قال استشاري الأمراض الباطنية في مستشفى الراشد د. علاء الجمل: إن مرض السكري هو داء جميع الأعمار والأجناس، فيه يضطرب نظام التحكم في نسبة السكر في الدم وبالتالي تتأثر جميع أجهزة الجسم، وعندما يصوم الشخص السليم تكون نسبة السكر في الدم شبه مستقرة طوال اليوم وذلك عن طريق نظام تحكم حيوي منظم، لكن عند مريض السكري يحدث اختلال في الأنظمة المتحكمة في تنظيم نسبة السكر بالدم سواء في الأيام العادية أو أثناء الصيام ومع هذا فإن الكثير من مرضى السكري يمكنهم الصيام بأمان عند اتباع إرشادات معينة.
وأضاف د.الجمل ان المصاب بداء السكري عليه مراعاة جانب الغذاء والدواء في هذا الشهر الذي يختلف اختلافا كليا عن باقي أشهر السنة حيث تطرأ فيه عدة تغييرات اهمها: تغير النظام الغذائي من حيث عدد الوجبات وأوقاتها ومكونات الوجبات والسعرات الحرارية، وتغير النشاط اليومي، إذ يقل في الغالب خلال النهار ويزداد ليلا وخصوصا لدى من يؤدون صلاة التراويح والقيام مما ينعكس بصورة واضحة على نسبة السكر في الدم. بل إن النشاط الزائد خلال فترة الصوم قد تؤدي إلى انخفاض نسبة السكر في الدم.
وأضاف أن تغيير النظام العلاجي، يحتم تغيير نظام الغذاء والنشاط اليومي وتغيير النظام العلاجي ايضا، وذلك تجب مراجعة الطبيب لتجنب الانخفاض الشديد الذي قد يحدث أثناء الصوم أو ارتفاعه خلال فترة الإفطار في اليوم الواحد.
علاج السكري في رمضان
تحدث د.الجمل عن كيفية أخذ علاج السكري في شهر رمضان قائلا: إذا كان العلاج يعتمد فقط على تنظيم الغذاء، يمكن للمرضى الصيام بأمان بل قد يفيدهم خاصة إن كانوا من أصحاب الوزن الزائد، ولكن عليهم الالتزام بكميات ونوعيات الأكل المسموح بها في الأيام العادية مع مراعاة تأخير وجبة السحور وجعلها متكاملة غذائيا وتحتوى على الألياف.
أما إذا كان العلاج يعتمد على تنظيم الغذاء وتناول الأقراص المساعدة لتخفيض نسبة السكر بالدم فعدد كبير من هؤلاء المرضى يمكنهم الصيام على أن يتم تناول الأقراص بالطرق التالية: إذا كان يتناول الأقراص مرة واحدة صباحا فعليه أن يتناولها في رمضان مع وجبة الإفطار، واذا كان يتناول الأقراص مرتين يوميا فيجب أن يتناولها في رمضان مع الإفطار والسحور ولكن إذا أحس بأعراض نقص السكر أثناء النهار فعليه تقليل أو منع جرعة السحور بعد ذلك، أما إذا كان يتناول الأقراص ثلاث مرات يوميا فعليه تناول جرعة الصباح والظهر مع الإفطار، أما جرعة المساء فيتناولها مع السحور ويجب على هؤلاء المرضى مراجعة الطبيب قبل البدء في الصيام أو تغيير نظام الدواء.
وإذا كان العلاج يعتمد على الأنسولين فإن المريض الذي يحتاج لحقنة واحدة يمكنه الصيام بحيث يأخذها قبل الإفطار مع مراعاة فحص السكر المستمر لتفادي انخفاض نسبة السكر.
والمريض الذي يأخذ حقنتين صباحا ومساء يستطيع اخذ حقنة الصباح بين الفطور وقت المغرب ويأخذ ثلث جرعة المساء قبل السحور بعد استشارة طبيبه المعالج.
احتمالات المضاعفات
وعما يمكن أن يتعرض له مريض السكري أثناء الصيام من احتمالات لحدوث مضاعفات، قال د.علاء الجمل هناك عدة احتمالات منها:
1- النقص الشديد في نسبة السكر: يتعرض المريض لهذا إذا أهمل في تناول وجبة السحور مع تناوله الأدوية الخافضة للسكر أو إذا قام بمجهود عنيف أثناء فترة الصوم.
وأعراض ذلك شدة الجوع والشعور بالتعب والإرهاق، الدوار والصداع، زغللة العين، رعشة باليدين، زيادة إفراز العرق وزيادة ضربات القلب، فإذا أهمل المريض ذلك قد يتعرض لغيبوبة نقص السكر لذلك على المريض الالتزام بقياس نسبة السكر في الدم على مدار اليوم خلال الشهر الكريم وعند شعوره بهذه الأعراض يجب عليه الإفطار فورا بتناول عصير سكري والتوجه إلى الطبيب.
2- الزيادة الشديدة في نسبة السكر بالدم: يتعرض لها المرضى الذين يهملون في أخذ الجرعة مع الإفراط في تناول الطعام.
المرضى الممنوعون من الصوم
قال د.الجمل: هناك عدة حالات لابد معها لمريض السكري من الامتناع عن الصوم ومنها: إذا تكرر للمريض حدوث غيبوبة سكرية وحتى يتم ضبط السكر بالدم لفترة طويلة، المرضى الذين يعانون من سكر غير مستقر ويوجد تفاوت كبير بين نسبة السكر أثناء الصيام وبعد تناول الإفطار، الحوامل والأطفال، الذين يعانون من أمراض مزمنة أخرى مع السكري مثل الفشل الكلوي، قصور الشريان التاجي، هبوط القلب والالتهابات الشديدة.
نصائح مهمة لمريض السكري أثناء الصيام:
ـ أكثر من تناول السوائل بين الإفطار والسحور.
ـ احذر الإفراط في تناول الحلويات والدهون.
ـ التزم بالفحص المستمر لنسبة السكر بالدم أثناء الصيام وبعد الإفطار.
ـ استشر طبيبك قبل الصيام، وعند الإحساس بأي أعراض للمضاعفات.
قائمة مقترحة لطعام المريض الصائم
وجبة الافطار:
عقب الأذان مباشرة: 1- 2 تمرة + كوب عصير دون سكر.
طبق شوربة (خضار ـ عدس ـ لحم) (يفضل تجنب الشوربة السميكة أو التي تحوي الدقيق)
طبق سلاطة بقليل من الزيت والليمون.
راحة لمدة ربع ساعة تتم فيها تأدية صلاة المغرب ثم:
ـ خضار مطبوخ (كوسة – فاصوليا – ملوخية– بامية – سبانخ)
ـ قطعة لحم من دون دهن وفى حجم الكف أو ربع فرخة (مسلوقة ومنزوعة الجلد) أو سمكة متوسطة 300 غم (يفضل المشوي).
ـ أرز أو مكرونة بقليل من السمن أو الزيت (أربع ملاعق كبيرة) أو نصف رغيف أسمر.
ـ وجبة خفيفة بين الساعة العاشرة والحادية عشرة مساء تكون عبارة عن 4 ملاعق خشاف محلى بالدايت سويت أو قطعة كنافة نصف حجم الكف أو قطعة قطايف صغيرة بقليل من الزيت والسكر.
ـ السحور (يفضل تأخيره الى ما قبل موعد الإمساك بقليل) كوب زبادي 4 ملاعق فول بقليل من الزيت أو 100 غرام جبنة بيضاء قليلة الدسم والملح + سلطة خضراء أو بيضة مسلوقة ـ نصف خبز ـ ثمرة فاكهة.