آلاء خليفة
نظم الاتحاد الوطني لطلبة الكويت فرع الجامعة اعتصاما سلميا امام مبنى مدير جامعة الكويت ظهر امس بالتعاون مع القوائم الطلابية «الائتلافية، الاتحاد الاسلامي والوسط الديموقراطي» وبعض الجمعيات والروابط الطلابية تحت شعار «حرياتنا لن تمس»، احتجاجا على قرار الادارة الجامعية الذي اتخذته مؤخرا والذي يمنع اقامة ندوات سياسية لمرشحين ومرشحات مجلس الامة 2009 داخل جامعة الكويت.
في البداية قال رئيس الاتحاد الوطني لطلبة الكويت فرع الجامعة اوس الشاهين:
يشهد الله وتشهد الجموع الطلابية اننا اضطررنا الى ان نقف مثل هذه الوقفة، فمنذ بداية العام النقابي ونحن نسعى للتواصل والتعاون والحوار مع الادارة الجامعية، ولكن بعد قرار الادارة الجامعية بمنع الندوات السياسية داخل جامعة الكويت بحجج غير منطقية هذا الامر مرفوض وكان لابد من وقفة كونها سابقة خطيرة ولن يسمح الاتحاد بان تمر مرور الكرام.
وشكر الشاهين القوائم والجمعيات والروابط الطلابية التي تفاعلت مع هذه القضية الحساسة، لافتا الى ان الاتحاد قدم يوم الاحد الماضي عدة فورمات لاقامة انشطة لاستضافة مرشحين سياسيين وشخصيات سياسية ولكن قوبل طلبنا بالرفض وفوجئنا بعدها بصدور قرار يمنع تنظيم ندوات سياسية بالجامعة، وعندما سألنا عن متخذ القرار وجدنا ان كل مسؤول بالجامعة يلقي بصدور القرار على مسؤول آخر وطلبنا لقاء الادارة الجامعية ولكن وصلتنا رسالة هاتفية ان القرار قد اعتمد وسنوفيكم بالتفاصيل في وقت لاحق، نظرا لعدم قدرة المسؤولين بالجامعة على تحمل مسؤولية اتخاذ هذا القرار السيئ الذكر والمتخلف وغير المسؤول.
ولفت الشاهين الى ان الادارة الجامعية تعذرت بأعذار واهية في اصدار هذا القرار ومنها عدم رغبة الادارة في تسييس طلبة الجامعة والحركة الطلابية الكويتية وان جامعة الكويت مكان للعلم والتعليم وليست مكانا للسياسة، وعذرهم الآخر انهم لا يريدون ان ينتقد احد المرشحين الحكومة في الندوات، مستغربا من حدوث تلك التصرفات داخل الكويت المعروفة بالديموقراطية والحرية على مر الزمان.
واكد الشاهين ان الحركة الطلابية لن تسمح لكبت الحريات الذي بدأ يظهر في الكويت بان ينتقل داخل الحرم الجامعي، موضحا ان الحريات لن تمس، لافتا الى ان القانون ودستور الاتحاد واللائحة الاساسية لنظام الجمعيات العلمية تحفظ الحق بإقامة انشطة وطنية وسياسية ثم يظهر مسؤول جامعي يصدر مثل هذا القرار.
وتابع قائلا وذكرت الادارة الجامعية انه في احدى الندوات التي اقامتها احدى الجمعيات العلمية، احدى المرشحات تكلمت عن وزيرة التربية والتعليم العالي، لافتا الى انه لا يوجد في الكويت ما يمنع توجيه نقد لأي شخصية سياسية في الكويت، لافتا الى ان هذا التصرف تخلف لن تسمح به الحركة الطلابية الكويتية.
واعلن الشاهين ان الاتحاد اجتمع مع القوائم الطلابية «الاسلامية، الائتلافية، الاتحاد الاسلامي والوسط الديموقراطي» مشددا على ان الاتحاد سيستمر في تحركاته التي لن تنتهي الا بانتهاء مثل هذا القرار وايقافه، لافتا الى ان الاتحاد لن يرضخ لهذا القرار، فبعد صدوره قام الاتحاد باستضافة 5 مرشحين داخل مبنى الاتحاد من 5 تيارات مختلفة، لعلها تكون رسالة واضحة من الاتحاد للادارة الجامعية، مؤكدا انه لا يمكن عزل الطلبة عن العمل السياسي لاسيما ان طلاب وطالبات الكويت على درجة كبيرة من الوعي.
ومن جهته، استنكر عضو الاتحاد تركي العتيبي، قرار منع الادارة الجامعية اقامة ندوات لمرشحي ومرشحات مجلس الامة داخل الجامعة، وندد بمثل ذلك القرار الجائر والتعسفي وغير المدروس، لافتا الى ان الاتحاد لا يسعى إلى التأزيم ولا يهدف بمثل هذا الاعتصام الى استعراض القوة.
متابعا: إذا اردنا استعراض القوة فالادارة الجامعية تعلم جيدا كيف هي قوة الاتحاد، ومخطئ من يظن ان الاتحاد أهمل القضايا الطلابية التي لها الاولوية ولكن لن نقف مكتوفي الايدي ونحن نرى هذا التعدي والتعسف في القرارات من قبل الادارة الجامعية، ويبدو أن الادارة الجامعية نسيت أو تناست الاضراب الذي نظمه الاتحاد منذ سنتين، مؤكدا ان الحركة الطلابية الكويتية لن تسكت امام هذا القرار.
ومن ناحيته، قال ممثل قائمة الوسط الديموقراطي علي اشكناني: ان قائمة الوسط الديموقراطي تقف وقفة احتجاجية مع الاتحاد والقوائم الطلابية استنادا لما نص عليه الدستور بتأكيده على الحريات، مؤكدا ان حريات الطلبة لن تمس. وذكر اشكناني ان الادارة الجامعية تعتقد ان الحركة الطلابية ضعيفة، لكنا نذكرها بدور الحركة الطلابية في الحياة السياسية عندما حل البرلمان في 76 و86، ودورها اثناء الاحتلال العراقي الغاشم، موضحا ان الحركة الطلابية تتحد اليوم وتقف يدا واحدة لكل من تسول له نفسه التعدي على حريات الطلبة، لافتا الى ان الوقفة الاحتجاجية خطوة اولى وستتبعها الكثير من الخطوات حتى يتم الغاء هذا القرار غير الرسمي وغير المفعل، لافتا إلى ان الحريات خط احمر، كما اكد دستور الكويت الذي وضعه الشيخ عبدالله السالم رحمه الله.
من جانبه، وجه منسق القائمة الائتلافية أحمد السميط رسالة إلى الادارة الجامعية اكد فيها ان الاستمرار في هذا القرار المتعسف ستكون نهايته وخيمة، فالحركة الطلابية قالتها منذ الازل «حريتنا لن تمس» وستظل الراية التي تمثل طوق الحرية في جامعة الكويت خاصة والكويت قاطبة. ولفت السميط، باسم القائمة الائتلافية متضامنا مع الاتحاد والقوائم والجمعيات والروابط الطلابية، إلى أن محاولات الادارة الجامعية طي ذراع الحركة الطلابية محاولات فاشلة ولن تجدي، مؤكدا رفض الحركة الطلابية ان تملى اجندات خارجية على جامعة الكويت، واعدا بالكشف عن المسؤول الذي اصدر هذا القرار في الايام المقبلة وسيعرى امام الشعب الكويتي. ونيابة عن القائمة الاسلامية، ندد منسق القائمة محمد عبدالصمد بهذا القرار الصادر من الادارة الجامعية، موضحا ان توقيت صدور القرار في ظل الاجواء البرلمانية يؤكد وجود محاولات لفصل الطلبة عن الواقع السياسي الذي تعيش فيه الكويت، مدافعا عن الحريات التي كفلها الدستور والقانون.
واوضح عبدالصمد ان طلاب وطالبات جامعة الكويت يرفضون هذا القرار وستكون هناك تحركات اخرى في مطلع الاسبوع المقبل ان لم يتم الغاء القرار، مؤكدا ان طلاب وطالبات جامعة الكويت على درجة كبيرة من الوعي السياسي ومن اشد المتابعين لما يحدث على الساحة السياسية وبالتالي لا يمكن بأي حال من الاحوال عزلهم عما يجري، متمنيا من الادارة الجامعية إعادة النظر في هذا القرار المجحف.
ونيابة عن الجمعيات والروابط الطلابية بجامعة الكويت، قال رئيس جمعية العلوم الاجتماعية بداح المطيري، ان الاعتصام من اجل الحفاظ على مستقبل الكويت، واصفا هذا القرار بأنه ظالم ومجحف، ومتمنيا من الادارة الجامعية الغاء القرار قبل ان تتخذ الحركة الطلابية خطوات اخرى قد لا تحمد عقباها.
لافتا الى ان الاعتصام هو الخطوة الأولى وستتبعها خطوات تصعيدية اخرى، وندعو الادارة لالغاء القرار في أسرع وقت ممكن، مؤكدا ان الحريات في جامعة الكويت لا تمس ولن تمس.
وختمت الوقفة الاحتجاجية بكلمة من رئيس النادي السياسي بجامعة الكويت احمد الهاجري، مؤكدا ظلم القرار ومطالبا الادارة الجامعية بالغائه.
واوضح الهاجري ان الطلاب والطالبات هم من يرسمون مستقبل الكويت ولا يمكن تقليص حرياتهم بهذا الشكل الغريب، قائلا: حرياتنا لن تمس، وارجو من الادارة الجامعية ان تقرأ التاريخ ففيه العبر.
صفحة الجامعة والتطبيقي في ملف ( pdf )