تلك المواد الحافظة وهل هي مطابقة للمواصفات الصحية العالمية؟ والمعروف أن النترات تسبب الحساسية لدى البعض ولها تأثيرها السيئ على الأطفال لان أجسامهم الغضة لا تتحمل المواد الكيماوية الضارة. بالإضافة إلى تكوين مواد مسرطنة عند شواء تلك اللحوم.
وأضافت د.بهيجة بهبهاني أنه يجب عند شراء اللحوم التأكد من أن الذبيحة تم ذبحها بالمسلخ وتم استبعاد الأجزاء المصابة منها، حيث ان إصابتها بالمرض تكون واضحة بحدوث تغير في اللون أو وجود تكيس أو طفيليات، وتحتاج هذه المسألة إلى طبيب بيطري مختص.
كما أن اللحوم من المواد الغذائية التي يمكن الغش فيها بسهولة نظرا لعدم دراية المواطنين بكيفية تمييز اللحم السليم من اللحم الفاسد، وقد يتم الغش بتغيير مدة صلاحية اللحوم المغلفة أو المبردة وذلك بعد انتهاء صلاحيتها.
وأشارت د.بهبهاني إلى أن عدد الأمراض التي تنتقل من الحيوانات إلى الإنسان يتجاوز 360 مرضا، منها حمى الوادي المتصدع وأنفلونزا الطيور والسل، بالإضافة إلى الأمراض التي تنتقل للإنسان عن طريق اللحوم مما يؤدي إلى وجود تغيير في الكبد (تليف كبدي أو ديدان كبدية) لدى الإنسان.
وطالبت د.بهبهاني بلدية الكويت بالتشدد في متابعة محلات بيع اللحوم وذلك بفحص عينات من اللحوم منها للتأكد من سلامة التبريد ليس في المحل فحسب بل في ثلاجات النقل وغيرها، حيث ان اللحوم المبردة المستوردة من الخارج تتطلب عناية خاصة ويجب مراعاة الاشتراطات الصحية التي تضمن سلامتها حتى تصل للمستهلك.
و أكدت د.بهبهاني على ضرورة التوعية الصحية للمواطنين بكيفية الحرص على نظافة اللحوم والحرص على صحتها وخلوها من الأمراض وكيفية معرفة إصابتها بالطفيليات الممرضة للإنسان، حيث ان الصحف المحلية تنشر يوميا أخبارا عن حوادث التسمم الجماعي جراء تناول اللحوم الملوثة من المطاعم، بالإضافة إلى أن حملات بلدية الكويت أظهرت وجود أعداد كبيرة من الشركات التي تتاجر باللحوم الفاسدة والمنتهية صلاحيتها والتي تقوم بترويجها للمطاعم تطلعا للحصول على أرباح طائلة على حساب صحة وسلامة المواطنين فمن الضروري أن يكون عقاب من يقبض عليه شديدا ورادعا ومعلنا للجميع حتى يرتدع ضعاف النفوس ويعلموا أن ما يقومون به جريمة لا تقل عن القتل العمد لأنها تهدد حياة الإنسان.