آلاء فرج
اكد رئيس الوحدة الاستشارية لنظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بعد بكلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت د.جاسم العلي، ان انظمة المعلومات الجغرافية والمعلومات المكانية اصبحت ضرورة من ضرورات الحياة ولا يمكن الاستغناء عنها في حياتنا اليومية.
وشدد د.العلي خلال الندوة التي نظمتها الجمعية الجغرافية الكويتية مساء امس الاول بعنوان «نظم المعلومات الجغرافية gis واهميتها في المجالات التطبيقية»، على اهمية تفعيل دور اللجنة الوطنية لنظم المعلومات الجغرافية لإنشاء مركز او جهة وطنية متخصصة في علم انظمة المعلومات الجغرافية بهدف توحيد الخريطة الاساسية على مستوى الكويت وتوفير الخرائط القاعدية لكل مؤسسات الدولة.
كما ان من اهم التوصيات التي خرجت بها الندوة، ضرورة التعاون بين المؤسسات الحكومية والهيئات العلمية المختلفة للاستفادة من المعلومات المكانية المتوافرة والتبادل المعلوماتي، وكذلك الاستفادة من الخبرات الوطنية المتخصصة.
كما اكد د.العلي ضرورة انشاء جهة او مركز خاص بنظم المعلومات الجغرافية لتغذية الدولة بكل المعلومات الجغرافية حتى لا تكون هناك ازدواجية في العمل، ويكون هناك نوع من انواع التنسيق والتبادل المعلوماتي بين مؤسسات الدولة، مشددا على ضرورة توفير العمالة الوطنية المؤهلة علميا وفنيا من خلال تحفيز الطلبة بالجامعة والهيئات العلمية الاخرى على دراسة وتعلم التقنيات العلمية المكانية الحديثة، وذلك من خلال تغيير المسمى الوظيفي والاستفادة من العلاوات الإضافية مع تصنيف تخصص أنظمة المعلومات الجغرافية ضمن التخصصات النادرة.
واوضح د.العلي خلال الندوة ان نظم المعلومات الجغرافية عبارة عن تكنولوجيا متقدمة والتي تعتمد في ادواتها الحديثة على ادارة البيانات المكانية من حيث تجميع تلك البيانات وتخزينها ومعالجتها، بالاضافة الى تحليلها واخراجها بصورة صحيحة يستفيد منها متخذ القرار، وتلك التكنولوجيا تخدم كل شرائح المجتمع المعنية بالمعلومات المكانية التي نتعايش معها يوميا. كما اشار الى ان نظم المعلومات الجغرافية عبارة عن اداة لمعالجة تحليل عرض المعلومات المكانية على خرائط باستخدام التكنولوجيا الحديثة والتي تسمى بالخرائط الذكية او الخرائط الآلية او الخرائط الرقمية، موضحا ان نظم المعلومات الجغرافية تتكون من 5 عناصر اساسية متمثلة في الاجهزة والبرامج والانسان الذي يدير العمل باستخدام الاجهزة والبرامج، بالاضافة الى البيانات التي تعتبر الاساس في نظم المعلومات الجغرافية واخيرا تحليل تلك البيانات باستخدام التكنولوجيا الحديثة، لافتا الى ان نظم المعلومات الجغرافية تتركب من معلومات خرائطية ومعلومات وصفية، وكل ما هو موجود على سطح الارض من معلومات مكانية ووصفها باستخدام الوسائل التقنية.
من ناحية اخرى لفت د.العلي الى ان اهمية نظم المعلومات الجغرافية تكمن في استخدامها حاليا بشكل كبير وواسع في عملية اتخاذ القرار في اكثر الدول المتقدمة، كما اصبحت عملية هامة جدا في عملية التخطيط والتنمية والادارة بالاضافة الى صيانة الموارد الطبيعية. وافاد د.العلي بأن من اهم مميزات نظم المعلومات الجغرافية قيامها بتصنيف المعلومات على شكل شرائح معلوماتية، حتى لا تكون هناك كثافة معلوماتية على خريطة واحدة، فيمكن تقسيم كل ما هو موجود على سطح الارض الى شرائح معلوماتية مما يعطي سهولة اكثر في عملية ادارة المعلومات. واردف قائلا: ان نظم المعلومات الجغرافية عبارة عن وعاء لتكامل وتوافق الانظمة المختلفة التي يمكن ان نأخذ منها البيانات اذا كانت معلومات جغرافية او صورا جوية او المرئيات الفضائية، وبالتالي يمكن الاستفادة من كل البيانات من مختلف المصادر وندخلها في نظم المعلومات الجغرافية وبالتالي نستفيد منها.
متابعا: ومن خلال استخدامنا لتلك التكنولوجيا يمكن رسم خرائط وعرضها، فضلا عن تعديل وتصحيح البيانات الجغرافية بكل سهولة ويسر وقياس المساحات والاطوال بدقة وسرعة متناهية، بالاضافة الى بناء قواعد البيانات المكانية وتحليل ومعالجة البيانات المكانية للحصول على حلول لتساؤلات او لمشاكل مختلفة، كذلك نشر الخرائط والبيانات على شبكة الانترنت، وبالتالي فإن العمليات التي تتم داخل النظام تنحصر في (تجميع، تخزين، استفسار، معالجة، عرض البيانات، واخراج البيانات بعد تحليلها).
وبالنسبة لمصادر بيانات النظام، فلفت د.العلي الى انه يتم الاعتماد على مصادر عدة للحصول على البيانات التي يتم تخزينها داخل النظام، ومنها المرئيات والصور الجوية والبيانات الخطية والاحداثيات، مشيرا الى انه حاليا يوجد تفكير في عمل دراسة تحليلية لاستخدام نظم المعلومات الجغرافية في تقليل المسافات في مواقع معينة لباصات المدرسة في منطقة الرميثية، ومن ثم يتم نقل الطلبة الى تلك المواقع ومن تلك المواقع تنقل الباصات الطلبة الى المدارس وتعود بهم الى منازلهم بما يوفر وقت الطلبة.
متابعا: وقد تم استخدام نظم المعلومات الجغرافية بشكل كبير جدا في ادارة الكوارث البيئية والمعالجات التي تتم داخل النظام بالنسبة لحدوث انهيارات صخرية او مشكلات بيئية بشكل عام، ودراسة الخرائط والانحدارات والظواهر الطبيعية للحيلولة دون ظهور تلك المشاكل.
كما قال د.العلي: تعمل انظمة المعلومات الجغرافية على تحويل البيانات الكتابية الى بيانات جغرافية ذات مدلول مكاني على الخرائط، كما يمكن استخدامها في القضايا البيئة التي لها علاقة بالمناخ، مشيرا الى التجربة الرائدة لمعهد الكويت للابحاث العلمية في فترة وجود النظام العراقي السابق والذي كان يهدد بين الحين والآخر بإلقاء قنابل تحمل غازات سامة، فكان هناك تطبيق لنظم المعلومات الجغرافية في المعهد في حال تم إلقاء تلك القنابل، لمواجهة تلك الكارثة.
صفحات الجامعة والتطبيقي في ملف ( pdf )