دارين العلي
حازت مجموعة من خريجات كلية الهندسة - قسم هندسة البترول على براءة اختراع من وزارة التجارة والصناعة لمشروع تخرجهن الخاص بتطوير جهاز قياس التدفق النفطي داخل الآبار اثناء عملية الانتاج، وهو المشروع الاول الذي يحوز على براءة اختراع ضمن مشاريع التخرج لقسم هندسة البترول منذ تأسيسه في جامعة الكويت عام 1990.
براءة الاختراع هذه تعتبر بالنسبة للطالبات صاحبات المشروع بمنزلة انجاز يتمنين ان يكتمل بتبني احدى الشركات هذا الجهاز وتصنيعه وتسويقه، لأنه قادر على اختصار الوقت وتوفير المال وهذا ما يعتبر موضوعا اساسيا في الصناعة النفطية.
مريم الفودري ورقية الزعابي ومريم العوضي، ثلاثة من عضوات الفريق الخمس العاملات على المشروع الذي يضم اضافة اليهن صفية المصيليخ واميمة الكندري حضرن الى «الأنباء» للحديث عن مشروعهن الذي حاز جائزة المرتبة الثانية في مسابقة الامانة العامة للاوقاف للاجهزة العلمية في بداية الشهر الماضي.
اذن، المشروع عبارة عن تطوير جهاز قديم يستخدم في الصناعة النفطية لقياس التدفق النفطي داخل الآبار اثناء عملية الانتاج لمعرفة انتاجية البئر، وذلك عبر تحديد العيوب في الجهاز المستخدم حاليا والعمل على التخلص منها بابتكار وسائل علمية قادرة على توفير الكلفة المالية والزمنية.
وتطرقت الخريجات الى التعديلات المتطورة التي حصلت على الجهاز لتجعله متعدد المراوح المختلفة الاحجام بدل كونه ذا مروحة وحيدة تختلف حجمها من جهاز الى آخر، ما من شأنه ان يعطل عملية القياس في حال عدم تناسب حجم الجهاز مع قطر حفر البئر مما يؤدي الى تكرار التجربة على عدة قياسات لاختيار المناسب منها لاتمام عملية القياس بدقة، فضلا عن حساسية هذه المراوح الخاضعة للكسر في حال تعرضها للشوائب الموجودة في النفط خلال عملية الانتاج، وهذا ما يستدعي تبديل الجهاز احادي المروحة بآخر، مما يتطلب مالا وجهدا ووقتا اضافيا.
اما الجهاز المطور فهو عبارة عن جهاز ثلاثي المراوح بأحجام مختلفة اختيرت وفقا لكثرة استخدامها داخل الحفر النفطية لتكون قادرة على استيعاب اكبر معدل ممكن من السرعات كل ضمن نطاق تغطيتها وسرعة التدفق التي تحكم حركة دورانها، بما يجعل حساب التدفق اكثر دقة ووضوحا.
واشارت الخريجات الى ان تعدد المراوح يعطي مجالا اوسع لابقاء العمل مستمرا بجهاز واحد دون الحاجة لتغييره وفقا للحجم او الاعطال، ففي حال تعرض احدى هذه المراوح للعطل او الكسر بفعل الشوائب المرافقة لعملية الانتاج فإن المراوح المتبقية ستستمر بالعمل دون توقف، وهذا يؤدي الى اختصار الوقت الذي يعتبر العامل الاهم في القطاع النفطي ويعادل حجم المردود المالي للعملية النفطية.
واضفن ان الجهاز مصمم على اساس التأقلم مع شكل فتحات الآبار وحجمها ومع امكانية حدوث اي تغيير في قطرها اثناء عملية دخول الجهاز اليها، حيث تفتح المروحة التي تتوافق مع حجم القطر وهذه هي الميزة الحقيقية لاختلاف احجام المراوح في الجهاز المطور، علما ان اجهزة القياس هذه تدخل الى عمق 4 آلاف قدم على الاقل، وهذا ما يؤخر عملية حساب الانتاج في حال عدم تناسب الجهاز مع حجم وقطر الحفرة، اي قطر انبوب الانتاج الموضوع بداخلها بعد تبطينها خوفا من انهيار التربة.
واعربت الخريجات عن تمنياتهن ان ينال هذا الاختراع براءة عالمية، وان تتم عملية تصنيعه للاستفادة منه في مجال الانتاج النفطي مما يوفر المال والوقت على الشركات العاملة في هذا المجال، وقدمن الشكر للشركة الممولة للمشروع الذي اختارته كأفضل مشروع ضمن المشاريع التي مولتها، اضافة الى تقديم الشكر لقسم هندسة البترول في جامعة الكويت ولكل المشرفين على المشروع.
صفحات الجامعة والتطبيقي في ملف ( pdf )