- ضرورة التوصل لحل سلمي بين إيران والمجتمع الدولي وإبعاد المنطقة عن أي صراع عسكري
لندن ـ كونا: قال ممثل سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد في المؤتمر السنوي للاتحاد الوطني لطلبة الكويت فرع المملكة المتحدة وايرلندا سفيرنا لدى المملكة المتحدة خالد الدويسان ان العنصر البشري المتعلم والمثقف هو الركيزة الأساسية لبناء وتنمية الكويت. واضاف الدويسان في كلمة ألقاها بالنيابة عن راعي المؤتمر سمو رئيس مجلس الوزراء أمس الأول ان الكويت حصلت على استقلالها عام 1961 وقد حققت منذ ذلك التاريخ إنجازات كبرى حتى أطلق عليها «لؤلؤة الخليج»، بسبب الإنجازات والقفزات التنموية الكبيرة التي حققتها في زمن قصير منذ الاستقلال بفضل سواعد أبنائها.
وأوضح ان الحكومة كان لديها أولوية منذ الاستقلال وهي بناء الإنسان الكويتي فقد دأبت على تشجيع التعليم في كل مراحله، وأنشأت العديد من المدارس وضاعفت عددها في مختلف مناطق الكويت علاوة على فتحها المجال لعدد من الجامعات والمعاهد الحكومية او الخاصة.
وذكر ان هناك الآلاف من الخريجين من الجامعات والمعاهد المختلفة الذين ساهموا مساهمة فاعلة في بناء وتنمية هذا البلد الطيب في جميع المجالات، مشيرا الى ان هناك الآلاف من الطلبة والطالبات الذين يتلقون التعليم في جميع المراحل الدراسية، بالاضافة الى بعثاتها الدراسية الخارجية والذين سيقومون بإكمال ما قام به آباؤهم وأجدادهم.
وقال السفير الدويسان ان الوحدة الوطنية هي السياج الحصين للمجتمع، مؤكدا ان الكويت للجميع والإنسان هو الهدف الإستراتيجي والمكون الأساسي لمواجهة تحديات التنمية الشاملة.
وأضاف ان مكانة الأمم لم تعد تقاس بعدد سكانها او بما تملك من ثروات وموارد طبيعية وانما برأسمالها البشري المعزز بالعلم والمعرفة، داعيا الطلبة الى ان يدركوا حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم، وأن يكونوا نواة حقيقية للتنمية بمختلف مجالاتها بعد عودتهم الى الكويت.
وأشار الى ان الشعب الكويتي استطاع بتكاتفه ووقوفه صفا واحدا مع قيادته إبان الغزو العراقي الغاشم عام 1990 ان يضرب أروع الأمثلة في الوحدة الوطنية وان يتصدى للغزاة.
وبين انه وخلال فترة وجيزة بعد التحرير وبصورة أذهلت العالم استطاع الشعب الكويتي وبطاقات وكفاءات أبنائه ان يعيد بناء بلده بعد تدميره بزمن قياسي رغم كل التقارير الغربية التي توقعت ان تستغرق عملية إطفاء آبار النفط التي أشعلها النظام العراقي البائد وعملية إعادة إعمار البلاد 3 الى 5 سنوات.
وقال السفير الدويسان ان ما تتمتع به الكويت حاليا من أمن واستقرار ورخاء هو نتيجة لتصميم قياداتها وأبنائها على إعادة بلدهم الى خريطة العالم بعد الغزو العراقي الغاشم وقد نجحوا في تحقيق ذلك نجاحا «باهرا».
بيد انه أشار الى انه في ظل الأمن والاستقرار الذي تنعم به الكويت الآن «علينا ان نكون واعين للتحديات والمخاطر التي تواجهنا في الداخل والخارج فعلينا ان نحافظ على لحمتنا الوطنية.. وعلينا كذلك التصدي لمن يسعى الى تعكير صفوها.. فنحن شعب واحد ينتمي لبلد طيب وكريم».
وأكد أهمية استقرار العراق إضافة الى ضرورة التوصل الى حل سلمي بين ايران والمجتمع الدولي وإبعاد المنطقة عن اي صراع عسكري.
وعلى صعيد منفصل، وصف السفير الدويسان العلاقات الكويتية ـ البريطانية بـ «المتميزة»، مشيرا الى ان الأصدقاء البريطانيين سيشاركون العام المقبل في مناسبتين عزيزتين على قلب كل كويتي وكويتية وهما ذكرى مرور 50 عاما على الاستقلال و20 عاما على ذكرى التحرير.
وفي ختام كلمته نقل السفير الدويسان تحيات راعي الحفل سمو رئيس مجلس الوزراء لأبنائه الطلبة وتمنياته لهم بنجاح المؤتمر والتوفيق والنجاح في دراستهم ليعودوا الى وطنهم ويساهموا في خدمته وتنميته.
من جانبه، قال رئيس الاتحاد الوطني لطلبة الكويت فرع المملكة المتحدة وايرلندا علي البذال في كلمة له ان إنشاء رابطة طلابية نقابية تحت اسم رابطة طلبة الكويت في بريطانيا تحقق لأول مرة في عام 1950.
وأكد ان تلك الرابطة هدفت الى خدمة الطلبة الكويتيين والتواصل الاجتماعي معهم وإقامة الأنشطة الثقافية، مشيرا الى ان النشاط الطلابي الكويتي في بريطانيا كان قد انطلق فعليا في أواخر الأربعينيات من القرن الماضي.
وفي تصريح له على هامش المؤتمر تحدث البذال عن العمل النقابي والذي أشار الى انه لم يكن في ذلك الحين على قدر كبير من التنظيم، حيث كان يعتمد على القدرات الفردية.
وذكر انه نظرا لقلة الإمكانيات وقلة عدد الطلبة الكويتيين آنذاك ولعدم وجود تنظيم مشترك فيما بين الطلبة المبعوثين، اضافة الى بعد المسافة بين الطلبة وتفرقهم في مختلف أنحاء مناطق المملكة المتحدة وايرلندا تأخر إنشاء الرابطة حتى عام 1950.
وقال انه وبعد مرور 10 سنوات على إنشاء الرابطة وتحديدا في عام 1960 بدأت مراسلات بين رابطة الطلبة الكويتيين في بريطانيا ورابطة الطلبة الكويتيين في القاهرة التي كانت تندرج تحت اسم «اتحاد بعثات الكويت» ودخل في المراسلات فيما بعد الطلبة الكويتيين في الاسكندرية وبيروت.
وأضاف: كان هناك عدد من الطلبة الكويتيون الذين استطاعوا تأسيس رابطتين في بداية الستينيات حتى يتمكنوا من المشاركة في إنشاء الاتحاد الوطني لطلبة الكويت.
وأوضح ان تلك الخطوات بلا شك دلت على الوعي الكبير لدى الطالب الكويتي وإيمانه بأهمية العمل الطلابي المشترك الساعي لمستقبل نقابي أفضل.
وذكر انه وبعد مرور 4 سنوات من التنسيق المتبادل بين كل من رابطة الطلبة الكويتيين في كل من بريطانيا والقاهرة وبيروت والاسكندرية تم إنشاء الاتحاد الوطني لطلبة الكويت في عام 1964.
وقال البذال ان التاريخ المشرف لاتحاد طلبة الكويت في المملكة المتحدة برز في عام 1990 كقوة مؤثرة حيث استطاع ان يقود قضية الكويت العادلة في المملكة المتحدة وايرلندا تحت شعار «الكويت حرة».
وأضاف ان الاتحاد وخلال تلك الفترة أسس «اللجنة العليا لتحرير الكويت» التي اتخذت من مقر الاتحاد بلندن مقرا رسميا ومركزا إعلاميا لها ولتبدأ بذلك مرحلة جديدة من التاريخ المشرف للحركة الطلابية في المملكة المتحدة عبر قيادة الاتحاد للجنة الكويتية العليا لتحرير الكويت.
وذكر ان اللجنة الاعلامية في الاتحاد قامت إبان الغزو بإرسال البرقيات وإصدار البيانات، اضافة الى إصدارها نشرة دورية يومية صدرت باسم اللجنة تحت عنوان «كويت التحدي».