-
سالم العبدالله: دحض كل من يروّج للأفكار الهدامة.. والدعوة للحوار والتسامح وحماية الوطن وتوحيد الجهود الداخلية للحفاظ على أمن الدولة
-
المحمد للطلبة: تمسكوا بهويتكم الوطنية واحترموا قوانين الدولة التي تقيمون فيها ونتمنى رؤيتكم متخرجين مسلحين بالمعرفة لخدمة الوطن
أكد سمو الشيخ ناصر المحمد رئيس مجلس الوزراء ان المؤتمر السنوي لاتحاد الطلبة الكويتي أضحى احتفالا وطنيا في الخارج لما يحظى به من استعدادات جيدة وحضور كبير يضم برلمانيين وسياسيين ورموزا اقتصادية.
وقال سمو الشيخ ناصر المحمد في خطاب مسجل وجهه لدى افتتاح المؤتمر السابع والعشرين لاتحاد الطلبة في الولايات المتحدة أمس الأول برعاية سموه «ان المؤتمر يعكس المشاعر الوطنية الكبيرة والاحساس بالانتماء الى الكويت والتي تفوق جميع التحديات».
ودعا الطلبة الكويتيين الى التمسك «بهويتنا الوطنية» واحترام قوانين الدولة التي يقيمون فيها.
وأكد قائلا «نتقبل وجهات النظر بانفتاح ونؤمن بالديموقراطية وان احد اهم أركان التنمية الرئيسية يتمثل في امتلاك الطموح» مضيفا «جميعنا يأتي ويذهب لكن الكويت تبقى».
وأثنى على انتخابات الاتحاد لهذا العام معتبرا إياها نموذجا ودرسا لاحترام تعدد وجهات النظر، داعيا الطلبة الى التعاون مع أعضاء السفارة الكويتية والقنصلية في مدينة لوس انجيليس الأميركية وأكد ان سفيرنا لدى واشنطن الشيخ سالم العبدالله دائما على استعداد لتقديم الدعم والمساعدة.
ووجه سمو الشيخ ناصر المحمد تحية الى اولياء امور الطلبة، قائلا «نأمل رؤية المتخرجين مسلحين بالمعرفة لخدمة بلدهم بقيادة صاحب السمو الأمير وسمو ولي العهد».
بدورها، رحبت وزيرة التربية ووزيرة التعليم العالي د.موضي الحمود بعنوان المؤتمر السنوي الـ 27 للاتحاد الوطني لطلبة الكويت ـ فرع الولايات المتحدة الأميركية «لأجلك يا وطن نصنع القمم» قائلة انه يحمل معاني «عظيمة».
واعربت الوزيرة الحمود في تصريح خاص لـ «كونا» وتلفزيون الكويت ادلت به أمس الأول عن شكرها وتقديرها لسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد لرعايته لهذا المؤتمر السنوي مشيدة بخطابه الايجابي للطلبة.
وأعلنت في حفل افتتاح المؤتمر زيادة رواتب الطلبة الدارسين في الخارج بنسبة 20% سعيا لجعل الطلبة في حالة مادية افضل لتعزيز تركيزهم على دراستهم خاصة في ظل نمو التضخم في تكاليف المعيشة.
ورأت الوزيرة الحمود ان هذه الزيادة تعد مشروعا استثماريا في العامل الانساني، مضيفة «ان طلبتنا يستحقون اكثر من ذلك».
وأوضحت انه سيتم صرف الزيادة التي اقرت الصيف الماضي مع مرتبات يناير المقبل بأثر رجعي مبينة ان الزيادة الحالية تشمل فقط مبتعثي «التعليم العالي» في جميع دول العالم.
وجاء في كلمة الوزيرة الحمود «ان اجتماع الطلبة والطالبات في مؤتمر اتحاد أميركا السنوي يجسد تواصلهم مع قضايا الوطن وتطلعاته ويعكس في عنوانه التزام الطلبة والطالبات بوطن يحمله الجميع في انفسهم وقلوبهم أينما حلوا ويمثله سلوكهم وتعاملهم مع الآخرين» داعية «الطلبة الى ان يكونوا خير ممثلين للكويت وخير سفراء لها متمسكين دوما بقيمنا وتطلعنا دائما الى الافضل من خلال استثمار كل الطاقات في اكتساب العلم والتعليم والمهارات التي تمكن طلبتنا من المساهمة الفاعلة في بناء الوطن ان شاء الله». وبينت الوزيرة الحمود ان «الفرصة التي توفرت لطلبتنا الدارسين في الولايات المتحدة لم تتوافر لغيرهم ممن لم يحالفهم الحظ في الحصول على الابتعاث الخارجي».
ودعت الطلبة الى رد الجميل لوطنهم من خلال عملهم الدؤوب وان يغتنموا الفرصة للتواصل مع العالم المتقدم قولا وفعلا وان ينهلوا من العلوم ما استطاعوا والابتعاد عن كل ما يشغلهم عن مهمتهم التي تغربوا من اجلها مع التفاعل الايجابي مع القوة الحية والإيجابية في المجتمع الذي استضافهم ليدرسوا فيه.
بدوره أكد سفيرنا لدى الولايات المتحدة الشيخ سالم العبدالله أن عنوان المؤتمر السنوي الـ 27 للاتحاد الوطني لطلبة الكويت ـ فرع الولايات المتحدة الأميركية «لأجلك يا وطن نصنع القمم» يحمل في طياته العديد من المعاني.
وأوضح أنه «ومن أجل أن نصنع القمم لوطننا فإنه يتوجب علينا أن نبدأ من الأساس ونتمسك بوحدتنا الوطنية وبثوابت هذا الوطن المعطاء».
وشدد السفير الشيخ سالم العبدالله في كلمة ألقاها خلال افتتاح المؤتمر الذي يقام تحت رعاية رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد على أن ما شهدته الساحة المحلية في الكويت أخيرا من تصرفات وممارسات غير مفيدة لا يمكن ان تسهم في عملية صناعة القمم لدولتنا الغالية الكويت.
وأضاف أن «البعض تبنى مواقف لا تعكس وبأي شكل من الأشكال صفات التراحم والتآخي المتوارثة في المجتمع الكويتي على مر التاريخ».
وأوضح الشيخ سالم العبدالله أن ملاذ جميع الكويتيين الأول لمواجهة هذه التصرفات السلبية هو الله عز وجل «الذي طالبنا في ديننا الحنيف بأن نتآلف وأن نكون جميعا إخوانا» أما الملاذ الثاني فهو صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد «الذي يذكرنا دوما بأهمية الرجوع إلى ثوابت هذا الوطن المعطاء من تآخ وتراحم ومحبة».
واقتبس السفير جزءا من كلمة صاحب السمو الأمير التي ألقاها بمناسبة العشر الأواخر من شهر رمضان الماضي حيث قال «لعل أهم مظاهر الشكر هو التمسك بتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف والحفاظ على ثوابتنا ومواريثنا الفاضلة التي أرساها الآباء والأجداد والوقوف بحزم في وجه كل من يحاول الإساءة للوطن العزيز بإثارة النعرات الطائفية او القبلية او الفئوية وبث روح الفرقة والتعصب والتحزب وشق وحدة الصف».
وأكد أن الشعب الكويتي جبل على مبادئ الأخوة والتعاون والتكافل منذ بداية وجوده، داعيا الجميع بمناسبة اقتراب الذكرى الـ 20 لتحرير الكويت من الغزو العراقي الى تذكر «المثال الرائع الذي ضربه الشعب الكويتي في الوحدة الوطنية خلال فترة الاحتلال الغاشم، وسطر في سجلات التاريخ تماسكا لم يشهد من قبل». وأشار الى أنه قد حان الوقت لاستعادة تلك الممارسات الأخوية التي قام بها الشعب الكويتي خلال فترة الاحتلال وترسيخ مبدأ الوحدة الوطنية، مؤكدا أن الجميع في الكويت يتحملون مسؤولية مكافحة التفرقة والانحياز الطائفي والعرقي «فالحكومة ومجلس الأمة والمواطن الكويتي عليهم واجبات من أجل المحافظة على وحدتنا الوطنية والتصدي لكل من يحاول أن يخترقها».
وقدم السفير في هذا الإطار بعض النصائح بشأن ما يمكن القيام به لمواجهة هذه الظواهر الخطيرة والسلبية، داعيا الطلبة الى التركيز وبصورة أساسية على دراستهم والاستفادة من الخبرات الأكاديمية الأميركية وايجابيات أسلوب الحياة الأميركي.
ونصح الطلبة بالتعاون فيما بينهم وأن يقدموا خصوصا المساعدة الى الطلبة الجدد «من دون النظر إلى الانتماءات الفكرية والعرقية فيكفينا جميعا أن نكون كويتيين حتى نتكاتف ونتعاضد ونتعاون».
وقد شدد على دحض ورد كل أولئك الذين يروجون للأفكار العنصرية الهدامة ومساعدتهم على التخلص منها، فالشعب الكويتي في حاجة الآن الى التضامن والتعاون «لما تشهده المنطقة من تصعيد سياسي وتطورات متسارعة تحتم علينا اليقظة والتلاحم».
ودعا الى الحوار والتسامح وحماية الوطن من الطائفية مشيرا الى أن «توحيد الجبهة الداخلية هو العامل الأساسي والرئيسي للحفاظ على أمن الدولة وسلامتها فضلا عن رقي المجتمع والدفع به الى الأمام».
وذكر الشيخ سالم العبدالله الطلبة بأن هدفهم الرئيسي في الولايات المتحدة الأميركية هو متابعة دراستهم والحصول على درجات علمية تعتبر تذاكرهم للدخول في مستقبل مشرق.
ولفت الى أن السفارة الكويتية في واشنطن والقنصلية العامة في لوس انجيليس والمكاتب الثقافية متاحة لمساعدة الطلبة وتقديم المشورة لهم، داعيا الجميع الى احترام القوانين الأميركية وخاصة المتعلق منها بالهجرة.
وختم الشيخ سالم العبدالله كلمته بشكر صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد وسمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد، معربا عن تقديره وامتنانه الى سمو الشيخ ناصر المحمد رئيس مجلس الوزراء لرعايته هذا المؤتمر ودعمه للشباب الكويتي في كل المجالات.