محمد هلال الخالدي
أشاد المستشار الثقافي والإعلامي في السفارة الأميركية جون بيري بالعلاقات المتميزة والقوية التي تجمع الكويت والولايات المتحدة الأميركية سواء على المستوى الرسمي أو المستوى الشعبي، وذلك خلال محاضرة ألقاها في كلية العلوم الاجتماعية بعنوان «العلاقات الكويتية ـ الأميركية بين الماضي والمستقبل» نظمتها وحدة الدراسات الأميركية بجامعة الكويت والتي يرأسها د.عبدالله الشايجي وبحضور عدد من طلبة الكلية وأعضاء هيئة التدريس.
بدأ بيري المحاضرة باستعراض مجموعة من النقاط التي تعد بمنزلة ثوابت في السياسة الأميركية، معربا عن أمله ان يشكل ذلك منطلقا للمحاضرة وفتح باب النقاش بشكل خاص مع الطلبة.
وأكد بيري ان الحديث عن العلاقات الأميركية ـ الكويتية يقتضي الحديث عن الشرق الأوسط ككل، والذي تتعامل معه أميركا انطلاقا من مبادئ أساسية تحرص عليها ومنها الديموقراطية وضرورة نشرها، حيث نعتقد في أميركا ان الديموقراطية لها دور كبير في ايجاد بيئة مناسبة للسلام والاستقرار في المنطقة والعالم أجمع. وهناك ايضا جهود الولايات المتحدة في محاربة التطرف والحركات الارهابية والاهتمام بشكل خاص بالشباب وتوعيتهم ضد مخاطر الارهاب والتطرف.
وبالنسبة الى ايران فالولايات المتحدة تريد ان تعمل الحكومة الإيرانية من اجل مصلحة شعبها وألا تطور برنامجها النووي ليصبح سلاحا تهدد به أمن المنطقة.
وأضاف بيري ان الولايات المتحدة ستستمر في العمل على ضمان استقرار العراق وجمع الفرقاء لتشكيل حكومة متضامنة لبناء مستقبل العراق الذي يقوم على السلام والتعايش السلمي مع جيرانها.
كما تحدث عن جهود أميركا وحرصها على نشر مفاهيم الحرية والتسامح وثقافة قبول الرأي الآخر والتعايش السلمي بين الجميع. وحول الصراع الفلسطيني ـ الاسرائيلي أكد بيري ان أميركا تشجع كل الجهود التي من شأنها الوصول الى حل الصراع واقامة دولتين مستقلتين تتعايشان بسلام، وذلك من خلال تشجيع الحوار المباشر بين القيادات الفلسطينية والاسرائيلية ودعم جهود السلام.
ثم تطرق بعد ذلك جون بيري الى الحديث عن العلاقة المتميزة بين الولايات المتحدة والكويت قائلا ان اميركا تقدر وتشكر للكويت جهودها ومساهماتها وتبرعاتها السخية التي تدعم جهودنا في العراق. وأضاف اننا نقيم الانجازات في تقدم الديموقراطية في الكويت، خاصة التطور الأخير في حصول المرأة على حقوقها السياسية، مشيرا الى ان الدول التي استطاعت ان تحقق هذه الانجازات في المنطقة قليلة جدا، ولا توجد دولة تشبه الكويت في مستوى الحرية والديموقراطية وقوة البرلمان والصحافة.
وأكمل ان جهود الكويت في محاربة التطرف والارهاب معروفة للجميع. كما أشاد بالعلاقات القوية والمتميزة بين الشعبين الكويتي والأميركي، خاصة بعد الدور الكبير الذي لعبته أميركا لتحرير الكويت من الاحتلال العراقي الغاشم وهو أساس متين يمكن ان يبنى عليه العديد من الانجازات والعلاقات القوية.
كما استعرض بيري بعض الأرقام التي تؤكد عمق العلاقات بين الكويت وأميركا، ومنها قوله ان معظم الكويتيين زاروا أميركا ودرسوا فيها وعاشوا فيها، ونسبة حصول الكويتيين على الفيزا لدخول أميركا هي الأكبر، حيث ان 98% من طلبات الفيزا تتم الموافقة عليها، وهي نسبة مرتفعة جدا، كما ان عدد الطلبة الكويتيين الدارسين في أميركا هو الأكبر مقارنة بدول المنطقة، ويمكن الحديث عن الأرقام نفسها في المجالات الأخرى التجارية والسياحية وغيرهما.
بعد ذلك فتح باب النقاش حيث طرح عدد من الطلبة والأساتذة مجموعة من الأسئلة التي أجاب عنها بيري والتي دارت في معظمها حول المعايير المزدوجة للسياسة الأميركية في المنطقة وانحيازها الواضح الى اسرائيل، الأمر الذي ينعكس على صورة الولايات المتحدة ومصداقيتها.
صفحات الجامعة والتطبيقي في ملف ( pdf )