- المعصب: تسليط الضوء على هذا المرض أمر ضروري في ظل تزايد نسبة انتشاره بين الأطفال
- التميمي: مرضى التوحد يملكون حرفا ومواهب متنوعة يجب دعمها واستثمارها بكل الوسائل الممكنة
- النعيمي: الشعار العالمي لمرض التوحد سيكون فرصة يتعرف من خلالها الأطفال على صعوبة المرض
رندى مرعي
تنطلق غدا الاثنين حملة «لنحدث فرقا» التوعوية حول مرض التوحد في «مجمع 360» وتستمر حتى 2 سبتمبر ينظمها الاتحاد الوطني للطلبة ـ فرع المملكة المتحدة وايرلندا لنشر التوعية حول هذا المرض من خلال تعريف الناس أسباب هذا المرض وطرق التعامل معه، خاصة أن الكويت لطالما تميزت باهتمامها بأبنائها من ذوي الاحتياجات الخاصة على اختلاف هذه الأمراض.
وهذه الثقافة يحملها أبناء الكويت معهم ويحاولون نشرها والاستفادة منها على حد سواء، لذا أراد أعضاء الاتحاد الوطني للطلبة ـ فرع المملكة المتحدة وايرلندا مع مجموعة من الطلبة رد جميل الكويت من خلال الاهتمام بشريحة من أبناء الكويت وكانت هذه الشريحة مرضى التوحد الذين يولونهم من خلال هذه الحملة اهتماما خاصا كما يسعون الى تعريف الناس من مختلف الشرائح كيفية التعاطي مع هذا المرض ومرضاه، وفي حديث لـ«الأنباء» شرح منظمو الحملة أسبابهم وأهدافهم من ورائها.
وعن أهمية الحملة قال رئيس المكتب الإعلامي في الاتحاد الوطني للطلبة ـ فرع المملكة المتحدة وايرلندا سعد المعصب ان مرض التوحد عبارة عن إعاقة تطورية لابد من العمل على التوعية الكثيفة حولها لاسيما ان النسبة المعروفة هي 5-6 في كل 10 آلاف مولود وأصبحت 4 أولاد مقابل بنت واحدة وواحد من كل 200 مولود يمكن أن يكون مصابا بالتوحد.
لذا تهدف الحملة الى نشر التوعية حول التوحد، خاصة ان السبب الحقيقي لهذا المرض لايزال غير معروف وقد أثبتت الأبحاث أنها إعاقة ليست نفسية وانما عضوية تطورية في المخ قد تحدث قبل أو خلال أو بعد الولادة مباشرة، كما أن العلم لم يتوصل بعد الى معرفة أسباب الإصابة بهذه الإعاقة بالتحديد والتي تظهر عادة خلال السنوات الثلاث الأولى وهذا ما قد يخفى عن بعض الناس الذين لا يعرفون الكثير عن هذا المرض الذي يجب التعامل معه بشكل طبيعي.
وشرح المعصب أن التوحد هو إعاقة مدى الحياة وهو مظهر سلوكي لاضطراب عصبي يؤثر على وظائف المخ ويصنف ثالث مرض بهذه التأثيرات وقد تكون الإصابة خفيفة أو متوسطة أو شديدة.
وقال المعصب ان الهدف من هذه الحملة هو نشر التوعية حول التوحد ليدرك الناس أهمية التعامل مع مرضى التوحد، خاصة أنه كلما كان التدخل مبكرا كانت إمكانية التخفيف من حدته ممكنة.
بدورها، أعلنت نائب رئيس مكتب الاتحاد الوطني للطلبة ـ فرع المملكة المتحدة وايرلندا سارة التميمي أنه خلال الحملة سيتم جمع التبرعات لـ «مركز الكويت للتوحد» بهدف بناء ورشة عمل لخريجي مدرسة التوحد وذلك ليكون لديهم مكان يستثمرون فيه طاقاتهم بعد تخرجهم في المدرسة الخاصة بهم.
وأشارت التميمي الى أن مرضى التوحد كغيرهم من ذوي الاحتياجات الخاصة الذين يملكون طاقات لابد من تشجيعهم على تطويرها ومساعدتهم بكل الطرق المتاحة، فهم يمتلكون حرفا ومواهب متعددة، لذا تابعت التميمي أنه خلال أيام الحملة سيكون هناك ركن خاص لأصحاب المواهب يعرضون فيه ما أنجزوا ليعرفوا الناس على ما يستطيعون تقديمه.
وتابعت أنه الى جانب ما سلف ذكره سيحظى زوار «مول 360» بفرصة للقاء أولياء أمور بعض مرضى التوحد وعدد من أهل الاختصاص ليتعرفوا من خلالهم على تجربتهم في التعاطي مع مرضى التوحد وكيفية اكتشافه والاستفادة من هذه الخبرات من جهة ولتقديم الدعم المعنوي لأبناء هذه الفئة من جهة أخرى إذ ان مريض التوحد أكثر ما يحتاجه هو الدعم المعنوي لحثه على الاستمرار في عطائه ولمساعدته في اكتشاف ذاته ضمن إمكاناته التي على رغم من ضآلتها في بعض الحالات إلا أنها تحمل في طياتها للمريض ولكل من حوله الكثير من الأمل والتفاؤل.
ودعت التميمي كل شرائح المجتمع من مختلف الأعمار إلى زيارة «مول 360» خلال هذا الأسبوع والمشاركة في هذه الحملة التي سيجري خلالها أيضا استبيان لمعرفة مدى المام الناس بهذا المرض ومعرفتهم كيفية التعاطي معه.
من جانبها شددت روان النعيمي ـ طالبة طب في ايرلندا على أهمية التوعية بشكل عام، وقالت: ان فكرة إقامة حملة توعوية بشكل عام جاءت من إحساس هؤلاء الشباب الذين يدرسون في الخارج بالمسؤولية تجاه مجتمعهم وأنهم يجب أن يستغلوا الاجازة الصيفية في نشاط يخدم أبناء مجتمعهم، ولأن معظمهم من طلبة الطب ولأهمية الإلمام بمرض التوحد كان اختيارهم أن يكون نشاطهم حملة توعوية حول مرض التوحد على ألا تكون هذه هي الحملة الأولى والأخيرة، آملة أن تتبع بنشاطات أخرى تعود بالمنفعة على الكويت وأهلها.
وتابعت النعيمي: ان الفريق القائم على هذه الحملة يضم حوالي 30 متطوعا سيتواجدون في «مول 360» على فترات مختلفة طيلة النهار منذ الساعة 10 صباحا حتى 9 مساء ليجيبوا عن كل تساؤلات الناس حول هذا المرض وكل ما يدور حوله، وقالت: ان الهدف من هذه الحملة ليس فقط تسليط الضوء على مرضى التوحد وإشراكهم في المجتمع بل أيضا لفت انتباه الناس إلى ان لكل مرض طريقة معينة للتعامل معه ما يساعد المريض نفسه على تخطي أزماته ومرضه.
وأضافت النعيمي ان الأطفال الأصحاء أيضا لديهم دور في التخفيف من حدة ألم المرض عن نظرائهم من الأطفال والألم النفسي قد يكون أقسى من العضوي، لذا تنظم الحملة نشاطا يعرف الأطفال على هذا المرض وصعوبته من خلال إشراكهم في تلوين الشعار العالمي للمرض ليعرفوا من خلاله مدى صعوبة المرض واشتباكاته عبر استخدام ألوان متعددة ومتشابكة.
حساب وقف التوحد الخيري
يتم جمع التبرعات التي تقوم بها الحملة التوعوية لمرض التوحد لإنشاء ورشة عمل لخريجي مدرسة التوحد مباشرة عبر حساب وقف التوحد الخيري رقم 011021081586 بيت التمويل الكويتي لعلها تكون مساهمة في رسم مستقبل أفضل لهؤلاء المرضى.
التوحد خلل في المخ لا تعرف أسبابه
يعتبر التوحد من الإعاقات الصعبة التي تعرف عالميا بأنها «خلل وظيفي في المخ لم يصل العلم بعد لتحديد أسبابه، يظهر خلال السنوات الأولى من عمر الطفل، ويتميز بقصور وتأخر في النمو الاجتماعي والإدراكي والتواصل مع الآخرين». ويلاحظ ان الطفل المصاب بالتوحد فقط يكون طبيعيا عند الولادة وليس لديه أي إعاقة جسدية او خلقية، وتبدأ المشكلة بملاحظة الضعف في التواصل لدى الطفل، ثم يتجدد لاحقا بعدم القدرة على تكوين العلاقات الاجتماعية وميله للعزلة مع ظهور مشكلات في اللغة، ومحدودية في فهم الأفكار، ولكنه يختلف عن الأطفال المتخلفين عقليا بأن بعض المصابين لديهم قدرات ومهارات فائقة قد تبرز في المسائل الرياضية او الرسم او الموسيقى والمهارات الدقيقة، ويتفوق عليه الطفل المتخلف عقليا في الناحية الاجتماعية. ولا يختلف الطفل التوحدي في الدول العربية أو الأجنبية، كما ان التوحد ليس له علاقة بالمستوى الاجتماعي للأسرة، إذ كان يعتقد ان التوحد يصيب الأسرة الغنية دون الفقيرة. والعلم لم يتعرف الى الجينات المسببة او المصابة حتى الآن بالتحديد، وسمح ذلك بعرض الكثير من الادعاءات او النظريات العلاجية التي تأخذ شهرة وجذبا من أولياء الأمور ووسائل الإعلام لفترة الى حين ظهور ما يكذبها، وبخاصة انها تظهر من خلال علاج او شفاء حالة واحدة، وربما لا تتكرر.
ويبقى التدريب المكثف وتعديل السلوك وإعطاء وسائل تواصل بديلة فعالة للطالب مع الصبر والاستمرار وإعطاء كل مرحلة عمرية ما تحتاج إليه من تدريب مناسب ووسيلة للاعتماد والثقة بالنفس والاستمتاع بالحياة خير معين للمصابين بالتوحد وأولياء أمورهم الى حين اكتشاف العلاج الناجع.
مركز الكويت للتوحد متميز محلياً وعربياً
تأسس مركز الكويت للتوحد عام 1994 وفق شراكة لافتة بين عدة جهات كبرى في الكويت، منها الأمانة العامة للأوقاف ووزارة التربية، إضافة الى شريحة واسعة من أهل الخير من أبناء الكويت، تلبية لحاجة العديد من الأسر الى مركز متخصص يخدم الأطفال الذين يعانون بسبب إعاقة التوحد، ويقام على أسس علمية وتربوية تستجيب لحاجاتهم،، وتصقل مهاراتهم. ولما كانت هذه الخدمة غير متوافرة حينذاك في اي مدرسة او مركز حكومي او أهلي، جرى التفكير في إنشاء المركز ليكون المتميز من نوعه محليا وعربيا. واستطاع المركز ان يحقق عددا كبيرا من الإنجازات في مدة وجيزة بعد انطلاقته الموفقة، فاستقطب اهتمام الأوساط التربوية والاجتماعية في البلاد لدوره الفاعل والمتميز في إطار عمله الإنساني، ثم تعزز دوره ونشاطه من خلال مبناه الجديد المتميز من النواحي الإدارية والفنية والجمالية.
أهداف مركز الكويت للتوحد
1 ـ توفير برنامج تربوي متخصص لمواجهة الصعوبات السلوكية لدى الأطفال، وذلك من خلال توفير بيئة تعليمية متكاملة منظمة، تمكنهم من الوصول الى أقصى طاقاتهم ورفع مستوى قدراتهم التحصيلية والاجتماعية والتعليمية، مع الأخذ بعين الاعتبار مراعاة الفروق الفردية ودعم القدرات والمواهب الخاصة والتركيز على إمكانية دمجهم في المجتمع.
2 ـ إعداد الدراسات المتخصصة في مجال التوحد ليكون مركزا بحثيا متخصصا، وحاليا يتم التعاون مع كلية الطب بجامعة الكويت وجامعة هارفرد وجامعة نورث كارولينا في أميركا.
3 ـ إعداد الكوادر المدربة والمتخصصة للتعامل مع هذه الفئة من خلال برنامج تدريبي مكثف ومستمر، يتضمن محاضرات وورش عمل متطورة ودورات داخل الكويت وخارجها، وبرنامج الاستضافات للمتخصصين العالميين والخبرات العربية.
4 ـ نشر الوعي في المجتمع الكويتي عن إعاقة التوحد، وذلك من خلال عقد الندوات التثقيفية الإعلامية والمؤتمرات، إضافة الى توفير الكتب والإصدارات باللغة العربية التي تعين أولياء الأمور والباحثين والمهتمين بالتوحد على الاطلاع والتعرف الى صفاته وخصائصه وكيفية التعامل معه.
5 ـ دعم العمل التطوعي مع الفئات الخاصة بكل أنواعه في المجتمع الكويتي سواء بالجهد او الوقت او المال.
6 ـ تدريب أولياء الأمور من خلال اللقاءات المفتوحة لتوعيتهم والرد على استفساراتهم، ومن خلال التدريب العملي على كيفية التعامل مع أطفالهم، وفتح المجال للاستشارات الفردية في جو من السرية والخصوصية، ومتابعة البرنامج الفردي لأطفالهم عن طريق تخصيص أوقات لمناقشة الخطط التعليمية الفردية وحضور البرامج التعليمية والمحاضرات وورش العمل.