محمد هلال الخالدي
قال المنسق المقيم للأمم المتحدة في الكويت د.صلاح بورجيني في تصريح خاص لـ «الأنباء» ان الكويت قامت بجهود جبارة في ترسيخ مبدأ تكافؤ الفرص والمساواة بين الرجل والمرأة، وأضاف أن الكويت يمكن أن تلعب دورا رياديا في المنطقة لدعم هذا التوجه كونها من الدول العربية السباقة في هذا المجال، وأكمل د.بورجيني الذي قدم مساء أمس الأول محاضرة عن المساواة بين الجنسين وحقوق العمال في الجامعة الأميركية ضمن أسبوع الوعي الاجتماعي السنوي الرابع الذي ينظمه قسم الحياة الطلابية بالجامعة الأميركية، أكمل بأن أي عملية تنمية في أي مجتمع تتطلب إعطاء فرص متساوية للرجل والمرأة على حد سواء للمشاركة، ولا يمكن لأي مجتمع أن يتقدم إذا قام بإلغاء أحد هذه الأعمدة الأساسية للتنمية والبناء.
وأشاد د.بورجيني بالمرأة الكويتية حيث وصفها بأنها ناضجة فكريا وسياسيا واجتماعيا ويمكن أن يعول عليها مثلها مثل الرجل لتقوم بدورها في توعية المجتمع وتنمية الاقتصاد وإثراء الحياة السياسية، كما أنها قادرة على توعية أختها المرأة في الدول المجاورة، وقال ان المجتمع الذي تصل فيه المرأة إلى هذه الدرجة من الوعي والفاعلية لا خوف عليه أبدا.
كما أكد د.صلاح بورجيني أن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في الكويت يقوم حاليا بإعداد مجموعة كبيرة من البرامج التوعوية الداعمة لمبدأ المساواة بين الرجل والمرأة وغيرها من القضايا الاجتماعية المهمة، وصرح بأن مكتب الأمم المتحدة في الكويت يحظى بدعم كبير ومشجع من حكومة الكويت ومن مجلس الأمة كذلك، حيث التقى رئيس مجلس الأمة جاسم الخرافي الذي أكد له دعم هذه البرامج والمشاريع التنموية إلى أقصى حدود الدعم والمساندة، وقال: ان لدينا تنسيقا مستمرا مع الأمانة العامة للتخطيط وجار تنفيذ هذه البرامج وسيكون للمرأة الكويتية دور فاعل فيها بلا شك إضافة إلى مشاركة عدد كبير من الأكاديميين ومنظمات المجتمع المدني، وأكد بورجيني أن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لديه عدة مشاريع تنموية واجتماعية على مختلف المستويات ولكن سيكون التركيز أكثر على حقوق المرأة كونها تحتل أولوية لدى الأمم المتحدة.
وتحدث د.صلاح بورجيني لطلبة الجامعة الأميركية حول جهود الأمم المتحدة بصورة عامة وجهود برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، موضحا أن في الأمم المتحدة حاليا حوالي 29 منظمة دولية تعمل جميعها على خدمة الشعوب وحماية البشر من الأمراض والأوبئة والفقر والجوع والجهل والحروب، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي يعد احدى أهم هذه المنظمات وله أفرع في أغلب دول العالم، وعدد أهم الدول التي تقدم دعما ماليا لهذه المنظمة وهي الدول الاسكندنافية (النرويج، الدنمارك، السويد، هولندا) إضافة إلى اليابان وكندا، إلا أنه اعتبر ميزانية المنظمة لاتزال بسيطة ولا تمكنها من القيام بدورها المطلوب على أكمل وجه، حيث تبلغ 3.7 مليارات دولار فقط لا يمكن أن تفي بكل متطلبات مشاريع التنمية البشرية.
كما تطرق د.بورجيني إلى وضع المرأة في العالم العربي قائلا انه لايزال يعاني العديد من المشكلات نظرا لوجود خلل كبير في بعض النظم كالتعليم والصحة، وكذلك بسبب العادات والتقاليد الموروثة وتقلص مستوى الحريات العامة وتراجع القوانين التي تحمي الحريات والحقوق المدنية. كما أن الدول العربية تعاني في كثير من مناطقها من حروب واضطرابات سياسية تؤثر بالتأكيد على عمليات التنمية، وانتقد بورجيني النظام التعليمي التقليدي السائد في كثير من الدول العربية، معتبرا أنه لايزال غير قادر على الانتقال بالمجتمع إلى وضع أفضل وتخليصه من الموروثات السلبية.