سعود المطيري
افتتحت وزيرة التربية ووزيرة التعليم العالي الرئيس الأعلى للجامعة نورية الصبيح نيابة عن سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد المؤتمر الدولي الرابع لأبحاث وتطوير الطاقة الذي ينظمه قسم الهندسة الميكانيكية في كلية الهندسة والبترول في جامعة الكويت، وذلك بحضور مدير الجامعة د.عبدالله الفهيد والأمين العام د.أنور اليتامى ونائب مدير الجامعة للتخطيط د.فيصل الجويهل ونائب المدير للشؤون العلمية د.ناجم الناجم، وعميد كلية الهندسة والبترول، د.طاهر الصحاف والعمداء المساعدين ورؤساء الأقسام بالكلية، بالاضافة الى نخبة من الباحثين والعلماء العالميين ومهندسين ومختصين في مجال الطاقة.
وقالت الصبيح في كلمتها نيابة عن سمو ولي العهد ان الطاقة هي سر الحياة في الارض، وسر استمرارها وارتقائها، وتنوع صورها عند الانسان وفي جميع الكائنات، من جماد او نبات او حيوان او مياه، وبقدر ما يملك الانسان منها خاضعا لإرادته، وما يبذله لتطويرها والاستعانة بها في استثمار ما سخره الله له، تكون سعادته في حاضره ومستقبله.
واضافت الصبيح ان الله خلق الطاقة مع خلق الارض حين أراد للانسان ان يعمرها، فانزل الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس، وأودعه في باطن الارض وهدى الانسان الى الكشف عنه ليكون اداته الى امتلاك القوة والسيطرة على زمام الحياة.
وكان ذلك سبيله للكشف عن كثير من الطاقات، طاقات النحاس والذهب والفضة والفحم، ثم النفط.
وأوضحت انه كان للطاقة الدور الاول في امتلاك اسباب القوة وتغيير نمط الحياة، والاتجاه بها الى صور متنوعة يغلب في بعضها الرخاء، وفي بعضها البحث العلمي، وفي بعضها القوة طلبا للسيطرة وفرض الادارة، مشيرة الى ان نصيب الدول التي عملت على تطوير الطاقة واستثمارها بأحدث وسائل الاستثمار كان كبيرا، فصعدت الى القمر، وجابت سفنها البحار، فقربت المسافات، وتلاشت الابعاد وعلم الانسان كثيرا مما لم يكن يعلم.
وذكرت الصبيح ان من نعم الله علينا ان الطاقة تجري انهارا في باطن الارض التي نحيا عليها، وان هذه الطاقة رصيد يجب استثماره بوعي، ويجب ان نتابع تطويره، وان نشارك الآخرين جهودهم في تطويره، نسمعهم ونستمع اليهم، ولا ندخر وسعا في الانفتاح على العالم في هذا الميدان، وذلك ما نأخذ به في الكويت، حيث تشارك مراكز البحث وكثير من المؤسسات التي يعنيها أمر الطاقة في مؤتمرنا هذا، وحيث يشاركنا نخبة من المتخصصين والعلماء من عدد كبير من الدول، مما يجعل اللقاء في هذا المؤتمر يعود بالنفع على البشرية كلها، لان كل خطوة تساعد على تعظيم الاستفادة من الطاقة ومضاعفة العائد منها، وتوجيه استخدامها الى ابواب جديدة، هي خطوات في تقدم الانسان وارتقاء حياته.
وأكدت الصبيح في كلمتها ان تنظيم هذا المؤتمر في السنوات الماضية وفي هذا العام قد اتاح ويتيح الفرصة للقاء مثمر بين النظراء من المهندسين من ابناء الوطن وسائر الدول، كما يتيح الفرصة للتعرف على احدث المستجدات في مجال استخدامات الطاقة وتطويرها، وهو ما يعد أهم ما يهدف اليه عقد المؤتمرات، متوجهة بالشكر والتقدير لكل من اسهم في تنظيم المؤتمر ودعمه ورعايته، وكذلك من شارك في الصور المختلفة من انشطته.
ومن جانبه، ذكر مدير جامعة الكويت د.عبدالله الفهيد في كلمته ان عقد المؤتمر الدولي لأبحاث وتطوير الطاقة للمرة الرابعة في الكويت بعد النجاح الذي حققته المؤتمرات الثلاث السابقة يعد تأكيدا من دولة وجامعة الكويت على تشجيع البحث العلمي والدراسات التي تصب في العديد من علوم الطاقة وتوفير الفرص الملائمة للمهندسين والفنيين المحليين، للتعرف على أحدث المستجدات في حقل استخدامات الطاقة وتطويرها، مشيرا الى ان اقامة مثل هذه المؤتمرات الحيوية وذات المستوى الرفيع لابد ان يصب في خدمة الكويت وبالفائدة على دول مجلس التعاون الخليجي، خصوصا ان قضايا الطاقة تعتبر مكونات جوهرية في سبيل تحقيق اهداف النمو الاستراتيجي المستمر.
وأكد د.الفهيد ان اهمية هذا المؤتمر تأتي من خلال التقاء العلماء والمتخصصين للتباحث في شتى مجالات وعلوم الطاقة ومنها ادارة وترشيد استهلاك الطاقة وتحويل الطاقة وانظمة توليدها بالاضافة الى انظمة التكييف والتبريد وغيرها، كما تتاح الفرصة للباحثين لتبادل المعلومات والافكار حول التقنيات الحديثة واطلاعهم على ابحاث الطاقة المقامة في الكويت وما تم تطبيقه من توصيات المؤتمر السابق.
واضاف د.الفهيد ان برنامج المؤتمر حافل بالانشطة الحيوية والمختلفة ومنها محاضرات رئيسية لعلماء محليين وعالميين تبرز احدث المستجدات في مواضيع عدة منها اجهزة المعلومات والتحكم في المباني الجديدة، وادارة الطاقة والبيئة، والمضخة الحرارية كجهاز كفاءة عالية للطاقة وتأثير تلاشي طبقة الاوزون في ارتفاع درجة حرارة الكون، كما ستقام ثلاث ورش عمل الاولى في الطرق البديلة لانتاج الطاقة الكهربائية، والثانية حول تصميم نظم ذات كفاءة عالية لتبريد الضواحي بالاضافة لورشة عمل تقام بالتعاون مع مؤسسة الكويت للتقدم العلمي حول وسائل الطاقة البديلة لتحلية المياه.
وتهدف هذه الورش الى التواصل مع المتخصصين في هذه المجالات واطلاع المتدربين على أحدث المستجدات في هذا المجال.
كما ستقام حلقة نقاشية رفيعة المستوى خلال المؤتمر بالتعاون مع برنامج الامم المتحدة للبيئة وبرعاية من ادارة الابحاث في جامعة الكويت وتتناول محاورها اوضاع الطاقة والبيئة في دول مجلس التعاون الخليجي.
واكد د.الفهيد ان لدى الكويت ودول مجلس التعاون الخليجي في مجال الطاقة كفاءات نشيد بها وبانجازاتها، لذلك فإننا نعول كثيرا على مخرجات وتوصيات مؤتمركم الذي أتمنى له ان يكلل بالنجاح لاستخدامها من اجل سن تشريعات وقوانين شاملة للمسائل التي تتصل بالطاقة، بحيث نؤسس لمعايير الزامية لضمان توافر ما نحتاجه من مصادر الطاقة الموثوقة والآمنة لسكان دول مجلس التعاون الخليجي في السنوات المقبلة.
واضاف قائلا: ان من شأن مؤتمركم هذا ايضا ان يوفر حوافز جديدة للتوسع في تطبيقات واستعمالات الحفاظ على الطاقة، من اجل تحريك دول المنطقة نحو تبني استراتيجيات أكثر امنا واستقرارا، وذلك من خلال الاستثمار بجدية في البحث والتطوير.
وثمن د.الفهيد في ختام كلمته الجهود المخلصة والدؤوبة للجنة المنظمة للمؤتمر برئاسة د.محمد الانصاري الاستاذ في قسم الهندسة المكانيكية، مقدما شكره للمؤسسات والشركات المساهمة في تنظيم المؤتمر والراعية له، مشيدا بدور ممثلي الشركات والهيئات المحلية والعالمية التي ستعرض آخر التقنيات في مجال الطاقة ومستخرجاتها مثل التكييف والتبريد، والمضخات والانابيب والعوازل الحرارية وانظمة التحكم بالطاقة.
بدوره، رحب رئيس قسم الهندسة الميكانيكية د.عصام العوضي بالحضور والمشاركين في المؤتمر، وذكر في كلمة له ان اللجنة المنظمة بنت اعمالها على نجاح المؤتمرات الاول والثاني والثالث التي عقدت خلال السنوات العشر الماضية، وتأمل اللجنة ان ينجح المؤتمر الحالي في التركيز على آخر المستجدات في مجالات الطاقة، وكذلك في خلق الجو الملائم لتبادل الافكار والمعلومات بين العلماء والباحثين في بلدنا ومختلف بلدان العالم.
واضاف العوضي ان انشطة المؤتمر الحالي تحتوي على ما يزيد على مائة ورقة علمية محكمة سيساهم في طرحها باحثون يمثلون 25 دولة من مختلف دول العالم، وذلك بالاضافة الى اربع محاضرات رئيسية سيستعرض المحاضرون الكرام فيها آخر المستجدات والتطورات في مجالات متعددة مثل: التحديات التي تواجه الشرق الاوسط في مجالات الطاقة وتأثير التشغيل والصيانة على استخدام الطاقة في المباني، والمعايير الدولية للبيئة الداخلية وتأثيرها على الصحة والراحة والانتاجية، وتوزيع الطاقة لتبريد المناطق الصحراوية وانتاج المياه العذبة.
صفحة الجامعة والتطبيقي في ملف ( pdf )