رندى مرعي
أكدت وزيرة التربية ووزيرة التعليم العالي الرئيس الأعلى لمجلس جامعة الكويت د.موضي الحمود ان «الدولة حريصة على تحقيق التنمية الشاملة، كما تحرص جامعة الكويت على تزويد طلبتها بالعلم في مجالات مختلفة وذلك من خلال الاهتمام بالبحوث العلمية والإنسانية والاجتماعية ونشر المعرفة المتعلقة بالسلوك الإنساني وتقديم الاستشارات الاجتماعية وهذا هو الدور الذي اهتمت به كلية العلوم الاجتماعية.
كلام الحمود جاء خلال رعايتها حفل افتتاح وإطلاق نشاطات المؤتمر الدولي الرابع لكلية العلوم الاجتماعية الذي عقد صباح أمس تحت عنوان «حلول عملية لقضايا مجتمعية» في مسرح المغفور له الشيخ عبدالله الجابر في الحرم الجامعي في منطقة الشويخ.
وقالت الحمود «يأتي هذا المؤتمر لمواجهة قضايا مجتمعية وتحديات مستقبلية بهدف وضع حلول ناجعة لها لتحقيق التنمية الحقيقية للمجتمعات وتقويم الانحرافات الاجتماعية وتطبيق مفهوم الوحدة الوطنية ونشر ثقافة التسامح بين الأفراد»، معتبرة أن «تعاون علماء وباحثين وأساتذة من بلدان مختلفة على مواجهة مشكلات تهم المجتمعات لوضع حلول لها هو أرقى صور التعاون العلمي بين المجتمع لما فيه مصلحة الشعوب».
ثم كانت كلمة عميد كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت الرئيس الأعلى للمؤتمر د.عبدالرضا أسيري أشاد فيها بالتجمع العلمي الثري برؤاه ومحاوره الرامية إلى زيادة الوعي بالقضايا المجتمعية التي نواجهها وطرح نماذج جديدة لفهم تلك القضايا ووسائل التدخل الفعالة للتأثير الإيجابي بها وتخطيط الحلول العلمية لتلك القضايا، مثمنا في الوقت نفسه حرص وزيرة التربية ووزيرة التعليم العالي د.موضي الحمود وجميع الباحثين والمختصين على الحضور والمشاركة في هذا المؤتمر لتبادل الأفكار في مجال العلوم الاجتماعية للنهوض بالمستوى البحثي التطبيقي، معتمدين على مفاهيم العلوم الاجتماعية، لاسيما تلك المتعلقة بتنمية المجتمع وتطوير حلول للمشكلات والقضايا المجتمعية.
وأشار إلى ان «من أبرز التحديات في مطلع الألفية الثالثة هو معالجة القضايا المجتمعية والنهوض بالمجتمعات المعاصرة لتحقيق التنمية المستدامة»، لافتا إلى أن «يأتي هذا التجمع في المؤتمر لطرح رؤاهم العلمية حول محاور المؤتمر الرابع للكلية الهادف لتحقيق التأهيل المناسب للكوادر المختلفة لأداء واجبهم بخدمة المجتمع وحل قضاياه وإزالة معوقات التنمية وأيضا مسايرة النقلة النوعية في مجال الثورة العلمية والتكنولوجية والمعرفية».
وأكد أسيري ان الكلية تسعى إلى تحقيق أهدافها المتمثلة في تعميق مجالات الترابط العلمي والمعرفي وإجراء البحوث العلمية ونشر الوعي الثقافي والسياسي، وقد قفزت الكلية بخطاها سريعا حيث أنشأت العديد من الوحدات البحثية والتطبيقية أسهمت في تطوير الكلية كشريك في عملية التنمية بالكويت كوحدة متخصصة لدراسات قضايا المرأة ومركز شركاء في التنمية الذي يهدف إلى خدمة قضايا المجتمع ودفع مسيرة التنمية في البلاد.
وذكر ان أبرز الإنجازات التي حققتها الكلية هي حصولها على الاعتماد الأكاديمي من المؤسسة الأميركية للاعتماد الأكاديمي وغيرها من الإنجازات في إنشاء العديد من الوحدات والمراكز التي تخدم المجتمع وقضاياه المختلفة مثمنا أسيري في ختام كلمته جميع الجهود التي بذلت وتضافرت من أعضاء هيئة تدريس وعاملين في كلية العلوم الاجتماعية وطلبة وأسفرت عن نجاح هذا المؤتمر.
ومن جانبه، قال منسق عام المؤتمر د.محمد خزامي عزيز إن كلية العلوم الاجتماعية قد نجحت على صعيد التواصل العلمي في تبوّؤ موقع متميز على خريطة العالم للمؤتمرات الدولية وتحقيق قفزة نوعية لمسيرة المؤتمرات الدولية.
وأشار إلى حصول كلية العلوم الاجتماعية على موافقة اليونسكو على إنشاء كرسي اليونسكو في نظم المعلومات الجغرافية وهو أول كرسي في هذا التخصص عالميا ويختص بجامعات دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي، وقد تم ترشيحي من قبل مجلس الكلية لتبوّؤ درجة أستاذ كرسي اليونسكو وأرجو أن أكون عند حسن ظن الجميع وأحقق الطموحات.
وألقى د.محمد القرني من جامعة أم القرى كلمة نيابة عن المشاركين في المؤتمر قال فيها: «يأتي عقد هذا المؤتمر في فترة تعرضت فيها المجتمعات الخليجية للكثير من التغيرات الاجتماعية والاقتصادية ساهمت بدورها في إفراز العديد من المشكلات الاجتماعية والنفسية والاقتصادية التي يعاني منها أفراد المجتمعات»، مؤكدا «يأتي عنوان هذا المؤتمر منسجما مع الواقع الذي تعيشه مجتمعاتنا ومواكبا للأحداث التي تمر بها ومساهما في الوقت نفسه في العمل على معالجتها وتقديم الحلول الناجعة لها وفق أطر علمية وآليات عملية».
وأضاف «ان البحث العلمي الذي يستند الى استقراء الواقع وتحديد أبعاده الطبيعية والاجتماعية والاقتصادية هو الأساس الذي يجب أن ترتكز عليه استراتيجيات الخطط التنموية وهذا ما تضمنه المؤتمر إضافة إلى العديد من ورش العمل، الأمر الذي من شأنه ان يحقق إثراء للمعرفة الإنسانية ورافدا للتنمية».
معصومة: مجلس الأمة يستحق الاستمرار لكنه يفتقر للتعاون
افتتحت النائبة د.معصومة المبارك أولى جلسات المؤتمر بمحاضرة تحت عنوان «الملامح التشخيصية للخطة التنموية في الكويت.. الطموحات والمعوقات»، قالت فيها: «ان الخطة التنموية السليمة يجب ان توضع لها الأهداف والمعايير والسياسات المطلوب تنفيذها وتحديد جدول زمني لتنفيذها مع توفير الموارد البشرية والمالية المطلوبة للخطة».
ورأت ان «خطة التنمية ثلاثية الأضلاع سياسية واقتصادية واجتماعية، كما انها ليست عملية مكتبية بل يجب ان تكون نابعة من حاجة المجتمع لتلك الخطة فهي ليست خطة نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدولة للتنمية والشؤون الإسكانية الشيخ احمد الفهد بل خطة أمة تهتم بجميع أفراد المجتمع والشيخ أحمد الفهد هو بالفعل أب الخطة التنموية الحكومية»، مشيرة الى انه «خلال شهر يناير الماضي أتى ببارقة أمل جديدة بإقرار خطط تنموية بميزانية 31 مليار دينار ولكن الأمر المستحدث في هذه الخطط هو إلزام الحكومة بتقديم تقارير متابعة كل ستة أشهر لتقييم الأداء وهذا ما يعتبر المسطرة التي سيتم من خلالها سيتم تقييم الأداء وفق القوانين التي وضعت للخطة».
واعتقدت المبارك ان «سمو رئيس مجلس الوزراء سيجتمع في الأسبوع الجاري بالقيادات لتقييم الأداء وهو حازم على المحاسبة قبل ان تأتي المحاسبة من مجلس الأمة»، مردفة «الشيخ أحمد الفهد هو أب الخبرة ونقول له نحن معك بيد ان موقفنا سيبنى على ما سيأتي في تقرير المتابعة، والنجاح سيكون له ألف أب اما الفشل فهو لقيط وسيتبرأ منه الجميع، ولتكن أنت الأب الفعلي لتنمية ناجحة».
وقالت ان الشيخ احمد الفهد ذكر ان هناك 700 معوق أمام خطة التنمية تحتاج لقرارات وزارية وتشريعات ولكنه لم يذكر ماهية هذه المعوقات والحلول الملاءمة لها، موضحة، ـ المبارك ـ ان «أبرز هذه المعوقات هو تدني الثقة العامة بالأداء ومستوى الخدمات وضعف أداء الجهاز الإداري والتنفيذي في الدولة وانتشار الفساد وطول الدورة المستندية وعدم الجدية في التعامل مع مجلس الأمة وبطء الجهاز الحكومي والتردد في اتخاذ القرارات وفقدان هيبة القانون وغيرها من المعوقات المختلفة».
وذكرت أن مجلس الأمة يستحق الاستمرار لأنه حازم على التوجه نحو الانجاز ولكنه يفتقر للتعاون.
من أجواء الحفل
- تم عرض مقطع فيديو عن مسيرة الكلية وأبرز الانجازات التي حققتها منذ إنشائها وعلى مر عمدائها الثلاثة وهم د.علي الطراح ود.يعقوب الكندري ود.عبدالرضا أسيري.
- أقيم معرض بمشاركة جهات حكومية وخاصة في وقت تزامن فيه عقد مؤتمر «حلول عملية لقضايا مجتمعية».
- تميزت عريفة حفل افتتاح المؤتمر د.ليلى معروف في الربط بين فقرات المؤتمر وحسن الإلقاء.