بيان عاكوم
لم يكن الطلبة يوما، في كل انحاء العالم، بمنأى عن العمل السياسي، فلا يخفى على احد ثورة عام 1968 في فرنسا وغيرها من التجمعات الطلابية التي تشارك بشكل فاعل في عملية صنع القرار السياسي ولديها القدرة على احداث التغيير متى ارتأت ذلك.
لقد شكل منع الطلاب من ممارسة العمل السياسي في احدى الجامعات الخاصة صورة لابراز المناخ العام في البلاد والذي اورده عدد من النواب والكتاب الذين شاركوا في ندوة نظمت تحت عنوان «الطلبة والعمل السياسي» وذلك في جمعية اعضاء هيئة التدريس للهيئة العامة للتعليم التطبيقي، والتي دعا فيها الطلاب المشاركون الى انشاء اتحاد وطني لطلبة الكويت فرع الجامعات الخاصة، واتفق الجميع على ان الحركة الطلابية هي العنصر الفاعل في كل المجتمعات وأن اقصاءها عن المشاركة في العمل السياسي تقييد للحريات، لأن الشباب يشكلون السواد الاعظم من المجتمع الكويتي.
وكان قد بدأ الندوة النائب د.ناصر الصانع مشددا على ان الحركة الطلابية هي التي تحدث التغيير في العالم واقصاؤها عن المشاركة فعل خاطئ.
واضاف: لم يعد الطلاب في الكويت الآن يضربون المثل بالحركة الطلابية في العالم، انما يبينون تجربتهم في ساحة الارادة والدور الذي لعبوه في وضع نواب الامة في زاوية حرجة، وهذا ما يبين مدى قوة الحركة الطلابية في الكويت.
وانتقد د.الصانع بعض الفئات في المجتمع المدني والتي تبتعد عن العمل السياسي، معتبرا انهم يقصون انفسهم ويعيشون دون اي تأثير في الحياة، لافتا الى ان جمعيات النفع المدني في كل دول العالم لها تأثير فاعل بالضغط والمطالبة بقضايا وطنية وإخضاع هيئات الدولة لتحقيق هذه المطالب.
وبالتالي فإذا تم عزل المتخصصين والطلبة عن الشأن السياسي، فمن يشكل قوة ضاغطة إذاً لإحداث التغيير؟
وختم مشيرا الى ان المكافأة للجامعات الخاصة على جدول الأعمال، واعدا الطلاب بإقرارها.
ليس حكراً على نواب الأمة
ومن جهته، أعتبر النائب علي الدقباسي ان الحكومة هي من تضيّق مساحة الحرية على قاعدة ان الطلاب يجب ان يتفرغوا للدراسة بعيدا عن العمل السياسي، لافتا الى ان هذا الأمر يتعارض مع حاجة المجتمع، خصوصا ان الطلاب يشكلون اكثر من نصف المجتمع.
واكد الدقباسي تأييده مشاركة الطلاب في العمل السياسي لأنه ليس حكرا على النواب فقط، وانما حق من حقوق المجتمع بأسره.
أساس الحياة السياسية
ومن جهته، تحدث الباحث النقابي ومنظم الندوة عبدالله بورمية عن ان اسباب انعقاد الندوة هي اعلان الجامعة العربية المفتوحة عن إنشاء الجمعيات العلمية وانتخاب وتزكية اعضاء تلك الجمعيات، وبمناسبة اقتراب اشهار الاتحاد الوطني لطلبة الكويت فرع الجامعات الخاصة.
مؤكدا ان الطلاب هم الأساس في الحياة السياسية، مبينا دورهم البارز ومدى ارتباط السياسة بالحركات الطلابية.
ومن جهته ركز الكاتب احمد الديين على مشاركة الطلاب في العمل السياسي مطالبا بضرورة تخفيض سن الاقتراع الى 18 عاما حتى يتسنى لمختلف شرائح المجتمع الكويتي المشاركة في العمل النقابي، خصوصا ان هؤلاء الشباب يشكلون اكثر من 68% من المجتمع الكويتي. واضاف «عندما نكون في بلد ينص دستوره على ان نظامه نظام ديموقراطي فلا يمكن ان يتوافق هذا القول مع عزل غالبية الشعب الكويتي عن العمل السياسي».
وتابع «الديموقراطية ليست مجرد صندوق انتخاب ولا مقعد في البرلمان وانما حرية رأي وتعبير وتنظيم سياسي».
وقال الديين «الحياة ليست فقط كتابا والحياة الجامعية ليست حرما وفصولا دراسية، وانما ما نجده ان الحياة الجامعية خارج الفصل التربوي اهم من داخله».
واشار الديين الى ان انخراط الشباب في العمل السياسي مكسب، وهذا ما أثبتته الحركة الطلابية في الكويت ودورها الفاعل في ساحة الادارة. وأكد الديين ان عزل الطلاب عن السياسة يقصد به عزل الأمة عن ممارسة دورها السياسي، لافتا الى ان السياسة في عالم اليوم شأنها شأن عام يتصل بادارة الدولة فيفترض ان تكون ممارستها متاحة امام افراد الامة.
تاريخ الحركة الطلابية
وكانت جمعية المحامين شاركت في الندوة، وأكد امين سر الجمعية حميدي السبيعي استعداد الجمعية لمساعدة الطلاب، متحدثا عن تاريخ الحركة الطلابية الذي يعود الى سليمان الحلبي عام 1800 وهو مؤسس وقائد الحركات الطلابية في العالم.
وقال «في الواقع هناك مدرستان من الطلبة، مدرسة تحث الطلاب على العمل السياسي وأخرى تمنعهم من ذلك، مشيرا الى ان اليوم تظهر مدرسة ابتعاد الطلاب عن العمل السياسي».
صفحات الجامعة والتطبيقي في ملف ( pdf )