أنا مواطن مصري أعيش على أرض الكويت لمدة تزيد على 30 عاما، فقد تزوجت بها وترعرع بها أبنائي وارتادوا مدارسها، ولذلك كله فإن للكويت حقا علينا ـ المقيمين بها ـ وعليه فإني أوجه رسالة للجالية المصرية خصوصا المعلمين المصريين وأناشدهم ألا يتبعوا الأفكار الهدامة التي تدعو الى التظاهر والاعتصام داخل الكويت استغلالا للظروف الراهنة التي يمر بها العالم العربي كله، وتفويت الفرصة على بعض ضعاف النفوس الذين استغلوا المطالبات الأخيرة للمدرسين بالتجريح في شعب مصر الكريم، واني من خلال جريدتكم أود ان أدعو لوقف الحملة المغرضة التي تتم الآن لبث الفتنة بين شعبي مصر والكويت وهما اللذان امتزجت دماؤهما الطاهرة في حرب تحرير الكويت، كما امتزجت دماؤهما في جميع الحروب التي خاضتها مصر من أجل العروبة، وعليه فإني أفند المزاعم التي يدعيها دعاة الاعتصام من رغبتهم في زيادة الرواتب الخاصة بهم وبدلات السكن الخاصة بهم دون أن يسلكوا الطرق الشرعية لذلك من خلال الطلب المباشر وبصورة حضارية تعكس صورة الحضارة المصرية العريقة الضاربة في جذور التاريخ لمدة 7000 سنة.
أولا: عند التعاقد مع المدرسين المصريين سواء كان تعاقدا داخليا أو خارجيا فقد أوضح العقد المبرم بين وزارة التربية والمدرس الحقوق والواجبات على كل مدرس، كما أوضح قيمة الراتب الذي سيتقاضاه المدرس نظير عمله في مهنة التدريس بالكويت.
ثانيا: العقد يعتبر شريعة المتعاقدين وهو مبدأ قانوني ثابت ومتعارف عليه في جميع أنحاء العالم وعند قيام المدرس بالموافقة على العقد وما ورد فيه فإن موافقته تلك كانت وهو في كامل الأهلية بمعنى انه لم يخضع لقصر أو إجبار للموافقة على العقد وما يحتويه فعليه لا يجوز المطالبة بتغيير بنود العقد دون سلوك الطرق الشرعية لذلك.
ثالثا: في حالة عدم رغبة المدرس في استكمال عقده مع الوزارة أو إنهائه لأي سبب من الأسباب فإن المدرس يستطيع إنهاء عقده بسهولة دون وقوع أي أضرار مادية أو معنوية عليه، ولا يوجد أي مانع لعودة المدرس الى بلده الأصلي مصر.
رابعا: للوزارة الحق في إنهاء عقود العمل الخاصة بأي مدرس من المشاركين في الاعتصام نتيجة عدم رغبة المدرس في القيام بعمله، وهذا ما لا نريده لنا كمصريين أو لغيرنا.
خامسا: أدعو الله العزيز القدير أن يفرج الكربة والغمة عن بلاد المسلمين كلها، كما أدعوه عز وجل ان ينير بصيرتنا قبل بصرنا لكي نعي الأخطار والفتن المحدقة بنا كمسلمين أولا وعرب ثانيا.
مواطن مصري يعيش بالكويت