آلاء خليفة
حرصا من الجامعة العربية المفتوحة على اثراء الأدب، نظمت احتفالا برعاية وزيرة الاسكان والتنمية الإدارية د.موضي الحمود، بمناسبة اليوم العربي للأدب المقارن، تحت شعار «الأدب المقارن وحوار الثقافات» الذي اقيم صباح أمس الأول بقاعة الاجتماعات في الجامعة العربية المفتوحة - فرع الكويت.
وألقى أمين عام مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للابداع الشعري، عبدالعزيز السريع كلمة مؤكدا أهمية التواصل الثقافي والحضاري بين الشرق والغرب، كما تحدث عن اتفاقيات التعاون التي تجمعهم مع الجامعات الاسبانية في غرناطة وقرطبة والتي تركز على التبادل الفكري والثقافي.
وقال ان المؤسسة انشئت في عام 1989 واختصت بالشعر العربي ودعمه، وعملت على تنظيم العديد من الدورات وتستعد حاليا لتنظيم الدورة الحادية عشرة في الكويت.
وتابع قائلا: وقد شعرت المؤسسة بعد احداث 11 سبتمبر ان عليها الاسهام في تدعيم حوار الثقافات، فعملت على تنظيم الدورات التي تساعدها في تحقيق هدفها المنشود.
وفي حديث لـ «الأنباء» مع مدير الجامعة العربية المكلف - فرع الكويت د.عابدين شريف، أوضح لنا ان في أي مجتمع من المجتمعات حاليا لا يوجد مجتمع متجانس نظرا لظروف الهجرات والظروف الاقتصادية القاسية والموارد الطبيعية والحروب الأهلية، وبالتالي فإن تلك الظروف جعلت العالم في تحرك مستمر، فضلا عما اخلفته تلك الهجرات من نزاعات وخلافات داخل المجتمعات فيما يعرف بصراع الأكثرية مع الأقلية وصراع الأديان والثقافات.
وقال: نحن بحاجة الى الدعوة للحوار بين تلك الثقافات والاختلافات المتعددة، ومما لا شك فيه ان من أفضل المؤسسات في المجتمع التي يمكن ان تدير هذا الحوار هي الجامعات بصفة عامة، والجامعة العربية المفتوحة بطبيعتها وطبيعة فلسفتها والطلاب الموجودين فيها، تعتبر من أفضل الأماكن التي يمكن ان يدار فيها مثل هذا الحوار.
وأشار شريف الى انه قد قدم عقيل العيدان كلمة نيابة عن رابطة الأدباء في الكويت تحت عنوان «اسهام الأدب في تعزيز حوار الثقافات»، أثناء حفل الافتتاح لافتا الى ان الجلسة الأولى كانت حول صور وألوان أدبية في حوار الثقافات، لافتا الى ان الجلسة الأولى كانت حول صور وألوان أدبية في حوار الثقافات، ترأسها د.نجيب الشهابي.
وقدم د.تركي المغيض ورقة بعنوان «غوته والأدب العربي: دراسة في التلقي المنتج»، كما قدم د.طارق فخر الدين ورقة بعنوان «النقد الغربي لشعر المتنبي»، وكانت هناك ورقة من تقديم د.إيهاب النجدي حول تجليات باريس في الشعر العربي الحديث.
ومن ناحية اخرى لفت شريف الى ان الجلسة الثانية ترأستها د.شاكرة العلاني، حول تجارب في الترجمة الابداعية، وقد قدم د.أحمد فرحات ورقة بعنوان «تجربتي في ترجمة قصائد لشعراء من جنوب وشرق آسيا الى العربية»، وقدم د.محمد شرف الدين ورقة بعنوان «تجربتي في ترجمة الشعر الانجليزي الى العربية».
اما د.طارق فخر الدين فقد قدم ورقة بعنوان «تجربتي في ترجمة الشعر العربي الى الانجليزية»، وقدمت د.شاكرة العلاني ورقة بعنوان «تجربتي في ترجمة قصائد لأبي قاسم الشابي الى الانجليزية».
وقد ترأس د.شريف الجلسة الختامية التي سيتم فيها تقييم جميع الأوراق التي قدمت وستخرج بالتوصيات الخاصة بالاحتفالية، لافتا الى انه من المؤكد انه ستجمع التوصيات وسترسل الى الجهات المهتمة بالأدب.
من ناحيته، قال د.طارق فخر الدين لـ «الأنباء»: انه في اطار التعاون مع الجمعية العربية للأدب المقارن وقرارها بتنظيم احتفال للأدب المقارن على مستوى العالم العربي، وبصفتي كنت احد المشاركين في المؤتمر الدولي للأدب المقارن الذي عقد في القاهرة، توليت مسؤولية تنظيم ذلك اليوم في الكويت لكي يكون باكورة لعمل أكبر في مجال الادب المقارن بالمستقبل.
ولفت فخر الدين انه لاقى اهتماما ودعما كبيرين من مديرة الجامعة المفتوحة - وزيرة الاسكان والتنمية الادارية - د.موضي الحمود، التي قامت برعاية الاحتفالية، موجها لها جزيل الشكر والتقدير كما شكر مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين ورابطة الأدباء الكويتية وكلية الآداب بجامعة الكويت الذين شاركوا في هذا اليوم، كما شكر جميع من ساهم في تنظيم تلك الاحتفالية المميزة، كما شكر مدير الجامعة المكلف - فرع الكويت د.عابدين شريف.
وعلى جانب آخر قال فخر الدين جاء اختيارنا لموضوع حوار الثقافات والحضارات كونه موضوعا مهما جدا، خاصة ان الجامعة هي الموطن الأساسي لحوار الحضارات.
وأوضح فخر الدين انه شارك بورقة عمل حول النقد الغربي لشعر المتنبي، موضحا ان الدارسين في الغرب اهتموا بالمتنبي ضمن اطار الدراسات الاستشراقية، ومنهم من ترجم بعض قصائده الى اللغة الانجليزية وتناولها بالنقد والتحليل، وجذبتهم شخصية الشاعر الفذ بجوانبها المتمردة والدرامية، فدرسوه ضمن سياقاته التاريخية والأدبية والثقافية، كما استعرض هؤلاء التراث النقدي العربي الذي تناول قصائد المتنبي.
من ناحية اخرى قدم د.طارق فخر الدين ورقة بعنوان «تجربتي في ترجمة الشعر العربي الى اللغة الانجليزية»، حيث قدم نموذجا لجهوده في قصيدتين قام بترجمتهما من العربية الى الانجليزية وهما قصيدة رثاء الشيخ عبدالله الجابر الصباح للشاعر الكويتي صلاح الساير، وهي من الشعر المنثور اضافة الى قصيدة «الشاعر وصورة الكمال»، وهي من القصيد المنظوم للشاعر المصري عبدالرحمن شكري.
ولفت فخر الدين الى ان تلك الورقة تبين محاولة احد الدارسين الانجليز المقارنة بين أبي الطيب المتنبي مع شعراء وكتاب اوروبيين ينتمون الى مختلف العصور واللغات، كما تتناول الورقة وصفا لبعض الجهود النقدية للدارسين في الغرب الأوروبي والأميركي مع تقديم خلفية تاريخية عامة لتطور تلك الجهود من أوائل القرن التاسع عشر حتى وقتنا هذا، والاشارة الى تقييمها من احد الدارسين العرب المعاصرين.
اما استاذة الأدب الانجليزي بالجامعة العربية المفتوحة د.شاكرة العلاني، فلفتت لـ «الأنباء» انها قامت بترجمة عدة ترجمات شعرية من والى اللغة العربية والانجليزية والفرنسية، وقد شاركت في الاحتفالية بورقة عمل حول تجربتها في ترجمة قصائد لأبي قاسم الشابي الى الانجليزية والفرنسية، متابعة: وترجع فكرة تنظيم تلك الاحتفالية الى د.طارق فخر الدين الذي حولها الى أرض الواقع، مشيدة بالحضور الذي شارك في الاحتفالية.
وأكدت العلاني ان فكرة الاحتفال كانت مبدعة جدا لضرورة وجود تقارب بين الشرق والغرب في الوقت الراهن، والذي يكون عن طريق الترجمة لا سيما الأدب سواء كان فرنسيا أو انجليزيا أو عربيا، لافتة الى انه وبعد احداث 11 سبتمبر حدث خلاف، ولكننا ندعو الى نبذ ذلك الخلاف.
صفحة الجامعة والتطبيقي في ملف ( pdf )