- وعي الشعب المصري وتعاليم الإسلام ستفوتان الفرصة على من يحاول إيقاع الفتنة الطائفية
- الأوضاع الأمنية بدأت تعود إلى طبيعتها والأمور تسير في الاتجاه الصحيح
آلاء خليفة
أكد رئيس جمعية أعضاء هيئة التدريس بجامعة الكويت د.عواد الظفيري متانة العلاقات الكويتية ـ المصرية التي يشهد لها التاريخ على مر العصور ووصفها بأنها علاقة وطيدة تجمع الشعبين نظرا لدعم مصر الدائم للحركة الثقافية منذ القدم، مؤكدا على أهمية الدور المحوري لمصر حيث ان قوة مصر من قوة العرب، داعيا الى أهمية دعم الاقتصاد المصري من خلال ضخ مزيد من الاستثمارات العربية في مصر لما يتميز به الاستثمار المصري من مردود كبير.
وقال الظفيري في ندوة «تحليل استراتيجي للأوضاع في جمهورية مصر العربية ما بعد ثورة 25 يناير» التي أقيمت في نادي الجامعة مساء أمس الأول بحضور السفير المصري طاهر فرحات وعدد من أعضاء هيئة التدريس بجامعة الكويت، ان أبرز عناصر القوة في مصر هو النظام القضائي الجيد والنظام العسكري المتقدم، مشيرا في هذا الإطار الى الأدوار التاريخية التي لعبها الجيش المصري انتهاء بدوره في حماية الثورة المصرية.
وأضاف ان الإرث التاريخي ورغبة الشعب في نظام جديد بالإضافة إلى زيادة المشاركة الشعبية في صنع القرار السياسي أيضا من عناصر قوة مصر، مضيفا أن الموقع الاستراتيجي ووفرة الموارد الطبيعية تعطي مصر ميزة عن الدول العربية، فضلا عن قوة الروح الوطنية وزيادة الانتماء بين جموع الشعب المصري ومكانة مصر الخارجية، مؤكدا في السياق ذاته فضل مصر على الإنسانية جمعاء من خلال تصديها للغزو التتاري ووقف زحفه، وأكد الظفيري ان الموارد البشرية في مصر ليست عائقا وانما عنصر قوة.
وقال «ان الكفاءات المصرية في الخارج تشكل عنصرا مهما من عناصر تلك القوة، موضحا ان تلك الكفاءات لو أعطيت الفرصة ليس في مصر فقط وإنما في العالم العربي ككل ستطور من تلك المجتمعات، متابعا حديثه حول بقية عناصر القوة، مشيرا الى توافر الفرص الحقيقة للاستثمار ذات العائد الكبير في مصر.
وأوضح ان ما يشجع على الاستثمار في مصر توافر الثروة البشرية والتوافق الاجتماعي بين أبناء الوطن، مشيرا في هذا الإطار الى الروح الوطنية التي تجسدت أثناء الثورة المصرية ما بين المسلمين والأقباط والتي شهد لها العالم.
وعن الفرص في مصر قال الظفيري: ان استغلال الموارد الطبيعية استغلالا سليما سينعش الاقتصاد المصري والاستفادة من طاقات الشباب واستخدامها ككوادر وطنية بالإضافة إلى إمكانية تنظيم تحالفات اقتصادية وسياسية توفر جوا من الاستقرار السياسي يكون جاذبا لرؤوس الأموال العربية والأجنبية، معربا عن أهمية وجود الديموقراطية وحرية إبداء الرأي، مبينا ان من بين العوامل التي تشجع على الاستثمار في مصر والتي ينبغي الاستفادة منها توافر مصدر المياه من نهر النيل والسمعة الطيبة التي تحظى بها المنتجات والمحاصيل الزراعية المصرية وتعدد الإمكانيات والمرافق السياحية وسياسة الانفتاح الإقليمي التي تشهدها مصر وكذلك الانفتاح على القارة الأفريقية والتحول الى النظام الديموقراطي، داعيا في هذا الإطار الدول الخليجية الى أهمية الاستثمار في مصر من خلال مشاريع إنتاجية حقيقية وليس من خلال أسهم وسندات.
وتحدث عن عوامل ضعف يمكن ان تؤثر على مستقبل مصر وقد تحاول إيقاع الفتنة الطائفية بين أبناء الشعب المصري، خاصة مع المحاولات العدائية الخارجية غير انه أكد ان وعي الشعب المصري وتعاليم الإسلام ستفوت الفرص على هؤلاء العابثين بأمن مصر بالإضافة إلى البطالة ومؤامرات خارجية تحيكها إسرائيل والفقر الشديد والأمية وعدم وجود خطط قومية واضحة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، مبينا أن ارتفاع المطالب الفئوية في مصر أدى إلى ظهور بعض النزاعات.
كما أوضح أن من بين تلك العناصر التي يتخوف منها البعض تدني الأجور والفروق الاجتماعية ووجود بعض أوجه الفساد، مشيرا في هذا الإطار الى ان تلك الأمور سيتم تلافيها بفضل العقول المصرية الحكيمة وان مصر ستعود دولة قوية، مؤكدا ان قوة مصر من قوة العرب والبلاد الإسلامية، وأردف فيما يتعلق بحالة الانفلات الأمني التي أعقبت الثورة أن الأوضاع حاليا شهدت تحسنا ملحوظا، مؤكدا ان الحياة بدأت تعود الى طبيعتها وان الأمور تسير في طريقها الصحيح.