«أسقطنا 200 طائرة للعدو، وبعدها بدقائق أضاف: أسقطنا حتى الآن 300 طائرة»، كلمات مازالت حتى يومنا هذا راسخة في ذهن الشعب العربي منذ حرب 1967، وقد اشتهر بها المذيع أحمد سعيد الذي ذاع سيطه في تلك الآونة من الزمن، حيث كان يغطي وقتذاك أحداث الحرب العربية ـ الإسرائيلية التي استمرت 6 أيام، عاشها العرب على أنغام ما كان ينقله لهم سعيد من إنجازات للجيش العربي وصموده في وجه العدو وانتصاراته عليه، ليصعق العرب في آخر أيام الحرب بالنتيجة التي أدمت عيون الكثيرين ألا وهي هزيمة الجيش العربي وأثر الدمار الهائل الذي خلفته الحرب. مهما يكن فإن التغطية الإعلامية للنزاع العربي ـ الإسرائيلي، مازالت حتى يومنا هذا تتخذ منحنيين مختلفين، فمنهم من يظهر الانتصارات للمقاومة العربية في التصدي ومواجهة العدو بكل بسالة، ومنهم من لا يعير هذه الانتصارات أي اهتمام بل على العكس يولد فينا الإحباط.
لا تخلو أي محطة إعلامية من نقل وقائع النزاع العربي-الإسرائيلي، فهذا الصراع بدأ من بداية العشرينيات من القرن الماضي.
أما بالنسبة إلى ما يبثه إعلامنا العربي حاليا فإنه ينقسم إلى قسمين، الأول نراه يتجاهل بعض الممارسات العدوانية للجيش الإسرائيلي لما رسخته ممارسات الدول العظمى من مفاهيم وصور نمطية تربط فيها مقاومة إسرائيل بالإرهاب، وكأنه يخدم مصالحها الشخصية ويمكننا أن نلمس ذلك على أرض الواقع من خلال التجاهل الذي يعيشه الشعب العربي لهذه المسألة المهمة وكأنها قضية شعب واحد وليس قضية الأمة العربية كلها، وهذا بالطبع سيولد لدى المستمع العربي حالة من عدم المطالبة بحقوقه، إضافة إلى عزوفه عن متابعة الأحداث السياسية وتوجهه إلى وسائل إعلامية تشعره بالسعادة والبعد عن الهم كأن يشاهد البرامج الفنية والدرامية وغيرها من الوسائل الترفيهية. أما القسم الآخر من وسائل الإعلام فإنه يسعى لإظهار الحقيقة إلى كل العالم وليس فقط الوطن العربي ليزداد العالم تعاطفا مع القضية العربية، علما بأن القضاء على الكيان الإسرائيلي يعد مسألة عقائدية قرآنية «سورة الإسراء الآيات 4- 7» للعديد ممن يشاطرونها العداء، فمن غير المقبول بالنسبة لديهم ذكر أي سلام مع كيان غاصب. كما لابد أيضا من مشاهدة ما تبثه الوسائل الإعلامية الإسرائيلية لنرى وجهة نظرهم، وهل هو واقع وصحيح ما تبثه هذه الوسائل أم أنها تسعى إلى تضليل الحقيقة.
الأمر المهم اننا مطالبون بأن نعرف كيف ننتقي الأخبار الجادة والمهمة لنستفيد منها قدر الإمكان ولا ندع الأخبار الزائفة تؤثر فينا حتى لا نفقد عزيمتنا ونسعى جاهدين لنقل الأحداث بجرأة كبيرة دون تعتيم على الحقيقة لتصل الصورة بكل وضوح.
ليندا عبدالرضا سعد ـ جامعة الكويت ـ كلية الآداب