أصدرت رابطة امراض الجهاز العصبي الكويتية بيانا عن مرض الـ «ام.اس» جاء فيه: تفاعلا مع التساؤلات العديدة والاهتمام الكبير بعملية توسيع الاوردة لمرضى التصلب العصبي المتعدد، تود الرابطة باسم جميع اعضائها المكونة من 35 طبيبا لأمراض الجهاز العصبي في جميع مستشفيات الكويت ابداء رأيها في هذه القضية المهمة.
إن بحث الدكتور الايطالي باولو زامبوني (جراح الاوعية الدموية) أشاع كما كبيرا من التساؤلات في اوساط المهتمين بمرض التصلب العصبي المتعدد، حيث اعلن ان علاجا تداخليا وصفه بالبسيط يمكنه ان «يحرر» المرضى من هذا المرض، وقد اقام دعواه على اساس ملاحظته فقط لوجود انسدادات او اعوجاج في الاوردة الكبيرة للرأس والحبل الشوكي، وادعى انه من خلال القيام بتوسعة تلك الاوردة فإنه يتم شفاء المريض.
ونحن كمختصين في أمراض الجهاز العصبي نهتم دائما بمتابعة الابحاث الجديدة والتطورات العلمية التي تساعد في فهم اسباب مرض التصلب العصبي المتعدد ووسائل علاجه، في الوقت نفسه نطالب دائما بأن تكون اي نظرية جديدة متماشية مع الادلة العلمية المعروفة، وان تخضع الابحاث العلمية حول نجاح العلاجات الجديدة للتدقيق من قبل مجموعة من المختصين بالمرض، ومازلنا كغيرنا من المهتمين بمرض التصلب العصبي في العالم مهتمين برؤية ابحاث اخرى تدعم ملاحظات د.زامبوني، ان نظريته حول مرض التصلب العصبي المتعدد تشوبها الكثير من النواقص ومازالت عاجزة عن تفسير العديد من جوانب المرض التي نعرفها من خلال سنوات طويلة من الابحاث والملاحظة الدقيقة لمراحل المرض وتطوره كمرض ناتج عن اضطراب في جهاز المناعة.
ان وضع القسطرة في اوردة الرأس والحبل الشوكي لازالة الضيق او تعديل الاعوجاج فيها هي عملية قد ينتج عنها ضرر بالغ في حال تمزقت الاوردة او حدث نزيف او جلطات، او حتى حدوث التهاب جرثومي نتيجة للعملية او الوفاة (كما حصل فعلا في مستشفى جامعة ستانفورد العريقة)، وهذه التحذيرات يجب ان تكون معلنة لأي مريض يقدم على هذه الطريقة التداخلية.
على مر السنين، ظهرت العديد من الادعاءات حول «علاجات شافية» لمرض التصلب العصبي، والتي غالبا ما اتضح زيفها، والى ان يتم التأكد من صحة نظرية ضيق الاوردة هذه ونجاح العلاجات المحتملة دون مخاطر تذكر، فإن رابطة امراض الجهاز العصبي الكويتية تدعو الى التريث وعدم تشجيع هذه الطريقة التداخلية كعلاج معتمد لمرضى التصلب العصبي حتى يتم استكمال الدراسات حولها، كما تدعو الرابطة وبشدة مرضى التصلب العصبي المتعدد الى عدم ايقاف علاجاتهم الحالية او تغييرها من اجل تجريب العلاج المحرر للدكتور زامبوني، وعدم القيام بفحص اوردتهم بأساليب مازالت غير مقننة وعدم السعي وراء علاجات غير معتمدة.
في الختام، نود ان نذكر بالالتزام باستعمال الطرق العلمية المحايدة غير الخاضعة للعواطف او الاستنتاجات المبنية على حاجة المرضى الماسة لايجاد علاج فوري وشاف لهذا المرض، ونتمنى لجميع المرضى الشفاء التام باذن الله تعالى.