آلاء محمد
برعاية وحضور عميد كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت د.يعقوب الكندري، وبمناسبة انتهاء الموسم الثقافي للعام الجامعي 2007 - 2008، نظمت الكلية الندوة السنوية الثالثة تحت شعار «دراسات تطبيقية في العلوم الاجتماعية»، وقد ترأس الجلسة الاولى التي كانت تحت عنوان دراسات في الصحة النفسية والاسرية رئيس قسم علم النفس د.حسن عبداللطيف.
وتحدث د.احمد عبدالخالق عن التعب بانواعه، لاسيما التعب المزمن، كما لفت الى الاضطرابات النفسية والعصبية، موضحا ان تلك الامور قد تؤدي الى انخفاض النشاط وقلة الرغبة في العمل وفي تكوين العلاقات الاجتماعية والشخصية بما يؤثر على الانتاج.
واوضح ان الاسباب مجهولة حتى الآن وغير معلومة اذا كانت بسبب عدوى او ڤيروس او تغير في الدم او غيرها من الاسباب.
ومن جهة اخرى، اوضح د.عبدالخالق ان هناك وحدة مرضية لها علاجات واسباب معينة.
ومن جهتها تحدثت د.فاطمة عياد عن «العنف الاسري صوره، اسبابه والنظريات المفسرة له»، لافتة الى ان ظاهرة العنف الاسري احتلت بؤرة اهتمام الكثير من علماء النفس والاجتماع، وترأس الجلسة الثانية من جلسة الندوة السنوية لكلية العلوم الاجتماعية رئيس قسم العلوم السياسية د.عبدالرضا اسيري، وقد تحدثت رئيسة وحدة الدراسات الاوروبية والخليجية د.هيلة المكيمي، عن السياسة الفرنسية تجاه منطقة الشرق الاوسط والخليج في ظل الادارة الجديدة بقيادةالرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، ولفتت الى انه من اكثر الرؤساء جدلا منذ قدومه للرئاسة في الانتخابات نظرا لانه كانت لديه افكار طموح ولكن وصفها البعض بانها غير قابلة للتطبيق على ارض الواقع، خاصة ان ميوله وانحيازه كانا للولايات المتحدة الاميركية، مما جعل البعض يلقبه بـ«ساركوزي الاميركي»، موضحة ان تلك القضايا اثارت الجدل حول هوية الرئيس ساركوزي، وتابعت المكيمي قائلة: ولقد اتضحت الصورة جلية بعد قدومه للرئاسة، واتضح بالفعل التقارب الاميركي ولكن ليس كما صوره البعض بأنه تابع ومنفذ لسياسة اميركا انما هو لا يتوانى في التعبير عن اعجابه بالنمط المعيشي باميركا واعجابه بنظام العمل في اميركا، حيث ذكر في احدى المرات ان مقياس العمل بفرنسا والمحدد بـ 35 ساعة يجب ان يكون الحد الادنى لساعات العمل.
ومن جهة اخرى ذكر ساركوزي انه لا توجد لديه اي مشكلة ان يتحدث الشعب الفرنسي اللغة الانجليزية لو كان ذلك السبيل نحو جعل فرنسا دولة عظمى وصانعة للقرار.
واشارت المكيمي الى سياسة ساركوزي الخارجية، لاسيما انه قد وجهت له العديد من الانتقادات نظرا لصعوبة تحقيقها، وبالنسبة لسياسته من ناحية دول الخليج والشرق الاوسط فنجد انه اختزلها ووضعها في اطار رؤيته للاتحاد المتوسط والتي اطلق عليها «اتحاد من اجل المتوسط»، والتي طرحها خلال فترة الانتخابات وبدأ يروج لها بعد انتخابه كرئيس.
اما رئيس وحدة الدراسات الاميركية د.عبدالله الشايجي، فقدم نظرة استشرافية: رؤية مستقبلية للعلاقات الكويتية - العراقية.
لافتا الى ان العراق شكل خلال العقود الماضية العقدة الكبرى للكويت، حيث تحول حتى قبل الاحتلال العراقي «1990 - 1991» هاجسا امنيا هدد الوجود الكويتي كله.
لقد شكل نظام الرئيس المقبور صدام حسين اكبر تهديد للأمن والاستقرار والرخاء ليس للكويت فحسب، ولكن لمنطقة الخليج بأسرها.
والعراق الذي ينزلق نحو الفوضى والحرب التقسيمية لايزال يشكل عامل عدم استقرار وتهديد لكيانه وللأمن القومي للكويت والمنطقة، بطرق مختلفة عما كان يمثلها نظام صدام حسين.
وتابع قائلا: يمكن تلمس سيناريوهات اربعة لمستقبل العراق ومن ثم انعكاس ذلك على الكويت ومنطقة الخليج، وذلك على النحو الآتي: هناك تخوف كبير من ان الاوضاع في العراق مرشحة للتصعيد، نتيجة للخلافات حول الدستور والاقصاء والتهميش وتوزيع الثروات.
ثم تخوف السنة في الخليج والعالم العربي من الدور الايراني والشيعي في العراق في ايجاد حكومة فيدرالية مدعومة من ايران وخاصة في جنوبه مما يشكل تهديدا مباشرا لأمن دول المنطقة واستقرارها.
وما يكسب هذه المخاوف اهمية هو التصريحات المتشائمة التي ترسم وضعا ينزلق بالعراق نحو هاوية التشرذم الطائفي والمذهبي والعرقي.
ولكن يبقى تهميش السنة واقصاؤهم من المعادلة السياسية في العراق والطعن في شرعية النظام الجديد وتحول هذه الفئة المهمة الى شرارة حرب أهلية، او الى لبننة العراق - بحسب النموذج اللبناني - من الخطورة بمكان، بحيث لا تقتصر مخاطرها على العراق بل تمتد لدول الجوار وخاصة الكويت.
وعن السيناريوهات الاربعة قال انها اولا تقسيم العراق.
والثاني حرب أهلية، مذهبية، طائفية. والثالث بروز النفوذ الشيعي وآثاره داخليا وخارجيا. والرابع نجاح النموذج العراقي.
صفحة الجامعة والتطبيقي في ملف ( pdf )